رئيس التحرير
عصام كامل

الأسرى الفلسطينيين بالأرقام.. فروانة: 800 ألف معتقل منذ عام 1967.. و78 ألف حالة منذ انتفاضة الأقصى 2000.. 950 امرأة و 9 آلاف طفل ومئات القيادات السياسية وصحفيين ووزراء سابقين تعرضوا للسجن

عبد الناصر فروانة
عبد الناصر فروانة الأسير الفلسطينى السابق

قال عبد الناصر فروانة، الأسير الفلسطينى السابق، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين بشئون الأسرى، بأن الأسرى قضية شعب ووطن لا يمكن تجاوزها، وتاريخ عريق حافل بالمآثر والبطولات والتضحيات بحاجة إلى تدوين وتوثيق، وأرقام وإحصائيات مذهلة ومؤلمة، وانتهاكات لا حدود لها، ومعاناة يصعب وصفها وتتطلب التحرك الجاد لوضع حد لها على طريق إنهائها وإطلاق سراح كل الأسرى .


وأضاف فى بيان له اليوم بأنه ومنذ العام 1967 سُجل أكثر من (800) ألف حالة اعتقال، يشكلون قرابة 20% من الفلسطينيين المقيمين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث إنه لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وأن تعرض أحد أفرادها أو جميعهم للاعتقال لمرة أو لمرات عدة .

وبيّن إلى أن من بين مجموع تلك الحالات هناك ( 78000 ) حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى فى سبتمبر 2000 ، بينهم قرابة ( 950 ) مواطنة، وأكثر من (9) آلاف طفل، وأكثر من خمسين نائباً ووزيراً سابقاً بالإضافة إلى مئات القيادات السياسية والأكاديمية والمهنية والصحفيين .. الخ .

وأكد فروانة أن الاعتقالات لم تكن يوماً ممارسة عفوية أو استثنائية ، وإنما مورست كسياسة ثابتة بهدف الإذلال والإهانة والانتقام وأضحت ظاهرة يومية مؤلمة ومقلقة، حيث (لا) يمضى يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات، والتى لم تقتصر على فئة محددة أو شريحة معينة، وإنما شملت كل شرائح وفئات المجتمع الفلسطينى بمن فيهم المرضى والمعاقين، مما دفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد مساحات لمفردات الاعتقال والسجن فى القاموس الفلسطينى والثقافة العامة .

وأشار إلى أن تصاعدًا ملحوظًا قد طرأ فى عدد حالات الاعتقال ، حيث إن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت خلال العام المنصرم 2012 (3848) مواطناً فلسطينياً بمعدل ( 11 ) حالة يومياً، وبزيادة قدرها ( 16.2 % ) عن العام الذى سبقه 2011.

فيما كان من بين المعتقلين خلال العام الماضى ( 881 ) طفلاً دون 18 سنة بزيادة قدرها ( 26 % ) عن العام الذى سبقه 2011 .

ومنذ بدء العام الجارى اعتقلت قوات الاحتلال ( 1070 ) مواطناً بزيادة قدرها 8. 4 % عن نفس الفترة المستعرضة من العام الماضى .

ورأى فروانة بأن الخطورة تكمن فى أن مجمل تلك الاعتقالات وما رافقها وتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولى الإنسانى من حيث أشكال وظروف الاعتقال، ومكان الاحتجاز وما مُورس ويمارس بحق المعتقلين من تعذيب حيث إن كل من تعرض للاحتجاز أو الاعتقال تعرض لأحد أشكال التعذيب الجسدى أو النفسى والإيذاء المعنوى والإهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة ، فيما الغالبية تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.

وأوضح فروانة بأنه ليس كل من اعتقل بقى فى الأسر ، فالكل تحرر فيما بلغ عدد من لا يزالون فى سجون ومعتقلات الاحتلال حتى مطلع أبريل الجارى نحو (4900) معتقلاً وأسيراً فى أكثر من 17 سجناً ومركز توقيف، بينهم ( 235 ) أسيراً من الأطفال، و(14) أسيرة ، و( 14 ) نائباً فى المجلس التشريعى بالإضافة إلى وزيرين سابقين .

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت منذ العام 1967 أكثر من خمسين ألف قرار بالاعتقال الإدارى ( ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإدارى ) منهم 23 ألف قرار منذ بدء انتفاضة الأقصى فى 28 سبتمبر 2000، بقى منهم (168) معتقلاً رهن الاعتقال الإدارى دون تهمة أو محاكمة حتى الآن .

وأن من بين الأسرى يوجد ( 533 ) أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد ( مدى الحياة ) لمرة واحدة أو لمرات عدة .

وفى السياق ذاته أشار إلى وجود ( 105 ) أسرى يُطلق عليهم مصطلح " الأسرى القدامى " وهو مصطلح يطلق على الأسرى الذين اعتقلوا قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية فى الرابع من مايو عام 1994 ولا يزالون فى السجون الإسرائيلية ، وأن " عمداء الأسرى " منهم وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عامًا قد بلغ عددهم ( 77 ) أسيراً ، فيما " جنرالات الصبر" وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد قد وصل عددهم ( 25 ) أسيراً حتى مطلع أبريل الجارى ..

ويُعتبر الأسير كريم يونس من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً .

وكشف فروانة بأن عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية بلغ نحو ( 1200 ) أسير يعانون من أمراض مختلفة ، بينهم ( 170 ) أسيراً بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية ، و( 85 ) أسيراً يعانون من إعاقات مختلفة ( جسدية وذهنية ونفسية وحسية ) ، و ( 16 ) أسيراً مقيمون بشكل دائم فى ما يسمى مستشفى سجن الرملة ، و( 24 ) أسيرًا مصابون بمرض السرطان .

وأشار إلى أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ (204 ) أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبى أو القتل العمد بعد الاعتقال ، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح والرصاص الحى ضد الأسرى آخرهم كان الشهيد " ميسرة أبو حمدية "، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبى أمثال أشرف أبو ذريع وزهير لبادة ومراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد والقافلة تطول .
 
وأوضح فروانة بأن جميع الأسرى والأسيرات فى سجون الاحتلال يتعرضون لمنظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية والانتهاكات الفاضحة لكل المواثيق والأعراف الدولية ، فى إطار سياسة ممنهجة ، وأن تلك الانتهاكات تصاعدت بعدما أقرت سلطات الاحتلال عددًا من القوانين للتضييق على الأسرى وشرعنة الانتهاكات بدافع الانتقام من الأسرى وذويهم، مما حول السجون بمختلف أسمائها وأماكن وجودها إلى بدائل لأعواد المشانق ، فبداخلها يجرى أبشع عمليات القتل الـروحى والنفسى والتعذيب الجسدى ، وبداخلها يتم إعدام الأسرى بشكل بطيء .

وأكد فروانة بأن الأسرى كانوا وما زالوا جزءًا لا يتجزأ من الشعب الفلسطينى ، وأن قضيتهم ستبقى مركزية بالنسبة لشعبهم لأنهم ناضلوا وضحوا وأفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان السجون من أجل فلسطين ومقدساتها ، ومن أجل قضايا الأمة العربية والإسلامية جمعاء .

الجريدة الرسمية