رئيس التحرير
عصام كامل

"روبرت فيسك" يتحدث عن سوريا: ولاء الجيش السورى لا يزال لــ "بشار".. وأجهزة المخابرات تراجعت عن المشهد فى دمشق.. ومراقبة تحركات وتصريحات قادته أهم من متابعة أخبار المعارضة السورية و"الأسد" نفسه

روبرت فيسك الكاتب
روبرت فيسك الكاتب البريطاني

أفاد الكاتب البريطانى المخضرم "روبرت فيسك" بأن قوات الأمن العسكرية السورية بدأت للمرة الأولى فى التعامل بصورة مباشرة مع المدنيين، وإعطاء أوامر حتى لرؤساء أجهزة المخابرات التى كانت تدير العملية بشكل كامل منذ عامين.


وأضاف الكاتب، فى مقاله الذى أوردته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، بأن الجيش السورى التابع للرئيس بشار الأسد بات يدير العملية الأمنية فى المعركة، وأن القادة الميدانيين للجيش هم من يتخذون القرارات فى البلاد، وذلك عقب أن كانت المخابرات هى من يعطى التعليمات للجيش فيما سبق.


وقال فيسك إنه وفى حالات كثيرة تم اعتقال عناصر أمن تابعة للمخابرات تعامل المواطنين وخاصة الأطفال، بوحشية فى عدة مدن ومن أهمها درعا، وتم تقديمهم لمحاكمات عسكرية فى صورة لا تكاد تصدق، مشيرا إلى أن لواءات الجيش وعقداءه لم يعودوا يرغبون فى أن يظلوا ألعوبة فى أيدى النظام بعد الآن.

وحذر فيسك من أن الجيش هو آلة لا ترحم والقائد العام للقوات المسلحة لا يزال بشار الأسد، كما أن ولاء الجيش له لا يزال ثابتا لم يتزعزع، مستبعدا فكرة تخلى الأسد عن أجهزة الأمن بصورة نهائية، والتى كانت الأداة الرئيسية له فى أعمال العنف والقتل على مدار عامين، مؤكدا أن الدولة العسكرية تحتاج دائما لحراسة من الشرطة السرية.

وأردف يقول "إن قوات المعارضة السورية لن تقبل بسيطرة الجيش السورى على البلاد، سواء فى ظل قيادة الأسد أو عدمها، كحل وسط لوقف إطلاق النار، فالجيش بالنسبة لهم سيظل أخطر من الأسد نفسه، لاسيما وأنه أداة ثابتة بعكس المخابرات التى يمكن أن تتغير بين حين وآخر".

وأشار فيسك إلى وجود روايات فى العاصمة السورية دمشق تفيد بأن قيادة الجيش تنأى بنفسها عن "شبيحة" المخابرات الجوية، والفرقة الرابعة سيئة السمعة، بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السورى.

وخلص الكاتب البريطانى "روبرت فيسك" إلى أن أهم مؤسسة يجب مراقبتها فى سوريا على مدار الأسابيع والأشهر المقبلة هى مؤسسة الجيش السورى، وليس نظام الأسد، أو الجيش السورى الحر نفسه، أو جبهة النصرة الإسلامية المعارضة، ولا الجدال الدائر بداخل البيت الأبيض وداوننج ستريت.
الجريدة الرسمية