«الرقص في الأماكن العامة حق مكتسب أم قلة أدب؟»..الباسوسي: سلوك يقضي على الاكتئاب لا حرج فيه..فرويز: وباء مجتمعي أدخلته الانتخابات..وخبير قانوني: فعل فاضح يعاقب عليه القانون

الرقص أحد العلاجات النفسية التي تستخدم للترويح عن النفس وعلاج الاكتئاب، رغم ذلك عليه قيود كثيرة، باعتباره مسببا في الإثارة الجنسية، تلك هي النقطة الفاصلة التي تسببت في جدل كبير بين خبراء علم النفس وخبراء القانون، عن مدي أحقية الرقص في الأماكن العامة؟

جامعة السادات
تداول رواد التواصل الاجتماعي فيديو رقص داخل جامعة السادات بالمنوفية، خلال حفل تخريج دفعة من كلية التجارة، وظهر في الفيديو فتاة ترقص رقصا شعبيا وسط الحرم الجامعي، فيما علق رئيس الجامعة أنها فقرة التنورة تعاقد عليها الطلاب للفرح، قائلا "ده حاجة طبيعية، ومن حق الطلاب تفرح".

شاهد..جامعة السادات عن فيديو الرقص: نحقق في الواقعة

شارع إسكندرية
جاء هذا الفيديو بالتزامن مع انتشار مقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، يرصد فتاة وثلاثة أشخاص يرقصون في أحد الشوارع بالإسكندرية، وأظهر الفيديو ثلاثة أشخاص برفقة فتاة يرقصون رقصة "البطريق" في منتصف الطريق، حيث راحوا يؤدون بعض الحركات الطريفة.

شاهد..وصلات رقص بين طلاب وطالبات جامعة طنطا في حفلات التخرج

لا مانع
يقول "أحمد الباسوسي أستاذ علم النفس: الرقص تعبير حركي يعكس حالة الفرح، فلا مانع من مزاولة تلك المتعة في أي مكان عام، طالما أن القائمين به يرتدون ملابس ليست خليعة، ولا يؤذون أحدا أو يعطلون المرور، قائلا:"ما الحرج في ذلك، فمن حق الشعب يفرح ويعبر عن فرحته"، موضحا للرقص فائدة كبيرة جدا تساعد على التخلص من الاكتئاب، مؤكدا أنه كان هناك فرق شعبية ومهرجانات تجول شوارع الإسماعيلية، فقط لإدخال الفرحة في نفوس الأهالي، وكان لها تأثير كبير في إدخال البهجة عليهم، ليتها تعود وتجول كافة أنحاء الجمهورية.

وتابع استشاري الطب النفسي، ولأن كل حرية حدود اعترضنا على أن تهتز الصورة النمطية للمدرس أو القاضي أو المسئول أمام شعبه، لذا فلا حرج من رقص طلاب الجامعات داخل الحرم، ولكن لا يصح أن يمارس نفس الفعل من قبل الأساتذة الجامعيين.

تابع..لقطات طريفة لسيدة ترقص في الشارع

وباء مجتمعي
علي الجانب الآخر، يري "جمال فرويز" طب نفسي، تلك السلوكيات دخيلة على المجتمع المصري، جاءت مع بداية الانتخابات للعند مع الجماعات الإسلامية، التي كانت تخطط لفرض سلوكيات معينة، ولكنها أصبحت مبالغا فيها، موضحا أنها بعيدة كل البعد عن الفرق الشعبية التي تجول الشوارع، ويقدمها رجال بالرقص بالعصا بطريقة تنشر الفرحة وتحمل الكثير من الاحترام والتقدير، أما الآن فأصبحت للبنات مع أولاد في الأماكن العامة، دون أي حياء.

وتابع الطبيب النفسي، أنه لكل مقام مقال، وللجامعات والشوارع العامة أماكن لها احترامها، وهناك طرق شتي للتخلص من الاكتئاب، حتى الرقص من الممكن أيضا استخدامه للترويج عن النفس، ولكن في المنازل أو الأفراح دون أي مكان آخر.

شاهد..فتاة وثلاثة شباب يرقصون في منتصف طريق بالإسكندرية

المخالفة القانونية
وعلي المستوي القانوني، يقول "شادي طلعت" مدير اتحاد المحامين للدراسات القانونية: إن الرقص في الشوارع والأماكن العامة أو الجامعات اعتداء على حق من حقوق المجتمع، موضحا للرقص الشرقي أماكن مصرح بها في الملاهي الليلية فقط، ومخالفة ذلك يعد فعلا فاضحا يقع ضمن قضايا الجنح التي تمتد عقوبتها ما بين 24 ساعة: 3 سنوات وغرامة مالية، مضيفا كما أنه من الممكن أن تدخل تحت طائلة قضايا أخرى في قانون العقوبات، كتعطيل المرافق.

وأشار طلعت إلى أنه لا مخالفة قانونية في الرقصات الإبداعية في الأماكن العامة، كراقصة البريك دانس للفنان "مايكل جاكسون"، وغيرها من الرقصات الإبداعية، التي يغفل عنها الكثير من الشعب المصري.