اسألوا عن «إيمان»!
لمن لا يعرف هناك مواطنة مصرية تدعى "إيمان عبد العاطي" من محافظة الإسكندرية تعاني من السمنة المفرطة ويطلق عليها إعلاميًا أسمن امرأة في العالم.. قصتها أصبحت حديث وسائل الإعلام العالمية، وتعالج حاليًا بمستشفى Saifee بمدينة مومباي بالهند بعد تبرع الطبيب الهندي "موفاز الكوالا" بعلاجها ونقلها من الإسكندرية إلى الهند.. والشهرة الكبيرة التي حققتها "إيمان" تؤكد أن الجميع في مصر، بما فيهم رئيس الوزراء ووزير الصحة ووزارة الخارجية ووزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج على علم بقصة المريضة المصرية، التي تحتاج الرعاية والدعم من جانب الدولة..
إلا أن أحدًا من المسئولين لم يفكر في السؤال عن المريضة، ومتابعة آخر تطوراتها الصحية، ولو من باب الإنسانية وليس من باب الوظيفة، مع العلم أن هذا الاهتمام من اختصاص عملهم وطبيعة وظيفتهم كما ينص الدستور.. فلا وزارة الصحة سألت ولا وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج تابعت، رغم تصريحات الوزيرة المتكررة أنها لا تتأخر عن فحص شكوى أي مواطن مصري في الخارج مهما كانت ولكن الواقع مختلف..
وزارة الخارجية من جانبها قالت على لسان السفير خالد يسري رزق مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، إن الوزارة تابعت باهتمام منذ اللحظة الأولى حالة المواطنة، وإنها أصدرت توجيهات إلى كل من السفارة في نيودلهي والقنصلية في مومباي لتقديم كافة أوجه المساعدات والتسهيلات للمواطنة إيمان عبد العاطي..
وتمثل هذا في مشاركة القنصل المصري في مومباي في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المستشفى بمناسبة وصول المواطنة، فضلًا عن زيارتها والتواصل الدائم مع شقيقتها المرافقة لها.. وأوضح بيان الخارجية، أن القنصلية في مومباي علمت أن فريقًا كبيرًا من الأطباء زار المواطنة "إيمان عبد العاطي" تمهيدًا لنقلها إلى أبو ظبي لاستكمال العلاج هناك.
ومعنى كلام مساعد وزير الخارجية أنه يعتبر مجرد مشاركة القنصل المصري في مومباي في المؤتمر الصحفي الذي عقد لشرح حالة المريضة أنه بهذا يكون قد فعل كل شيء للمواطنة المصرية، ولم تتأخر الدولة في السؤال عنها، وتقديم كل الدعم لها، وإذا كانت هذه هى إمكانيات الدولة المصرية فمن المؤكد أن أحدًا لا يريدها لأنها والعدم سواء.. كلنا تابع موقف أمريكا من الناشطة آية حجازي بعد الإفراج عنها واستقبال الرئيس الأمريكي لها في البيت الأبيض لمجرد أنها تحمل الجنسية الأمريكية، وهناك وقائع كثيرة في دول أخرى تدل على اهتمام الدولة بمواطنيها في الخارج عندما يحدث لهم أي مكروه، ونحن لا نطلب أن نكون مثل هذه الدول كل ما نطلبه قليل من الاهتمام حتى يشعر هؤلاء أن هناك من يهتم بهم ويسأل عنهم..
خلال الفترة الأخيرة أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي أملًا في الاهتمام بالمصريين بالخارج من خلال أكثر من واقعة واستقباله لهم في المطار ليعطي رسالة قوية للجميع أن مصر لا تنسى أبناءها، وإيمان تحتاج مساندة الدولة والرئيس لها، فمن غير اللائق أن يعلن الطبيب الهندي عن فتح حساب لتلقي تبرعات لعلاج المواطنة المصرية، والحكومة لا تتحرك لحفظ ماء الوجه، وتكرر الأمر مرة أخرى عندما أعلنت مستشفى آخر في أبو ظبي عن استعدادها الكامل لاستقبال المريضة المصرية لاستكمال علاجها من باب الإنسانية، هكذا قال بيان المستشفى الإماراتي، والمسئولون في مصر في عالم آخر.. انقذو إيمان بالتدخل لمساندتها حتى تشعر أن هناك وطنًا يسأل عنها ويساندها في محنتها فهى ليست أقل من آية حجازي وغيرها.