الفراعنة غنوا «وحوي يا وحوي» منذ 6 آلاف سنة
وحوي ياوحوي، يغنيها الأطفال وهم يحملون فوانيسهم الملونة احتفالا بقدوم شهر رمضان.
وتقول كلمات الأغنية:
«وحوي يا وحوي إياحة.. روحت يا شعبان وحوينا الدار.. جيت يا رمضان
هل هلالك والبدر آهوه بان.. شهر مبارك وبقاله زمان.. ياللاه الغفار
محلا نهارك بالخير مليان.. وحوي يا وحوي.. إياحة
جيت في جمالك سقفوا ياعيال.. نفدي وصالك بالروح والمال
طول ما نشوفك قلبنا فرحان.. يكتر خيرك أشكال وألوان
بكره في عيدك نلبس فستان.. وحوي يا وحوي.. إياحة».
بهذه الكلمات اشتهر قدوم شهر رمضان، وقد اعتبرت الأغاني التراثية على مر العصور إحدى سمات الشهر الكريم وأشهرها أغنية "وحوي يا وحوي"، التي قام بأدائها المطرب أحمد عبد القادر في عشرينيات القرن الماضي، وتحديدا في عام 1927، من تأليف حلمي المانسترلى، ولحن أحمد شريف، وبهذه الأغنية دخل شهر رمضان ساحة الغناء العربي.
وأكد الباحث الصحفي محمد فهمي عبد اللطيف في مقال له بمجلة "الجيل" عام 1959 أن أغنية "وحوي يا وحوي" كان يغنيها القدماء المصريون منذ آلاف السنين، وأن كلمة أيوح معناها القمر، وأن الأغنية في مجملها تحية للقمر عندما يهل هلاله، وعمرها الآن أكثر من 6 آلاف سنة.
ومنذ دخول الفاطميين مصر، وانتشار الفوانيس، أصبحت أغنية "وحوي يا وحوي" مرتبطة بشهر رمضان فقط، يرددها الكبار والصغار منذ الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
ثم جاء بعد ذلك حلمي المانسترلي واستلهمها من التراث، وصاغها في شكل أغنية رمضانية، لذلك فهى ليست حديثة، ولا ترجع إلى العصر الفاطمى كما يشاع، لكنها قديمة من التراث الفرعوني.
والطريف أن المطرب أحمد عبد القادر شدى بها وهو في الثانية عشرة من عمره، وظل يغنيها حتى جاوز الثلاثين عاما، وهو خريج أول دفعة من معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية، وقد غنى أغنية "وحوي يا وحوي" في افتتاح المعهد عام 1932، بوصفه أصغر خريجي المعهد.