«الأمدي» يخترع الحروف البارزة و«ابن الأفلح» يبتكر معادلة جابر

هو زين الدين على بن أحمد بن يوسف بن الخضر الأمدي، ولد في بلدة "آمد" التي تقع بالقرب من "ديار بكر" شمال العراق، ولا يعرف أحد سنة ميلاده، ولكنه توفى عام 714 هجرية، وقد سكن بغداد وتوفى بها، وهو من أكابر الحنابلة فقها وصلاحا وصدقا.


فقد بصره في صغره، وتميز بقوة الفراسة وحدة الذهن وتعبير الرؤيا، وكان يجيد اللغات الفارسية والتركية والمغولية والرومية، بالإضافة إلى العربية التي تثقف فيها، ورغم فقد بصره إلا أنه لم يستسلم، فاشتغل بالتدريس سعيا وراء الرزق، كما احترف التجارة بالكتب وجمع كثيرا منها.


وكان كلما اشترى كتابا أخذ ورقة وفتلها، فصنعها حرفا أو أكثر من حروف الهجاء يحدد بها ثمن الكتاب بحساب الجمل التي تشكلها الحروف، ثم لصقها على طرف جلد الكتاب من الداخل، ويجعل فوقها ورقة تثبتها، فإذا طلب المشتري كتابا ما قام الأمدى على الفور بإحضاره من الخزانة دون جهد أو عناء.


وترك لنا الشيخ "الأمدي" تراثا رائعا، ومنها كتاب "التبصير في علم التعبير"، وهو كتاب يعني بتفسير الأحلام.

هذا عن الأمدي، أما ابن الأفلح فقد اكتشف نظرية جديدة في حساب المثلثات الكروي.


وأبو محمود جابر بن الأفلح، عالم عربي ظهر في الأندلس وولد في إشبيلية، وتوفى في قرطبة، في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، واشتهر بنبوغه في الرياضيات والفلك، واستنبط معادلة تستخدم في حل المثلثات الكروية قائمة الزاوية سميت بمعادلة جابر.


وقد ألف تسعة كتب في الفلك، فيها أبحاث لم يسبقه إليها أحد، وترجمت إلى اللاتينية في القرن السادس عشر الميلادي، أي بعد وفاته بنحو أربعة قرون، كما اخترع بعض الآلات الفلكية، وصحح بعض آراء بطليموس، وأثبت أن عطارد والزهرة أقرب إلى الأرض منها إلى الشمس.


وتقول دائرة المعارف البريطانية عنه: "لكتب ابن الأفلح مقام كبير في تاريخ المثلثات، لأنه ذهب إلى بحوث مبتكرة لم يسبقه أحد إليها".