الأدباء والصحفيون يلتفون حول مائدة القرآن في رمضان
استطلعت جريدة الأخبار في رمضان عام 1959، آراء مجموعة من الأدباء والمثقفين حول: كيف يمضون ساعات يوم رمضان؟
قال الأديب توفيق الحكيم: أتابع في رمضان فروع الفن الشعبي التي تتجلى في أبهى صورها في الشهر الكريم، خلال موكب الرؤية الذي كان يمر أمام منزلنا، فقد كنت شغوفا بمتابعة المواكب الشعبية الكرنفالية مثل موكب المحمل مثلا أو مولد أحد الأولياء، ومن أجل هذا الشغف أيضا كنت في نهار رمضان أحب قراءة قصص ألف ليلة وليلة، والسير الشعبية مثل السيرة الهلالية والظاهر بيبرس، أما الليل فهو للعبادة والقرآن.
وقال الأديب عباس محمود العقاد: يأتي رمضان فيتحول منزلي إلى طاقة قرآنية رهيبة، حيث الندوات التقليدية، وتدور كلها حول حكمة ومعالم الشهر الكريم، وأهم ما في هذه الجلسات هي قراءة القرآن الكريم، ودراسة موضوعات فتح مكة، والاستطاعة في الحج وغيرها.
أما الكاتب الصحفي كامل الشناوي فيقول: يأتي رمضان فيأخذ مكتبي طابعا جديدا، روحه تشف، وتختفي سجائره حتى المغرب، ويمتلئ سريري ومكتبي بكل مخزون من روائع ما كتب عن التاريخ الإسلامي، وسيرة الرسول العظيم، ويتحول كامل الشناوي إلى متعبد في محراب صومه وكتابه.
ويقول الكاتب الإسلامي عبد الرزاق نوفل: اقرأ القرآن والحديث في وقت الصيام، وبعد التراويح وقبل الفجر أدخل مكتبي وأبدأ في قراءة كتب التفسير حتى ميعاد السحور ثم صلاة الفجر.
الأديب نجيب محفوظ يقول: ما إن يبدأ هذا الشهر العظيم إلا وتبدأ معه جولاتي في أحياء مصر القديمة، في النحاسين والمغربلين وحي الجمالية والحسين وخان الخليلي وبين القصرين، استوحي معظم قصصي ورواياتي وأفكاري بصفة عامة، وأقضي المساء بمقهى الفيشاوي، ومع دقات المسحراتي العودة إلى البيت وبداية القراءة حتى مطلع الفجر.
الكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين يقول: يتغير مجرى الكتب التي تربض في مكتبتي في شهر رمضان، سواء في المجلة أو في البيت، أقرأ في رمضان في أسباب عظمة قيادات المسلمين مثل خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي.
أما السيناريست علي الزرقاني فيقول: لا تختلف عاداتي عن الآخرين في رمضان، فليس هناك اختلافات جوهرية بين احتفال فرد وآخر، كانت القعدة على مقهى الفيشاوي، والتجمع حول مائدة الإفطار والسحور مع الأهل والأحباب، والليل لقراءة القرآن والدعاء.