طلعت حرب راجع؟ طب مرسي مش هيرجع؟!
في الوقت الذي انشغلت فيه بمُتابعة الإعلانات التي انتشرت في كُل خرم إبرة في القاهرة، والتي تحمل صورة (طلعت حرب) مؤسس الاقتصاد المصرى، ومعها عبارة (طلعت حرب) راجع.. كُنت قد بدأت أتساءل عن مغزى الإعلان، وفاجأنى أحد الأصدقاء على "فيس بوك" بعدما كتب المُفارقة: (طلعت حرب) رجع، و(محمد مرسي) لسَّه مرجعش!
مش بعيد أبدًا إن الجماعة اللى لسَّه مستنيين (مرسي) يرجع وعشمانين في كده، بعد ما أخدوا البومبة التمام في الصريخ في الاعتصام الإجرامى إياه، وقعدوا بعدها يهللوا لقنوات رابعة ومكملين وهُما لسَّه متأكدين إن بسلامته هيرجع، الجماعة دول مُمكن يعشِّموا نفسهم إن صبى المُرشد هيرجع ولو بعد 100 سنة زى ما عمل (طلعت حرب)!
طبعًا هيقنعوا نفسهم إن (طلعت حرب) المُلقَّب بأبو الاقتصاد المصرى، ومؤسس المشاريع العُظمى، كان مدعومًا من الإخوان اللى مكانوش لسَّة اتعملوا وقتها، وهيقولوا إن فيه وجه شبه بينه وبين (مرسي) اللى تم تلقيبه بأبو فصادة المصرى، ومؤسس المشاريع التي لم ينساها العالم، مثل مشاريع الحارة المزنوقة، والصوابع اللى بتلعب، والحفاظ على أرواح الخاطفين والمخطوفين!
ووقتها هتلاقى المهافيف في القنوات إياها طالعين فاتحين مش عارف إيه علينا بريحة وحشة وزى الزفت كالعادة، ومن غير ما يتكسفوا، ولا يحطوا في أي حتَّة ذرَّة ملح، اللى هيعمل لك حسبة جُهنمية ويقول إن (طلعت حرب) رجع بعد 100 سنة لأن على أيامه كان أقصى سُرعة للطيارة 50 كيلو في الدقيقة، بينما دلوقتى أقصى سُرعة للطيارة 500 كيلو في الثانية، فهذا معناه إن (مرسي) هيرجع بعد 5 سنين مش 100، وفات منهم 4 ومش باقى غير سنة، وأهو أي هلس يملوا بيه وقت علشان المُغفلين يتعشموا أكتر!
واللى هيطلع يحلف إنه شاف (مرسي) في المنام، وإنه ناوله فوطة وقال له خليك شايلها، وقبل ما يمشى وعده إنه هيرجع له تانى، وطلب منه يتغطى، ويحلف إنه سأل مشايخ كبار عندهم زى (القرضاوى) و(عبد المقصود) و(خالد عبد الله) و(وجدى..) فأفتوا له أن هذا معناه إن (مرسي) راجع قريبًا جدًا، بس المُهم إنه يتشبث بالفوطة كويس كونها هدية من المأمول في رجوعه!
أما (علاء صادق) فهيطلَّع تحليل كروى جهنمى سياسي استراتيجي حرب سياسي تكنوقراطى، يؤكد فيه أن (مورسى) ـ هو بينطقها كده ـ عاد بالفعل، بدليل أن برشلونة كسب ريـال مدريد، وهتلاقى المساكين بيشيَّروا عادى بكُل حماس وإيمان!
أهو (علاء صادق) ده أكتر خسارة في العالم دى للأسف، أنا زعلان عليه بجد، طيب هُما كانوا طول عمرهم شوية فشلة ـ سواء إعلاميين واقعين أو مُمثلين نُص لبَّة أو سياسيين عِرَر ـ إنما إنت يا خسارة بجد، أهو ده أكبر دليل على أن أي عاقل مُمكن يحصل له حاجة تخليه يتجنن فجأة، بسبب إن لبسه جن، أو طلع له عفريت، بسبب مثلًا إنه كان بيغنى في الحمام، أو بيبُص في المرايا كتير!
المُهم يعنى أهم الغلابة هيقعدوا يستنوا رجوع سى (مرسي)، ولما الريـال يكسب برشلونة تبقى علامة، ولو برشلونة اللى كسب تبقى علامتين، واحتمال يكون التعادُل بتلات نُقط، حسبما (علاء) هيحدد وهو بيفتى، حاذقًا وحازقًا ـ الاتنين ـ لحد ما (مرسي) يرجع، أو هو يطَق له عِرق، أيهما أقرب، أو بالأحرى أكثر واقعية!
وأهى الناس عايشة بتاكُل وتشرب وتتكاثر، وتزوَّغ من أشغالها وتتكاثر تانى، وحياتهم لم تتوقَّف على عودة (مرسي)، وبدل ما كانت المُظاهرات يومية، صارت أسبوعية، ثم أصبحت نصف شهرية، وبعدين ربنا كرمهم من فترة وبقت شهرية مُنتظمة، والآن وصلوا لمرحلة اليأس فانقطعت تمامًا يعنى!