رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات أردوغان للقضاء على الأكراد.. قصف مواقعهم في العراق وسوريا.. التعديلات الدستورية تمنحه سلطات أكبر لاعتقالهم.. الجيش يستشهد بحقوق أنقرة في القانون الدولي

أردوغان
أردوغان

لا شك  أن حرب تركيا على تنظيم داعش الإرهابي صورية تقتصر على تصريحات المسؤولين لوسائل الإعلام، والدليل ضرباتها الجوية الأخيرة ضد مواقع الأكراد في شمال شرق سوريا، ومنطقة سنجار العراقية التي أسفرت عن مقتل 20 مقاتلا على الأقل، منذ 3 أيام.


إدانة وقلق
وأدان مسئولو الحكومة العراقية تلك الضربات وأصيبت وزارة الخارجية الأمريكية بالارتباك والاضطراب، إذ قال المتحدث باسمها مارك تونر: "نشعر بقلق بالغ وكبير."

تابع تونر، وفقًا لما نقله موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي: "شنت تركيا ضربات جوية في شمال سوريا وشمال العراق دون تنسيق مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي لهزيمة داعش."

أما البنتاجون، فبدا أقل اضطرابًا وقلقًا من الخطأ اللوجستي والخلافات بين أعضاء التحالف الدولي، قائلًا: "لا نريد من شركائنا أن يقصفوا شركاء آخرين. وعلينا معرفة بالضبط من الذي قُصف. لا نعف حتى الآن. ولكننا نعرف مواقع الضربات، ولا نعرف بالضبط القتلى."

خطة محكمة

ونوه "جلوبال ريسيرش"، عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لديه خطة محكمة للقضاء على الأكراد، لافتًا إلى مواصلته حملته الوحشية في الداخل ضد مدبري الانقلاب من خلال عمليات اعتقال جماعي، وبالتأكيد منحته نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي ضمنت له صلاحيات جديدة فرحة غامرة لتنفيذ أجندته ضد الأكراد.

ورفض أردوغان ادعاءات قصفه الأكراد بشكل منفرد، مؤكدًا: "شاركنا هذا الأمر مع الولايات المتحدة وروسيا ونشاركه مع العراق أيضًا. وهى عملية أبلغنا بها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني."

أجندة ليس لها حدود
وقد برر بيان صادر عن الجيش التركي الضربات، بأن الجماعات التي قصفها لها علاقة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره واشنطن وأنقرة جماعة إرهابية، معترفًا أن أجندة التحرير ليس لها حدود: "لتدمير البؤر الإرهابية التي تهدد أمن ووحدة وسلامة تركيا وكجزء من حقوقنا القائمة على القانون الدولي، نفذنا الضربات الجوية وقصفنا الأهداف الإرهابية بنجاح."

وأبرز "جلوبال ريسيرش" سبب تواجد حزب العمال الكردستاني في سنجار العراقية، موضحًا أن وصوله لتلك المنطقة كان نتيحة للعنف وردًا على أفعال تنظيم داعش الإرهابي البشعة ضد الأيزيديين الذي تعرضوا للإبادة الجماعية. ولكن أردوغان لا يتعاطف مع ما يحدث لهم بسبب التنظيم، ويعرب عن قلقه فقط من أن وجود حزب العمال الكردستاني يهدد بإقامة مركزًا جديدًا يشبه قاعدة الحزب المتاخمة لتركيا، والعراق، وإيران.

وبحسب الموقع، فإن وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، يبدو وكأنها مستهدفة من حلف الناتو وحليفة أمريكا، وهو ما يؤكد تناقض دور تركيا في محاربة التنظيمات المختلفة في الصراع.

وأعربت وحدات حماية الشعب الكردية عن غضبها على موقع تويتر للتدوينات القصيرة: "بهذا الهجوم، تحاول تركيا تقويض عملية الرقة. وتوفير الوقت لداعش كي ينظم نفسه ويعرض حياة آلاف النازحين للخطر."
الجريدة الرسمية