رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد جولدا مائير..8 أسرار في حياتها قبل 1948..الفقر والعمل أبرز ملامح طفولة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق..«الموت» عنوان رحلتها لفلسطين..وشقيقتها كلمة السر في الالتحاق بالصهيونية

جولدا مائير
جولدا مائير

هي «جولدا»، المرأة الأهم في الرعيل الأول المؤسس لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والمهاجرة من أوكرانيا إلى فلسطين، لتحقق حلمها الصهيوني ببناء دولتهم على أنقاض بيوت الفلسطينيين.


جولدا مائير لم تكن فقط ذائعة الصيت في محيطها، بل في الوطن العربي، باعتبارها رئيس وزراء إسرائيل وقت حرب أكتوبر، وبالنسبة لمصر فهي أول من بدأت مفاوضات السلام.

وبعيدًا عن حياتها السياسية المليئة بالأسرار ترصد «فيتو» في ذكرى ميلاد جولدا مائير 3 مايو 1898 أسرار طفولتها التي روتها هي في مذكراتها التي حملت عنوان «مذكرات جولدا مائير».

طفولة فقيرة
في البداية تقول جولدا مائير:« كل ما أتذكره من طفولتي هو معيشتي في الطابق الأول في منزل صغير في كييف، كنا فقراء لم يكن هناك الكفاية من أي شيء لا الطعام ولا الدفء ولا الملابس، وكان أبواي يؤديان الطقوس الدينية التقليدية، ولا أذكر أنني كطفلة فكرت كثيرا في الله أو الصلاة له رغم أنني عندما كبرت وكنا قد انتقلنا إلى أمريكا كنت أناقش الدين مع أمي، أما فيما يتعلق بكون اليهود شعب الله المختار فإنني لم أقبل ذلك قط»

وتضيف «مائير» في مذكراتها: «كانت أختي شينا في الحركة الصهيونية الاجتماعية، وبدأت الاجتماعات في بيتنا وكنت أحضرها، وبدأت أسمع أشياء كثيرة لا أعيها، والمرة الأولى التي سمعت فيها اسم هرتزل عندما جاءت إحدى عماتي تبلغني أن هرتزل قد مات».

وتنتقل بنا جولدا مائير إلى مرحلتها الثانية حيث الولايات المتحدة الأمريكية فتقول: «انتقلنا إلى أبي في ملووكي الأمريكية، وكانت أول مرة أرى أمريكا فأنا القادمة من العالم القديم، أول مرة أركب سيارة في ملووكي كنت سعيدة جدا».

الحي اليهودي
وتضيف «بعدها بأيام انتقلنا إلى الحي اليهودي في الجزء الفقير من المدينة، وشقتنا لم يكن فيها كهرباء أو ماء، لكني كنت سعيدة بها كثيرا، وبدأت أمي تستغل دكانًا في آخر الممر وكانت تبيع في،ه وحين تذهب لشراء البضائع أقوم أنا بالوقوف مكانها، ومرت الأعوام سريعا واستغرقتني المدرسة في الأوقات التي كنت أترك فيها الدكان، ووقع حادث هام في حياتي حين كنت في الصف الرابع، إذ قمت بأول عمل عام لي، عندما أنشأت صندوقًا لجمع الأموال اللازمة لشراء الكتب المدرسية لغير القادرين»

وتتابع «أنهيت دراستي وأنا في الرابعة عشرة وبدا أني سالتحق بالمدرسة العليا، وكنت أتمني أن أكون مدرسة فهي أنبل المهن، أما أمي فقد رأت أني نلت قسطا من التعليم، وبالتالي بدت تفكر جديا في زواجي، ما دفعني إلى الانتقال لدنفر، وهناك التقيت موريس الذي تملكني الإعجاب به، ودون أن أدرى وقعت في حبه وأحبني هو الآخر»

وتستكمل «خلال الحرب العالمية الأولى حول أبي بيتنا إلى مقر للشباب المتطوعين في الفيلق اليهودي، وهم في طريقهم للحرب تحت العلم اليهودي في إطار الجيش البريطاني لتحرير فلسطين من الأتراك، أما أوائل الفلسطينيين الذين قابلتهم فكانوا اسحق بن زفي رئيس إسرائيل فيما بعد، ودافيد بن جوريون وكانا قد جاءا إلى ميلووكي لتجنيد اليهود في الفيلق اليهودي 1916، وكانت تلك أول مرة اسمع فيها قصصا عن هؤلاء، وأن هناك إمكانية لإنشاء دولة إسرائيل».

فلسطين
وعن فلسطين تروي مائير:« كان لدى معلومات عن فلسطين نظرية، لكن من خلال الاحتكاك بهؤلاء أصبح لدى صورة عن الواقع وعن الخمسين مستوطنة التي تم بناؤها،وببطء بدأت الصهيونية تملأ عقلي وحياتي، وتعاظم إيماني بأنني كيهودية انتمي إلى فلسطين وأنني كصهونية عمالية أستطيع أداء واجبي في تحقيق المساواة»

وتقول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: «بنهاية الحرب العالمية الأولى ولدت حركة يهودية كبيرة هي المؤتمر الأمريكي التي لعبت دورا في تشكيل المؤتمر اليهودي العالمي في الثلاثينيات، وكأول خطوة لي نحو فلسطين انضممت إلى حزب الصهيونيين العماليين، وخلال رحلتي التعيسة على باخرة لا تصلح للسفر، بدأت الرحلة وقد أضرب البحارة حتى قبل أن نقلع، وبدأنا الرحلة يوم 23 مايو 1921»

وتشرح جولدا مائير كواليس هجرتها لفلسطين فتقول: «عندما وصلت الباخرة إلى جزر الآزور تبين القبطان أنها في حاجة إلى إصلاح يستمر أسبوعا وعندما أقلعنا كان قد مضى على سفرنا شهرا، ثم انفجر براد التلاجة فاضطررنا إلى الاكتفاء بالأرز والشاي، وأخيرا وقبل أن نصل إلى نابولي أطلق القبطان الرصاص على نفسه وإن كان البعض يقول إنه قتل»

وتضيف:«كانت الشائعات وصلت أن الباخرة غرقت، وما إن وصلنا إلى نابولي حتى أخبرناهم بسلامتنا، وفي الإسكندرية صعد رجال الشرطة المصريين إلى سطح الباخرة، بحثًا عن اتنين من الشيوعيين، وكان ذلك الحادث سبب أن نقرر السفر بالقطار، وتوجهنا إلى المحطة، وذقنا أول طعم للشرق الأوسط بمرارته، إذ شاهدنا جموع الشحاذين والذباب يغطيهم».

معاداة اليهود
وتستطرد عن مشاهدتها لتل أبيب: «لم أكن اتوقع أن تكون بهذا الشكل، إذ بدت لي كقرية كبيرة غير جذابة، ولم نكن نعرف سوى أن ستين عائلة من اليهود المتفائلين هي التي أسستها عام 1909، أما الحكومة البريطانية فقد بدأت تعادي اليهود وتسمح بحرية الحركات العربية المناهضة مثل مفتي القدس الحاج أمين الحسيني كما أنها هددت بتخفيض الهجرة اليهودية أو وقفها كلية لفترة محددة في عام 1930 باختصار لم يكن الوطن القومي اليهودي يزدهر».

وتوضح رئيس وزراء إسرائيل الأسبق«بدأت الاضطرابات في عام 1936 وأصبح من غير المأمون أن يسافر اليهودي من مدينة لأخرى، وكانت الهاجاناه قد نمت وازدادت عدتها، والتزمنا بالدفاع فقط حتى لا نثير غضب البريطانيين، ولم يكن مفهوم الهاجاناه منذ البداية حركة فدائية، وإنما استجابة قومية للحماية»
الجريدة الرسمية