رئيس التحرير
عصام كامل

الخديو إسماعيل أول من أدخل مهنة الرقص إلى مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مجلة الهلال عام 1982 كتب محمد سيد كيلانى مقالا عن الرقص في مصر باليوم العالمى للرقص الذي خصصته الأمم المتحدة للرقص نعيد نشر هذا المقال حيث قال فيه:


شاهد المصريون الرقص الإفرنجي لأول مرة حين جاء الفرنسيون لاحتلال مصر؛ حيث شاهدوا القائدين كليبر ومينو يشاركان الشبان والنساء في حلقات الرقص الإفرنجي وحاول المصريون تقليدهم.

بعد تولى الخديو إسماعيل كان أول حاكم مسلم يدخل هذه البدعة ويجتهد في نشرها، وكان يقيم حفلاته الراقصة بقصر الجزيرة، ويدعو إليها الأعيان والأمراء والأجانب، وفى حفل أقيم عام 1873 بلغ عدد الحاضرين خمسة آلاف مدعو، إلا أن أكبر حفل راقص إقامة الخديو في حفل افتتاح قناة السويس للملاحة الذي حضره الملوك والرؤساء من مختلف بلدان العالم وفي مقدمتهم الإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا، رقص الجميع وشارك الخديو الراقصين والراقصات وهو تفوح رائحة الخمر من فمه.

وكما نشر الدكتور إبراهيم عبده في كتابه "الصحفى الثائر" يقول إن إبراهيم صنوع كتب يقول (الذي حمل الخديو على نشر الفواحش واستحلال المحارم إنما هو ما جعل عليه ونشأ عليه من حب الفسوق والفجور وانتهاك المحارم، لهذا أنشأ في مصر مجموعة من التياترات لأول مرة باسم التمدن والحرية، وجعل المرتبات الوافرة للنساء دون الرجال، ولهذا تواردت إلى مصر النساء الفواجر والراقصات من الخارج حتى أنه دفع لاحداهن عشرة آلاف جنيه في الوقت الذي كانت فيه عشرات الآلاف من الجوعى في صعيد مصر ).

توقفت حفلات الرقص خلال عهد الخديو توفيق، فلما تولى عباس الثاني كانت هذه الحفلات تعقد في قصر عابدين كما نشرت صحيفة المقطم عام 1896 فقالت:

كانت الليلة البارحة واسطة عقدت تلك الليالي فغض شارع عابدين بمركبات كبار المدعوين وعمت السراى زهاء 1800 من عيون أعيان القطر ونزلائه، وكانت السرايا أشرقت فيها شموس الكهربية ونجومها فصارت ليلها نهارا، وجنة غناء تهادت أنجمها ورياحينها اوارا وأزهارا، ونادي أنس وطرب، والأمير المعظم يطوف بين الجموع.

وكتبت مجلة الصاعقة عام 1904 تحت عنوان (ليلة في قصر نائب الخليفة ) تقول: لو قام محمد علي من القبر وحوله شهداء بدر وشاهد ما حدث في القصر، ورأى أمير الشعراء أحمد شوقى يبارك ما يحدث ويصفها بحسنة الدهر، وسمع الناس يتحدثون عنها.. تلك الليلة التي اختلط فيها الرجال بالنساء وهم يثبون في الهواء، وقد جذبت الأيدي الخصور إلى الصدور ومالت على الأكتاف، والتقت الساق بالساق ليظهرن بمظهر التبرج والجمال في أعين الرجال بملابسهن المقصبة وعمائمهن المذهبة وهم يمدحون واحدة لجمالها ورقصها ويذمون أخرى لشدة قبحها.
الجريدة الرسمية