رئيس التحرير
عصام كامل

بالأسماء.. 4 إرهابيين أسسوا «داعش سيناء».. خالد مساعد مدبر تفجيرات «طابا - نويبع».. نصر خميس الأخطر.. سالم الشنوب خطط لمذبحة لضباط الشرطة قبل ثورة يناير.. وثورة يناير تتسبب في هروب

داعش سيناء
داعش سيناء

قليلة هي المقالات والدراسات التي تناولت كيفية نشأة داعش سيناء، وتطور هذا التنظيم الإرهابي، وهل نتيجة ثورة يناير وما أعقبها من فراغ أمني؟ أم أنها تطور طبيعي للتنظيمات الإرهابية، خلال عقدين من الزمان.


وسرد الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية في مقاله «دواعش سيناء.. البداية التي لا يعرفها الكثيرون» بجريدة الشروق، نشأة هذا التنظيم، كما كشف عن أخطر إرهابيه.

1- خالد مساعد
وفي البداية، يقول ناجح إبراهيم: إن تنظيم داعش سيناء هو الامتداد الطبيعي لتنظيم أنصار بيت المقدس، والأخير يعد الامتداد التلقائي لتنظيم التوحيد والجهاد الذي أسسه طبيب الأسنان السيناوي «خالد مساعد»، الذي تأثر بالعدوان الإسرائيلي على غزة وحصار إسرائيل الخانق لخان يونس عام 2003، وانتقل هذا الأثر المعنوي منه إلى مجموعة من تلاميذه وزملائه، حيث كان يعطيهم دروسا دينية منتظمة في مساجد شمال سيناء عامة، والشيخ زويد خاصة.

ويضيف إنه لم يكن «خالد مساعد وزملاؤه» وقتها في حالة صدام مع الدولة، وإن كانت معظم دروسه تميل إلى فكر التكفير عامة، حتى عزم مع مجموعة من أصدقائه وتلاميذه على ضرب مجموعة من السياح الإسرائيليين في المنتجعات السياحية، بمنطقة طابا السياحية، بعد المذابح الإسرائيلية التي تمت أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيمات خان يونس.

ويكمل ناجح إبراهيم أن «مساعد» عرض على أعضاء تنظيمه الوليد فكرة الهجوم على خزينة «كارتة» الطريق الأساسي إلى شمال سيناء وكان يحرس هذه الخزينة أمين شرطة، ثم قام بها مع مجموعة خاصة، كان يثق فيها ثقة عمياء، وعلى رأسهم ذراعه الأيمن والقائد العسكري الخطير في التنظيم «نصر خميس» وهذه المجموعة هي التي نفذت كل التفجيرات التي قام بها التنظيم حتى عام 2005.

ويتابع، أنه بعد ذلك، تم تجهيز عمليات تفجيرات فندق «هيلتون طابا ودهب ونويبع» مع اثنين من أهم قادة تنظيمه؛ هما نصر خميس الذراع الأيمن لخالد مساعد والقائد العسكري الخطير في التنظيم، وكذلك أسامة النخلاوي وهو الذي جهز معظم السيارات المفخخة في معظم عمليات التنظيم.

ويستكمل إنه في يوم 7 أكتوبر 2003، انفجرت السيارة الملغومة الأولى في فندق هيلتون طابا، الذي يقع على بعد 200 متر فقط، من بوابة العبور بين مصر وإسرائيل، وفى نفس التوقيت، انفجرت السيارتان المفخختان، اللتان جهزهما التنظيم في منتجعين سياحيين بمدينة نويبع.

ويوضح «إبراهيم» أن تلك التفجيرات أول تفجيرات في سيناء بعد تحريرها من إسرائيل، وكان أسلوب السيارات المفخخة لم يتم في مصر من قبل، سوى في حادث محاولة اغتيال اللواء زكي بدر الفاشلة، مشيرًا إلى أن قبل هذه التفجيرات لم تعتقد الأجهزة السيادية والأمنية المصرية أن هناك خطرا جديدا يتهددها.

وبعد هذين التفجيرين استيقظت الدولة المصرية على حقيقة وجود تنظيم خطير، وبعدها بدأت دوامة القبض والتحقيقات وتوسيع دائرة الاشتباه، لاسيما أن قانون الطوارئ كان يتيح اعتقال أي فرد يشك في ضلوعه أو اقترابه من دائرة التنظيم، وكان مجمل المقبوض عليهم قرابة 500 شخص، بمن فيهم معظم قادة التنظيم، عدا قائد التنظيم خالد مساعد، وأقرب معاونيه وأخطرهم؛ إذ إنهم تركوا الأماكن المأهولة، وذهبوا إلى الجبال والمغارات.

2- أسامة النخلاوي
وأكمل القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، إنه أثناء ذلك قام أسامة النخلاوي بتجهيز 3 سيارات مفخخة؛ لتفجيرها في أكبر سوق تجارية، ومنطقة فنادق في شرم الشيخ وخاصة فندق «غزال»، وبذلك يكون التنظيم قد انتقل من استهداف السياح الإسرائيليين لاستهداف أي شيء، بدءا من السياحة والسياح، وانتهاء بالشباب العادي، مرورا بالشرطة.

ويكشف «إبراهيم» أنه بعد التفجير الأول في طابا ونويبع، ظن البعض أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قام بهذه العمليات، ناسين أن أكثر الجماعات الإرهابية والتكفيرية قد تصنع أشياء كثيرة تضرها، ورغم ذلك تكرر فعلها عشرات المرات، وقد أصدرت جماعة تسمى نفسها «تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة كتائب الشهيد عبدالله عزام» بيانا، تتبنى تفجيرات طابا ونويبع وشرم الشيخ.

ويكمل، أنه بعد تلك التفجيرات قامت الداخلية- ولأول مرة في تاريخها- بتجهيز حملة مكبرة؛ لاقتحام جبل الحلال؛ للقبض على أهم قادة تنظيم التوحيد والجهاد الهاربين، وأهمهم الثلاثي الخطير: «خالد مساعد، ونصر خميس، وأسامة النخلاوي» وكانت الحملة كلها عبارة عن حملة مدرعة مدعومة بالإمكانيات المتوسطة من الجيش.

ويتابع أن قائد تلك الحملة كان اللواء الراحل أحمد رأفت، فارس المبادرة الأساسي مع الجماعة الإسلامية، وأكثر الضباط في الوزارة خبرة بالنشاط الديني المتطرف، وركب الراحل الطائرة الهليكوبتر مع بعض معاونيه ومساعديه؛ لاستطلاع المنطقة ودراستها ورؤيتها، لافتًا إلى أن الطائرة ضربها التنظيم بصاروخ في رواية، أما الرواية الرسمية، فتقول إنه حدث لها عطل فني، أدى إلى سقوطها، ونجا كل ركابها بأعجوبة، ومنهم اللواء أحمد رأفت، الذي أصيب بإصابات خطيرة، عولج على إثرها في ألمانيا، ثم عاد سليما.

3- سالم الشنوب
وأكمل ناجح إبراهيم أن الغريب أن تأجيل اقتحام جبل الحلال، أنقذ القوات التي كانت ستقتحمه من كارثة خطيرة؛ إذ إن هذه المنطقة كلها كان قد تم تلغيمها تماما، بواسطة قائد شهير في التنظيم، اسمه «سالم الشنوب» وكان يطلق عليه «مارد الجبل»، وقد أنقذ هذا التأجيل هذه القوات من مذبحة مؤكدة.

وتابع، أن قوات الأمن بدأت الاستعدادات لاستكمال الحملة الأمنية للإجهاز الكامل على التنظيم، وتم تفجير كل الألغام قبل الاقتحام، ورغم ذلك انقلبت مدرعتان لفرق مكافحة الإرهاب، وقتل عميد ونقيب وأصيب آخرون، وتم استدراك الموقف سريعا، وتمت مطاردات مثيرة قتل على أثرها زعيم التنظيم خالد مساعد، حينما اشتبهت القوات في سيارة تسير في إحدى الطرق الجبلية، فتعامل الطرفان بالرصاص، وتبين بعد المعركة مقتل زعيم التنظيم.

4- نصر خميس
أما أهم قائد عسكري في التنظيم، فهو «نصر خميس» وهو الذي كان يمثل الفاعلية الحقيقية للتنظيم، فقد بحث عنه الأمن مرارا وتكرارا، دون جدوى، حتى استعان بقصاصي الأثر في سيناء، وأحد هؤلاء تابع أثره من وقت فراره من كمائن قوات مكافحة الإرهاب حتى وصل إلى مخبئه، الذي حاصرته القوات، واشتبكت معه، حتى استطاعت قتله.

وأوضح «إبراهيم»، أنه تم القبض على أسامة النخلاوي، أستاذ السيارات المفخخة في التنظيم، والذي حوكم بعدها وحكم عليه بالإعدام في عهد مبارك، ولكنه لم ينفذ حتى قامت ثورة 25 يناير، فهرب مع من هرب من قادة التنظيم من السجون، وكان هؤلاء الهاربون من السجون بعد ثورة 25 يناير يمثلون النواة الأساسية لبناء التنظيم في سيناء مرة أخرى، بطريقة أعنف وأشرس وأخطر فكريا وتنظيميا وعسكريا، مع تحويل اسمه من «التوحيد والجهاد» إلى «أنصار بيت المقدس»، الذي بايع القاعدة وأيمن الظواهري في البداية، ثم بايع داعش وأبو بكر البغدادي.
الجريدة الرسمية