تفاصيل الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب الثالث.. السيسي يكرم عددا من الشباب وأبطال الأولمبياد الخاص.. يقرر ترقية قائد القوات البحرية والدفاع الجوي.. و8 توصيات هامة للمؤتمر
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب الذي انعقد بالإسماعيلية خلال الفترة من 25 إلى 27 أبريل الجاري
8 توصيات
وعرضت مجموعة من الشباب نتائج المؤتمر وما أسفر عنه من توصيات ومنها إعلان عام 2018 عامًا لذوي الإعاقة، وإطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التي تواجه صعوبة في الحصول على التراخيص، وتشكيل مجموعات للرقابة الداخلية في مؤسسات الدولة المختلفة.
إضافة إلى دراسة تطوير المجلس الأعلى للاستثمار وتحويله إلى المجلس الأعلى للاستثمار والتصدير، وتفعيل دور المجلس الأعلى للمدفوعات لدمج الاقتصاد غير الرسمى، وميكنة الجمارك والضرائب للحد من التسرب المالي، والبدء في إجراءات إنشاء المجلس الأعلى لقواعد البيانات برئاسة رئيس الجمهورية.
تكريم الشباب
وكرم الرئيس عدد من الشباب المتميزين في مجالات مختلفة وسلمهم شهادات تقدير، كما كرم عدد من أبطال دورة الألعاب الشتوية للأولمبياد الخاص التي أقيمت في النمسا في مارس الماضي.
وأصدر الرئيس قرارا جمهوريا بترقية كل من اللواء بحري أركان حرب/ أحمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية، واللواء أركان حرب/ على محمد على فهمي قائد قوات الدفاع الجوي، إلى رتبة الفريق.
وألقى الرئيس عقب ذلك كلمة فيما يلي نصها:
"أبنائى وبناتى شباب مصر،
السيدات والسادة الحضور الكريم،
أقف متحدثًا إليكم اليوم وكلى فخر وعزة.. بوقوفي على هذه الأرض الغالية الساكنة في وجدان وضمير أمتنا.. والشاهدة على عبقرية المكان التي وهبها الله سبحانه وتعالى لمصر والمصريين.. على ضفاف قناة السويس الخالدة.. شريان السلام الذي يحمل رسالة السلام والمحبة من المصريين إلى العالم كله.. والذي صنعته تضحيات المصريين وظل رمزًا للمجد والعزة على مدار الأجيال.. وظل حلقة وصل بين المشرق والمغرب.
وعلى الجانب الآخر تبرز لنا أرض سيناء المُقدسة بإرادة الله النافذة.. أرض الأنبياء التي شهدت حديث الله لنبيه موسى.. وكانت المسار الأمن للرحلة المقدسة للسيد المسيح عليه السلام.. والتي أقسم العلى القدير بها في قرآنه الكريم المُنزل على النبى محمد عليه الصلاة والسلام.. سيناء.. تلك الأرض المصرية التي روتها دماء الأبرار من أبناء هذه الأمة.. ولا زالت ترويها.. والتي تحمل كل ذرة تراب بها عزتنا وكرامتنا الوطنية.
إن قراءة التاريخ من أرض سيناء وتأمُل تدفق مياه القناة وحيوية الحركة بها.. إنما يؤكدان لى أن ثقتى في قدرات المصريين وعبقرية وتفرد هذا الوطن لم تكن أبدًا يقينًا بلا سند أو حكم بلا حيثيات أو رجمًا بالغيب.. إنما جاءت هذه الثقة وذلك اليقين نابعًا من قراءة دقيقة وموضوعية للتاريخ الذي خلد الوطن في سجلاته.. وكتب على المصريين أن يكونوا صناعًا للحضارة وزارعين للخير وحاملين لرسالات السلام والمحبة.
وليس دليلًا أفضل على عظمة أمتنا سوى استعراض تضحيات أهل مدن القناة وسيناء.. الصابرين الصامدين المتحلين بالإرادة والعزيمة.. والذين يثبتون في كل لحظة أنهم أهل عزيمة وأصحاب إرادة لا تلين.. تلك الإرادة التي قهرت كل متربص أو مُعاد لمصر وشعبها.. وكانوا على الدوام الخط الأول في أي مواجهة تخوضها مصر من أجل استقلالها وكرامتها.
والحق أقول.. إن تضحيات أهل بورسعيد والإسماعيلية والسويس وسيناء.. قد كُتبت بحروف من نور في كتاب أمتنا الوطنى.. والتي ندين لها جميعًا بأنها حافظت على الكرامة والشرف المصرى.. وليس أروع من تلاحم شعب مدن القناة مع القوات المسلحة.. إبان أزمنة العدوان الغاشم.. حيث رسم الشعب مع جيشه لوحة متميزة ومتفردة.. تحمل شفرات تعصى على الفهم لمن لم يعرف عظمة مصر شعبًا وجيشًا.
السيدات والسادة.. الحضور الكريم..
تمر علينا هذه الأيام ذكرى تحرير سيناء الغالية.. وهى الذكرى التي تبلورت فيها معاني الوحدة الوطنية.. فعلى أرض سيناء اختلطت دماء المصريين مسلمين ومسيحيين لتحريرها.. كما كانت المعركة السياسية لاسترداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثالًا واضحًا على عراقة الدبلوماسية المصرية.
وكان التناغم بين القوة العسكرية والسياسية دليلًا لا يحمل شك على أننا دولة عريقة.. وكما ذكرت من قبل.. لا حق دون أن تصونه قوة.. ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قواتها للحفاظ على أمنها القومى واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة.. ولهذا فإنه يتحتم علينا أن نقف عند هذه الذكرى لنستلهم منها الدروس والعبر.. ونستدعى أدوات النجاح التي تحققت بها.. ونرسم بها خارطة للمستقبل الذي نسعى للوصول إليه.. والذي هو عنوانه بناء دولة ديمقراطية حديثة.. دولة المؤسسات والقانون التي تكفل لمواطنيها المساواة والعدل وتعمل لتلبية متطلباتهم.. في سياق من المعرفة بالحقوق والمسئوليات والواجبات.. دولة تستقل فيها السلطات وتتكامل من أجل المصالح العليا.. دولة تسعى لتحسين مستويات جودة الحياة لمواطنيها.. وتحقيق معدلات مرتفعة لمؤشرات التنمية.
أبناء مصر وبناتها.. السيدات والسادة
إن الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات على كافة الأصعدة.. الأمنية والاقتصادية والسياسية.. كما تتحدى الواقع المرير الذي أصاب الإقليم وتسعى للحفاظ على بقائها وإعادة بناء مؤسساتها.. وتحقيق التنمية والاستقرار.. ويأتى ذلك في ظل حرب تخوضها الدولة – دون تراجع – ضد الإرهاب والفساد.
الإرهاب الأسود الذي يسعى لفرض الفوضى والعنف في ربوع الوطن.. والذي ازداد شراسة وتطورت وسائله نوعيًا.. وبات الخطر الداهم على المستويين الإقليمى والدولى.. والذي تواجهه الدولة المصرية بأجهزتها ومؤسساتها بلا هوادة أو تراجع.. فهؤلاء القتلة الذين خرجوا عن سياق الأديان السماوية وسعوا في الأرض فسادًا واستباحوا المقدسات الدينية وقتلوا النساء والأطفال.. لا بديل عن مواجهتهم واستئصال شرورهم من الجسد المصرى.. من خلال منظومة للمواجهة تتكامل فيها الجهود الأمنية بالجهود السياسية والمجتمع.