رئيس التحرير
عصام كامل

البابا شنودة يكتب: في ذكرى رحلة العائلة المقدسة

البابا شنودة
البابا شنودة

نشرت مجلة الهلال، عدد يونيو 1982، مقالًا لقداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية، حول رحلة العائلة المقدسة إلى مصر التي بدأت في الأول من يونيو، قال فيه:


«عاش السيد المسيح في فلسطين ولم يغادرها إلى أي إقليم آخر، والإقليم الوحيد الذي انتقل إليه غير أرض موطنه هو مصر، أتى إليها في طفولته مع أمه مريم العذراء ويوسف النجار، وكان السبب في الخروج أن جماعة من المجوس أتوا من المشرق إلى أورشليم "القدس" بعد مولد السيد المسيح بقليل، وقالوا: أين المولود فإننا رأينا نجمه وأتينا لنسجد له.

خاف هيرودس الملك، وحسب هذا المولود منافسا له، ولما لم يستدل عليه أمر بقتل أطفال بيت لحم "البلدة التي ولد فيها المسيح" ليكون بين المقتولين.

لهذا انتقلت العائلة المقدسة كلها إلى مصر بناء على رؤيا مقدسة وأمر إلهي، أتوا إلى مصر من الشرق طبعا مارين على العريش والفرما ولم يسيروا في خط واحد يمكن تتبعه، ولم يستقروا في مدينة واحدة، وكانت المدن التي مروا بها نحو عشرين مدينة ومنطقة.

وهكذا تقدست كثير من مدن مصر بزيارة السيد المسيح والسيدة العذراء، واستمرت الرحلة 4 سنوات من 2 إلى 6 ميلادية تقريبا إلى أن مات هيرودس الملك، الذي كان يبعث برسله لمطاردتهم في مصر.

ومن هنا كان تنقل العائلة المقدسة بين المدن أسبوعا أو بضعة أيام، وفى مدينة أخرى شهرا أو أكثر، وكانت أطول مدة قضوها في منطقة بجبل قسطام، حيث بنى دير المحرق فيما بعد، واسمحوا لي أن أحكي مسار الرحلة بطريقة مبسطة:

الأول مدينتان على الحدود الشرقية الشمالية هما العريش والفرما، اتجهت بعدها إلى تل بسطا بالشرقية، واستظلوا بالشجرة وتفجر بجانبها ينبوع ماء، ومنها إلى مسطرد، وفيها أيضا نبع ماء استحم فيه السيد المسيح وبنيت بها كنيسة العذراء ومرت بها الرحلة عند الرجوع.

خامس المدن هي بلبيس، واستظلت فيها العائلة بشجرة سميت فيما بعد شجرة مريم، ومرت بها العائلة عند العودة إلى أورشليم، ثم منية حنا ومنية سمنود، وقد استقبل شعبها العائلة المقدسة استقبالا حسنا، ومنها إلى منطقة سخا بكفر الشيخ حاليا، وفيها ظهر قدم السيد المسيح على حجر، وأنشأ فيها دير المغطس، أما تاسع منطقة فهي وادى النطرون غرب الدلتا، ومنها إلى القاهرة.

وفي المطرية، استظلت العائلة بشجرة مريم، ونبع فيها نبع ماء شرب منه السيد المسيح وغسلوا ثيابهم، ومنها إلى مصر القديمة حيث منطقة بابليون.

وكانت منف المحطة الثانية عشرة، وفيها تحطمت الأصنام من قدسية الزيارة، ومنها إلى المعادي، حيث انتقلوا إليها عن طريق مركب في النيل، ومنها تحركوا جنوبا إلى الصعيد حيث البهنسا، ثم جبل الطير، ثم الأشمونيين، ثم ديروط الشريف وقرية قسطام إلى منطقة مير إلى المنطقة العشرين جبل قسطام حيث دير المحرق، وفيها ظهر الملاك ليوسف النجار وطلب منه العودة إلى أورشليم، حيث كان الملك هيرودس قد مات».
الجريدة الرسمية