رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكاية «سباح القدم الواحدة» المرشح لدخول موسوعة «جينيس»

فيتو

منذ نعومة أظافره كان يرى أنه في أعلى درجات الخطر، شعوره بالأدرينالين وهو يسري بجسده يمنحه حياة أخرى فوق تلك الحياة، اعتاد أن يقوم بالمغامرات والألعاب الخطرة حبًا في الحياة، كان حبه للمغامرة أكبر من حبه للحياة نفسها، أكثر ما كان يخيفه أن يتعرض في إحدى مغامراته لإصابة تمنعه من الاستمرار، وليس أن يفقد حياته جراء تلك المغامرة.. إنه البطل عمر حجازي.


البطل عمر حجازي
حاورت "فيتو" البطل عمر حجازي الذي تمكن بساق واحدة من الاقتراب من دخول موسوعة جينيس بعبور خليج العقبة مسافة 20 كيلو متر من الأردن إلى طابا في ثمانِ ساعات ليكون أول سباح مصري يعبر هذا الخليج.

شبح الإصابة
"طول الوقت كنت بكون خايف من الإصابة أكثر من الموت، مش متخيل إزاي لو حصلتلي إصابة هقدر أعيش واستمر في الحياة".. كانت تلك أولى كلمات عمرو حجازي الشاب صاحب الـ 27 عامًا عاشق سيناء.

إجازة في سيناء
بالعودة للوراء عامين بالتحديد 2014، كان الشاب عمر حجازي يقضي إجازة في سيناء ليقوم بإحدى مغامراته، وأثناء تجوله تعرض لحادث سير، بُتر على أثره ساقه اليسرى وتحول من شاب رياضي بالدرجة الأولى إلى شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

يقول: "مررت بفترة نفسية عصيبة، شعرت أن الكثير من الأبواب أغلقت في وجهي، مكثت بالمستشفى فترة ليست بالقليلة وصلت إلى شهور، تسرب إلى شعور أنني خسرت حياتي الأولى وتحولت إلى قعيد، وتعرضت لأزمات متتالية خسرت على إثرها أصدقاء ومعارف، إلا أن وجود أُسُرتي من حولي وخطيبتي كان لهما تأثير السحر ودعمهم بشكل كبير ساعدني في اجتياز محنتي وأن أحولها لمنحة إلهية". 

يضيف "كان التحدي دليل على استمراري في الحياة، لذا بحثت عن سبيل لأحقق حلما جديدا، اجتزت نفسيًا أزمة بتر ساقي وتغيرت نظرتي بدأت أرى الجانب الإيجابي من الإصابة فهى علمتني الكثير، غيرت مجرى حياتي تعلمت منها أولويات الحياة، فهى مثلما أغلقت أبواب فتحت أبواب أخرى ومنحتني قوة خفية لم أكن أعلم أنني أملكها".

ويواصل البطل الحديث عن مشواره، قائلًا: "كان اختيار التحدي عاملًا مهمًا، حبي لسيناء كبير وأردت أن أوصل رسالة مغايرة للعالم عن التي ينشرها الإعلام عن ما يحدث في سيناء، فهناك حياة بعيدًا عن أحداث القتل والدم".

دور الأسرة
دور الأسرة وتحديدًا الأب كان دورًا بارزًا في الإنجاز الذي حققه عمرو، فأضاف قائلًا:"عندما أبلغت والدي بأنني أهدف لأن أسبح مسافة تتراوح ما بين 16 إلى 20 كيلو متر، دعمني بشكل كبير وساعدني في ترتيب مواعيد تدريباتي، وحصلت على تشجيع مهم جدًا منه، واستمريت في الاستعداد والتدريب لمدة عام ونصف لم يتركني والدي في أي من الأوقات، والمفاجأة الأكبر أن والدي لم يكن يأخذني على محمل الجد على الرغم من مساعدته ودعمه المتواصل، فهو اعترف لي عندما قررت أن يكون يوم 28 أبريل هو يوم المغامرة أنه ساعدني لأن يصبح لي حلم يخرجني من الحالة النفسية السيئة التي مررت بها في أعقاب الحادث، ولم يكن يتصور أنني جاد في ذلك الحلم".

كواليس المغامرة
ترتيبات كثيرة احتاجها المغامر عمرو لإتمام تجربته، فيستطرد: "بدأت فعليًا في الاستعداد للحدث الأكبر في حياتي، وعقدت معسكرًا مغلقًا في طابا هايتس لمدة أسبوعين، تدربت خلالهما على الأجواء في المياه، وكانت إحدى العقبات التي واجهتها تمثلت في قطع في بدلة السباحة، فما كان مني إلا أن اعتمد على فهلوة المصريين وقمت بإصلاحها يدويًا باستخدام "الكاوتش"، تغلبت على تلك الأزمة وفور بداية المغامرة ونزولي إلى البحر لم تصاحبني مركب الإرشاد وشعرت بأنني تائه في وسط البحر وتسرب الخوف إلى قلبي.. ماذا لو كنت في الاتجاه الخاطئ؟ ماذا لو هاجمني قرش في البحر الأحمر؟ لكنني قررت أنه لا سبيل للعودة إلى الوراء وسأسير قدمًا لتحقيق حلمي".

رسالة بطل
في ختام حديثه، وجه عمر حجازي البطل المصري رسالة إلى الشباب خاصة هؤلاء ممن تعرضوا لحوادث سببت لهم عاهة مستديمة قائلًا: "أنت وحدك من قادر على تحديد مصيرك، السعادة ليست إنجازًا تحققه في نهاية الطريق لكنها رحلة تسير فيها تواجهك متاعب ولحظات شقاء لكنك تشعر بالرضا من داخلك فأنت بطل قصتك ونجاحك بين يديك".
الجريدة الرسمية