رئيس التحرير
عصام كامل

شركات البترول والكهرباء «تكية» أبناء الكبار.. تعيين ابنة وزير الأوقاف في «ميدور».. حسام البدري وربيع ياسين وخالد بيبو نجوم قطاع البترول.. و«التموين» عزبة أفندينا

 شركة إنبي
شركة "إنبي"

«لا توجد وظائف خالية» عبارة لا تقلق أبناء المسئولين ولا لاعبي الكرة السابقين، إذ أنها صيغت فيما يبدو للمجتهدين «عديمي الواسطة»، حتى في القطاعات الحيوية التي تدر وظائفها رواتب ضخمة، لا وجود لهذه العبارة إلا في قاموس الفقراء وأبنائهم.


وتؤكد ظاهرة واسطة التعيينات أنه لا مجال للكفاءة والخبرة، فإذا كنت تمتلك واسطة، فلا داعي للقلق على مستقبلك، وإذا كنت ناجحا، وليس لديك من يحقق لك حلمك الوظيفي فعليك السكوت، ففي الأسبوع الماضي تفاجأ الرأي العام بتسريب خبر تعيين «شيماء» نجلة الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف وفي شركة «ميدور» أكبر الشركات في قطاع البترول في مصر والشرق الأوسط.

تعيين نجلة وزير الأوقاف أثار غضب الكثيرين لا سيما وأن هناك آلاف الخريجين من هندسة البترول عاطلون عن العمل ولا يجدون نصف الفرصة التي حصلت عليها نجلة الوزير.

«فيتو» حصلت على قائمة تضم أسماء المشاهير ونجوم المجتمع والوزراء ورؤساء الشركات وقيادات الوزارات المعينين في كبرى الشركات وتضم مشاهير الرياضة والسياسة ورؤساء شركات، والوزراء السابقين وغيرهم ومعظمهم تم تعيينهم في فترة تولي سامح فهمي وزارة البترول وحتى الحالي المهندس طارق الملا.

محاسيب البترول
مصادر رفيعة المستوي بوزارة البترول، كشفت لـ«فيتو» أن شركة "ميدور" الأكبر في قطاع البترول، تم تعيين نجل عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة الأسبق بها ويدعي " محمد أحمد عاطف" ويشغل أمانة سر مجلس إدارة شركة ميدور، كما تم تعيين نجلة المهندس محمد شعيب رئيس شركة إيجاس السابق وتدعي "زينب" في نفس الشركة، بالإضافة إلى تعيين نجلة مدير مكتب وزير البترول المهندس طارق القلاوى.

وفي شركة "إنبي"، عينت المهندسة هدي خاطر مساعد رئيس شركة إيجاس التي أحيلت على المعاش نجلتيها أيضا وتعيين نجلة المهندس محمد طاهر وكيل أول وزارة البترول لشئون التخطيط والمشروعات بالشركة تخصص محاسبة، كما تم تعيين أيضا نجل المهندس عاطف حسن رئيس شركة بترول بلاعيم ويدعي "عمر".

وعين المهندس وجيه الجيشي رئيس شركة صان مصر نجله في جاسكو، ونجل المهندس أمل العليمي رئيس شركة بتروتريد السابق في غاز مصر، كما قام المهندس محمد الشيمي وكيل أول وزارة البترول لشئون المشروعات بتعيين نجله في شركة إنبي، وابنته في شركة جاسكو.

واحتل نجوم الرياضة الصدارة في التعيينات - وفقا لمصادر بالبترول –تم تعيين اللاعب خالد بيبو بشركة جاسكو في فترة المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق وتحديدا في عام 2008 وتوليه منصب مدير إدارة إعلام الشركة وتدريب نادي الشركة، وتعيين حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي في نادي تابع لشركة بتروجت، وتعيين الكابتن ربيع ياسين في إيجاس.

كما تم تعيين شقيق المهندس كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق في شركة بتروتريد، وتعيين إيمان نجلة صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق في عهد الرئيس الأسبق مبارك، وذلك في خدمات البترول الجوية" PAS"، وتعيين محمد السنباطي زوج نجلة فخري عيد رئيس شركة إنبي السابق وذلك في إدارة القياس والتحكم بالشركة.

105 أشهر
وكشفت مصادر بالبترول، أن السبب وراء تعيين أغلب أبناء قيادات البترول وكبار الدولة في شركات "إنبي وميدور" يرجع إلى أن موظفي الشركتين يتقاضون أعلى المرتبات والحوافز والأرباح لأنها تحقق مكاسب سنوية

ووفقا للمصادر ذاتها فإن الشركة تصرف أرباحا وحوافز سنويا تصل إلى 105 أشهر، وتبدأ المرتبات من 20 ألف وحتى 35 ألف جنيه لأبناء قيادات البترول ورجال الدولة.

والمفاجأة هنا- كما أوضحتها المصادر- ذاتها- أن التعيين ينطبق على أعضاء هيئات قضائية بكافة صورهم الذين يجرى تعيينهم في وظائف تنفيذية بعد تقاعدهم على المعاش أو استقالاتهم كمحافظين أو وزراء أو غيرها حيث وفقا للمصادر فإنه تم تعيين إبراهيم خطاب وكيل نيابة متقاعد في البترول ويشغل حاليا وكيل أول وزارة البترول للشئون الإدارية.

وأما عن المعينين في قطاع الكهرباء فإن عددهم قليل مقارنة بشركات البترول، إذ أكدت مصادر أنه تم تعيين أحمد نجل المهندس أسامة عسران نائب الوزير محاسب في شركة شمال القاهرة للتوزيع منذ 7 سنوات، كما تم تعيين محمد نجل جمال عبد الله نائب رئيس شركة مصر الوسطي لتوزيع الكهرباء للقطاع التجاري.

والمفاجأة أيضا أنه تم تعيين نورهان نجلة رئيس النقابة العامة للعاملين بالكهرباء الدكتور عادل نظمي، في شركة جنوب القاهرة وهو أمر أثار ضجة كبيرة في العام الماضي، وسط موظفي القطاع.

خداع الجماهير
وأوضحت مصادر، أن الوزارة كذبت على الرأي العام ببيان لتبرير الموقف في ذلك الحين، وأكدت، أنه تم فصل نجلة رئيس النقابة من الشركة، ولكن  الأمر غير صحيح فالجديد هنا والذي لم تعلن عنه الوزارة أنه تم انتدابها إلى صندوق الانتماء الذي يخدم العاملين بقطاع الكهرباء، ولكنها ما زالت على قوة شركة جنوب القاهرة للتوزيع.

وأضافت المصادر ذاتها – أنه تم تعيين محمد نجل المهندس محمود النقيب نائب رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، بالشركة الاستشارية لهندسة محطات القوى الكهربائية".

التموين.. عزبة أفندينا
وفي وزارة التموين تظهر شجرة التعيينات لأبناء وأقارب كبار القيادات أصولها ثابتة قبل وبعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو لم يتم اقتلاعها بسيف العدالة الاجتماعية في وقت تتحجج فيه الدولة عندما تصل إلى مسامعها آهات وأنين الباحثين أو الحالمين عن فرصة عمل في الحكومة ليكون الرد كلمة "مفيش تعيينات بالحكومة".

المثير للدهشة أن التموين تحولت إلى عزبة "أفندينا" في حظوة أبناء القيادات وأقاربهم بالتعيين من خلال شبكة مصالح عنكبوتية تنسج خيوطها حول كل وزير بمقر الديوان العام للوزارة لترعب رؤساء الشركات في تنفيذ مطالبهم لكون هذه القيادات كلامها مسموع لدى الوزير وتدافع عن هذه الشركات في كثير من الأحيان في إطار "المصالح التي تتصالح ".

وما أكثر أبناء القيادات التي تم تعيينهم بشركات التموين وفقا لما كشفته مصادر «فيتو» بالوزارة ومنهم المرأة الحديدية أحلام رشدى رئيس قطاع مكتب الوزير ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية السابق إذ تم تعيين نجلها في الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين وسار على نفس الدرب المهندس محمد عبد العزيز رئيس قطاع الرقابة والتوزيع السابق والذي عين ابنته "هاجر" بشركة الصوامع التي كان رئيسا لها قبل إقالته من قبل اللواء محمد على مصيلحى الشيخ وزير التموين السابق.

ويتواصل ملف تعيين أبناء الكبار كما تؤكد المصادر ومنهم إيفون حبيب مدير مكتب رئيس قطاع التجارة الداخلية التي تم تعيين أبنائها بجهاز تنمية التجارة والثانية بالمكتب الفنى للوزير كما أصبح معاونو الوزير في مشهد التعيينات ومنهم أحمد كمال الذي تم تعيين شقيقته بشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية، أما المعاون إيمان موسى فتم تعيين أختها بشركة الأهرام وشقيقها صفوت موسى بالشركة القابضة للصناعات الغذائية.

حصريا للكبار
وتضيف المصادر أن التعيينات أصبحت حصرية لكبار موظفى التموين دون الصغار ومنهم سكرتيرة الوزير التي تم تعيين شقيقتها في اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية كما قام علاء الدين فتحى العضو المنتدب للشركة المصرية لتجارة الجملة ورئيس قطاع الفروع بتعيين ابنتيه وأزواجهما وأشقائهما في فروع الشركة بالصعيد

كما تم تعيين أحد أبناء صبحى العزب من كبار قيادات الشركة القابضة للصوامع في أحد الصوامع التابعة للشركة بجانب تعيين أقارب كبار المسئولين في فروع شركات الجملة والمجمعات الاستهلاكية لكون هذه القيادات جهات رقابية تنقل التقارير للوزير كما تم تعيين شقيق مدير عام البطاقات التموينية في لجنة المساعدات.

الغريب في الأمر -وفقا لما كشفته المصادر- أن الكثير من أبناء القيادات يتم اختيار الوظيفة التي يرغبون في العمل بها ومنهم من يعترض على التعيين في عمل لا يناسبه ومع ذلك يرضخ رئيس الشركة مع زيادة البدلات والحوافز لهم خوفا من شكاوى آبائهم إلى وزير التموين.

ومن جانبه حسن صادق قال الخبير التموينى السابق إن وزارة التموين تفتقد إلى وجود معايير في الشفافية والعدالة الاجتماعية للإعلان عن فرص التعيينات التي تتم في سرية بكثير من الأحيان ليظل باب التعيين مفتوحا لأبناء القيادات والكبار دون غيرهم وكأن الوزارة يتم توريثها بما يعد مخالفة للقانون في تحقيق المساواة، مضيفا أن جميع كبار القيادات يمارسون عملية التعيين لأبنائهم وأقاربهم حتى بالحصول على موافقة الوزير شخصيا أو مخاطبة أي رئيس شركة من الشركات واللجان والأجهزة التابعة للوزارة وهو الأكثر شيوعا.
الجريدة الرسمية