رئيس التحرير
عصام كامل

فؤاد حداد أشهر مسحراتي في مصر

فؤاد حداد
فؤاد حداد

على الرغم من المحاولات الكثيرة للعديد من شعراء العامية المصرية المتميزين لكتابة المسحراتي، إلا أن مسحراتي فؤاد حداد يظل محتلا مكانة سامية في قلب كل مصري أولا، وبالروح والنفس الشعري ثانيا.


ابتدع فؤاد حداد قالبا شعريا خاصا به لكتابة هذا اللون من الفن يتكون من خمسة مقاطع، يبدأها بمذهب ثابت في جميع النصوص وفي ذاكرة الناس أيضا، بعد أن نفذ من آذانهم إلى قلوبهم بلحن وأداء الشيخ سيد مكاوي، يقول فيه:

اصحى يانايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم.. اصحى يانايم وحد الرزاق
رمضان كريم.

وكما نشرت مجلة روز اليوسف عام 1977 في موضوع لها عن التسحير في رمضان قالت فيه:
إنه منذ العهد الإسلامي تعددت وسائل وأساليب التسحير لتنبيه الصائمين وإيقاظهم إلى ميعاد السحر، ففى العهد النبوي كانوا يعرفون وقت السحر بآذان بلال، ويعرفون وقت الإمساك بأذان ابن أم مكتوم، وبعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية بدأت تظهر وسائل أخرى للسحور، فظهرت وسيلة المسحراتي في العصر العباسي، حيث يعتبر عتبة ابن اسحق والى مصر أول من دعا إلى تخصيص رجل يقوم بمهمة إيقاظ الناس في السحور، وكان أول من طاف شوارع القاهرة ليلا لإيقاظ أهلها في رمضان لتناول طعام السحور عام 238 هــ مناديا الناس (عباد الله.. تسحروا فإن في السحور بركة)، ومنه خرجت فكرة المسحراتي.

وفى العصر الفاطمي أمر الحاكم بأمر الله الناس بالنوم مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجلا للقيام بهذه المهمة، فكان يدق على الأبواب بيتا بيتا بعصا يحملها بيده، ثم تطورت إلى طبلة يدق عليها.

وعلى امتداد العالم الإسلامي اتخذ المسحرون أشكالا مختلفة لأداء مهمتهم، وكما يحكي الجبرتي في تاريخه، ففي عمان يستيقظ يوقظ النائمون بالدق على الطبلة، وفي الكويت يقوم المسحراتي ومعه أولاده بترديد بعض الأدعية وهم يردون عليه.

وفى اليمن يدق أحدهم بالعصا على باب البيت وهو ينادى على أهله، وفي السودان يطرق المسحراتي البيوت ومعه طفل صغير يحمل فانوسا ودفترا به أسماء أصحاب البيوت قائلا (ياعباد الله.. وحدوا الله).

أما في سوريا ولبنان وفلسطين فكان التسحير يبدأ قبل رمضان بالمرور على البيوت وكتابة أسماء أهله على باب البيت حتى يناديهم المسحراتي فردا فردا مع إطلاق الصفارة لإيقاظ النائمين ليلا، وفي العراق كان التسحير على أصوات الموسيقى بالطرق على العيدان والنبابيت، وفى المغرب العربي يقوم المسحراتي بدق الباب وكذلك في السعودية.

ومع اختراع الإذاعة انتقل التسحير إلى الإذاعة، ومن بعده التليفزيون.
الجريدة الرسمية