الإهمال يغتال حلم أبطال الأولمبياد.. سارة سمير تعلن اعتزالها بسبب الثانوية العامة.. هبوط أداء محمد إيهاب يهدد مشاركته بالتضامن الإسلامي.. هدايا ملاك تتفرغ للدراسة.. واتهامات للوزير بتجاهل اتصالاتهم
“الإهمال يغتال أبطال الصدفة”.. العنوان الأمثل لما يواجهه أبطال مصر الفائزون بـ3 ميداليات خلال دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة بريو دى جانيرو، حيث شاركت البعثة المصرية في منافسات الأولمبياد ببعثة قوامها 120 لاعبا ولاعبة، إلا أنها لم تحقق سوى 3 ميداليات برونزية فقط، عن طريق سارة سمير ومحمد إيهاب برفع الأثقال، وهدايا ملاك في التايكوندو.
ثلاثى الأولمبياد
الغريب في الأمر أن الثلاثي، ورغم أن الصدفة لعبت دورا كبيرا في وصولهم لمنصات التتويج الأوليمبية، إلا أن الإهمال وانشغال مسئولى اللجنة الأوليمبية والاتحادات ووزارة الشباب والرياضة بصراعات أخرى تسبب في تراجعهم بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، في حين أن الأمر يتطلب إعدادهم بشكل جيد للمنافسة على التأهل لأوليمبياد طوكيو 2020 ومن ثم المنافسة على ميداليات أخرى في ظل صغر سنهم.
اغتيال الحلم
ورغم أن اكتشاف البطل في مصر يتم بالصدفة، إلا أن المسئولين سرعان ما يعملون على اغتيال حلم الأبطال، ويبدأ الإهمال يضرب بقوة أحلامهم في تكرار أي إنجازات، وما حدث مع كرم جابر لاعب المصارعة الرومانية وصاحب الذهبية والفضية في أوليمبياد بكين ولندن عبرة، الذي لم يشارك في دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة لإيقافه من المنظمة الدولية للمنشطات لأخطاء إدارية بسبب عدم تواجده في الموعد المحدد لإجراء التحاليل، وهو ما تسبب في ضياع ميدالية كانت في المتناول بسبب خطأ إداري.
سارة سمير
«فيتو» ترصد مشوار الثلاثى عقب التتويج ببرونزية الأولمبياد في أغسطس الماضي، وكانت سارة سمير أكثر المتضررين، حيث هجرت اللعبة والتدريب تماما، وأعلنت اعتزالها بشكل مؤقت، رغم أنها لم تتجاوز الـ19 عامًا، من أجل التفرغ لدراستها خاصة أن الميدالية البرونزية في البرازيل كانت سببا رئيسيا في عدم حصولها على شهادة الثانوية العامة، ما يدفعها حاليًا للتركيز في مستقبلها التعليمي.
ورفضت “سارة” المشاركة في بطولة البحر المتوسط المقبلة، حيث اتهمت المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، بأنه تراجع عن وعده لها بالتدخل لتشكيل لجنة خاصة لها لأدائها امتحانات الثانوية العامة، مؤكدة أنها ستتفرغ لدراستها حيث تدخل امتحانات الثانوية العامة للعام الثانى على التوالى بسبب عدم دخولها امتحانات العام الماضى لارتباطها بمنافسات أوليمبياد ريو دى جانيرو.
وأكدت بطلة أوليمبياد ريو دى جانيرو، أنها حاولت الاتصال بوزير الشباب والرياضة سواء على هاتفه الشخصي أو عن طريق الاتصال بمكتبه، إلا أنه لم يرد عليها، ولم تتلق أي ردود من جانب مسئولى الوزارة، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار بالتفرغ للدراسة وعدم المشاركة في البطولات المقبلة.
محمد إيهاب
فيما سيطرت حالة من الاستياء على زميلها محمد إيهاب، صاحب برونزية ريو دى جانيرو برفع الأثقال أيضا، بسبب حالة الإهمال التي يلقاها من مسئولى الاتحاد برئاسة محمود محجوب، حيث لم يعقد الاتحاد أي معسكرات للمنتخب عقب انتهاء الأولمبياد وحتى الآن، وهو ما تسبب في هبوط مستوى جميع اللاعبين، مؤكدا أنه يخوض تدريباته منفردا بعيدا عن مظلة المنتخب الوطني، رغم مرور 8 أشهر من انتهاء منافسات الدورة الأوليمبية الماضية.
الغريب هنا أن اللاعب سيشارك ضمن بعثة مصر بدورة التضامن الإسلامي المقرر لها شهر مايو المقبل بأذربيجان، رغم عدم إعداده بالشكل الكافى في الفترة الأخيرة.
هدايا ملاك
فيما استمر الإهمال في القضاء على أي أحلام مصرية لأبطال الأولمبياد، حيث خرجت هدايا ملاك لاعبة منتخب التايكوندو، صاحبة برونزية أولمبياد ريو، من الدور الأول لمنافسات وزن ٦٢ كجم ببطولة كأس رئيس الاتحاد الدولي.
المثير هنا أيضا أن “هدايا” المصنفة رقم ٣ خسرت أولى مبارياتها بالبطولة أمام لاعبة كرواتيا كريستينا بيروس المصنفة رقم ١٢ على العالم، إلا أنها لم تكن مفاجأة للمتابعين للاعبة خاصة أنها أول منافسة لها منذ 8 أشهر عقب التتويج الأوليمبي.
وفور انتهاء منافسات الأولمبياد، عانت هدايا ملاك على المستوى التعليمي، وهو ما دفعها لتقرر التفرغ لدراستها، حيث تدرس بالسنة الأخيرة بكلية الفنون الجميلة، وتركت التدريبات وهو ما تسبب في زيادة وزنها بشكل ملحوظ، ليعلن مسئولو اتحاد التايكوندو اعتذارها عن عدم المشاركة في بطولة مصر الدولية المفتوحة التي أقيمت في الأقصر شهر فبراير الماضى بدعوى إصابتها في الكاحل، إلا أن السبب الحقيقى كان عدم جاهزيتها الفنية للمنافسة حيث كانت تخضع لبرنامج تخسيس، لتضطر هدايا للمشاركة في بطولة جائزة الرئيس بوزن 62 كيلو رغم أنها فازت بالميدالية الأوليمبية في وزن 57 كيلو.
"نقلا عن العدد الورقي.."