«اللى منعرفوش أحسن من اللى نعرفه».. البيئة تتجاهل أبحاث الدولة لحل المشكلات وتلجأ للشركات الخارجية.. «صابونة» توفر 30 مليون جنيه وتنهي مشكلة قش الأرز.. وحل مشكلة المياه في يد أحد ف
تقول الحكمة الشعبية أن أكبر سمكة يمكن أن تصطادها ليس بالضرورة أن تكون هي الأبعد، بل من الممكن أن تكون هي أقرب شيء إليك، الدكتور خالد فهمي وزير البيئة ما زال يؤمن بعكس المثل، يبحث عن حلول للمشكلات البيئية في مصر في كل المحافل المحلية والعالمية، ويطلب مشاركة شركات من الخارج لحل المشكلات، رغم أن حلها تحت قدمه وبطريقة جدية وإشادة عالمية ولن تكلفه أي شيء.
أمينة ميعاد باحثة حرة كانت ضمن بعثة المخترعين في معرض جنيف الدولي أكبر ملتقى دولي للاختراعات، استطاعت الحصول على الميدالية الذهبية عن ابتكارها وكرمها وزير التعليم العالي حال عودتها لمصر.
ابتكار أمينة كان عبارة عن ابتكار «صابونة» مصنوعة من قش الأرز، وذلك باستغلال العناصر الموجودة من قش الأرز لعمل صابون طبيعي دون صودا كاوية، ما يعني «ضرب عصفورين بحجر» التخلص من أهم المشكلات البيئية وتقديم منتج جديد.
هذا المنتج الذي لم يلفت نظر وزارة البيئة لفت نظر دول أخرى، فحسب تصريح «أمينة» فقد تلقت عدة عروض من دول أخرى، منها سفير سويسرا الذي أبدي إعجابه بتجربة الصابون، وتواصل مع أكاديمية البحث العلمي للتعاقد معها لإنتاج الصابون، وهو ما دفع الباحثة إلى المطالبة بتنفيذ مشروعها في مصر، من خلال عمل خط إنتاج ضخم للصابون على أرض الواقع، فخط الإنتاج يكلف ما يقرب من مليون جنيه والمعدات متوفرة بكوريا الجنوبية والصين.
في نفس الأسبوع التي صرحت فيه أمينة بأمنيتها أعلن الدكتور خالد فهمي أن وزارة البيئة استعدت لموسم حرق قش الأرز للعام الجاري بملغ 30 مليون جنيه، بجانب منح مالية مثل مؤسسة الجايكا أعلنت عن دعمها للتخلص من قش الأرز من خلال مشروعات تقدر بمليار و350 مليون جنيه.
وأكد باحثون أن تطبيق بحث أمينة لا يخلصنا فقط من قش الأرز، ما يوفر ملايين الجنيهات التي تصرفها الدولة لمواجهة تلك الظاهرة القاتلة، وإنما يجعل هناك مردودا اقتصاديا، ورغم أن البحث معترف به عالميًا وتم الصرف عليه من أموال الدولة إلا أنه لم يلتفت إليه أحد حتى الآن.
ملايين الجنيهات من أجل محطات معالجة مياه الصرف الصناعي، زيارات للاستفادة من التجربة الإندونيسية في ذلك الأمر لسد عجز المياه المقدر ب30 مليار متر مكعب سنويًا، تلك التحركات من جانب وزارتي الري والبيئة لم تكن مطلوبة لو تبنوا ابتكار الباحث محمد عبد الدايم أحد الفائزين في بعثة جنيف بعد إثبات كفاءة ابتكاره المكون من جهاز يعالج مياه الصرف الصناعي وينقيه من الشوائب العالقة والتخلص من المواد الماسمة لتصبح درجة نقاء المياه بنسبة 99.9%.
وتتمثل آلية عمل الابتكار في وجود خزانين يتم تزويدهما بلوحين معدنيين ثم يتم توصيل الكهرباء للماء، ليتحلل ويتم سحب الماء الموجود بالخزان وتجمع الرغوة المكون التي تحتوي على الشوائب بواسطة جهاز، ويمكن استغلال تلك الشوائب لبعض أنواع الصرف في تزويد الفلاحين بها، لتصبح سمادا يستخدم في استصلاح الأراضي الزراعية، أما عن تكلفة تطبيق تنقية مياه الصرف فهي منخفضا مقارنة بالطرق التقليدية.
وبحسب الابتكار الحاصل على جائزة دولية فإنه يوفر يوميًا 50 ألف متر مكعب في اليوم، ويمكن توفير فرص عمل هائلة للشباب من خلال الإشراف على عملية التنقية وبيع المياه النقية الناتجة للمصانع كمياه مقطرة، الأمر الذي يمكن أن يجلب نحو 10 آلاف جنيه في اليوم، وبخصم تكلفة الكهرباء المستخدمة يصبح صافي الربح 9 آلاف جنيه في اليومين، حيث يمكن أن يقوم فردان فقط بتولي الإشراف.
ورغم وجود هذا الاختراع إلا أن وزارة البيئة أعلنت أنها ستبدأ في تشييد بعض الأجهزة للتنقية بتكلفة 38 مليون جنيه.
ويرى الدكتور ناجي عبد الخالق مدير مكتب «التايكو» المسئول عن تسويق الأبحاث، أن هناك 36 مكتبا بالمراكز البحثية والجامعات مهمتها إيصال تلك الأبحاث إلى المسئولين لتطبيقها، خاصة أنها أبحاث تم تمويلها بأموال مصرية، لافتًا إلى أن هناك بعض المشكلات التي ما زالت تواجه الباحثين.