شهر العسل بين أنقرة وتل أبيب.. وفد إسرائيلي يزور تركيا لبحث التعاون المشترك.. ترتيبات لتعيين ملحق عسكري بكلا البلدين.. وأردوغان يسعى لكسب دعم الصهاينة بعد تخلى أوروبا عنه
بعد أيام معدودة من نتائج الاستفتاء بتركيا الذي يوسع صلاحيات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلنت تل أبيب زيارة وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى أنقرة لبدء محادثات تركية إسرائيلية لتعزيز التعاون المشترك في مجال الاقتصادي وتنشيط مجال الأعمال بين البلدين، وتسفر هذه الزيارة عن عدة نتائج تصب في صالح الديكتاتور التركى الذي يريد أن يقمع أي صوت معارض في بلاده.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن وفدا إسرائيليا يضم مسئولين كبارا من وزارة الخارجية وصل إلى العاصمة التركية أمس لإجراء هذه المباحثات في إطار التعاون المستمر بين البلدين، علما بأن سفير إسرائيل لدى تركيا إيتان نائيه سيشارك فيها.
تعيين ملحق عسكري
وأضافت أن وزارة الدفاع التركية تضع الترتيبات لاستئناف التعاون الأمني مع إسرائيل بما في ذلك تعيين ملحق عسكري لها في سفارة تركيا بتل أبيب.
وتابعت: إن حكومة إسرائيل تخطط بالمقابل لتعيين ملحق عسكري لها في أنقرة.
ويرغب أردوغان في الدعم الإسرائيلي لذا فتح الباب على مصراعيه للكيان الصهيوني بعد الاستفتاء، خاصة أنه علاقاته مع أوروبا ليست على ما يرام فهو يسعى لإيجاد حليف له بالمنطقة فلم يجد أفضل من دولة الاحتلال بالنسبة له
وسبق زيارة الوفد الإسرائيلي تصريحات ياكوف كدمي، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية "ناتيف" الذي قال إن تركيا تعد الدولة الأكثر قوة في منطقة الشرق الأوسط، والأهم على الإطلاق، وهى تصريحات تخدم أردوغان وتصب في صالحه.
وأوضح كدمي في تصريحات أدلى بها لإحدى القنوات الروسية الخاصة، أنه على الجميع الاعتراف بحقيقة أن تركيا وإيران تعتبران أهم لاعبين في منطقة الشرق الأوسط.
علاقات اقتصادية وعسكرية
وتابع كدمي قائلًا: "تربطنا بتركيا علاقات عسكرية واقتصادية جيدة، وأعتقد أن العلاقات الإسرائيلية التركية ستشهد تحسنًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة".
تنسيق المواقف في سوريا
وبالتزامن مع زيارة الوفد الإسرائيلي، أكد الرئيس التركي، أنه ما من سبيل للتوصل إلى حل للصراع في سوريا ما دام الرئيس بشار الأسد في السلطة، وقال: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه بأنه ليس ملتزما بصفة شخصية بالرئيس السوري.
وقال إردوغان في مقابلة مع "رويترز" في قصر الرئاسة بأنقرة: "الأسد ليس عنوانا لحل منتظر في سوريا. ينبغي تحرير سوريا من الأسد لكي يظهر الحل"، ويتفق هذا المبدأ مع نظيره الصهيوني الذي يرفض وجود بشار في الحكم، ما يعني أن الوفد سيناقش تنسيق المواقف التركية الإسرائيلية فيما يخص الملف السوري، وما تمليه إسرائيل تنفذه واشنطن، وبذلك يتمكن أردوغان من تنفيذ مخططه في سوريا بتعاون صهيوني.
رحلات الترانزيت
وذكرت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية أن شهر أبريل الحالي شهد ارتفاعا كبيرا في عدد رحلات العبور "الترانزيت" إلى المطارات التركية من مطار بن جوريون.
وأوضحت بيانات هيئة الطيران المدني الإسرائيلي، أن تركيا احتلت المرتبة الأولى في عدد الرحلات المتجهة إلى الخارج خلال هذا الشهر، تليها قبرص ثم اليونان وألمانيا.