رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 31


يُعبر بعض مُحركى النكسة من شبكة من العلاقات المُركبة بعناية. فتندهش حينما ترى علاقة القرابة بين أيمن نور وأبو إسماعيل، وهما اليوم يتكلمان نفس اللغة تقريباً، وبالذات وأيمن نور مُقرب بشدة من الإخوان، حتى أنه انتخبهم فى انتخابات مجلس الشعب، بينما يُعلن عن نفسه كليبرالي.


إلا أنك لا تندهش حينما ترى حمدين صباحى وهو يدافع عن الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المعروفة بحركة حماس، حيث كان الرجل كثير التحالف مع الإخوان قبل نكسة 25 يناير 2011 وقد رفض نشر حديث "طز فى مصر" كاملاً للكاتب الصحفى سعيد شُعيب، فى جريدة الكرامة، لأن الحديث كان سيُسىء "لمصالح" تحالفه مع الإخوان!!

وحينما يتحالف البرادعي، وهو يصف نفسه بالليبرالي، مع الإخوان أو حتى تلك اللحظة يعرض الحوار مع الرئيس الإخوانى البلطجى الفاشل، حيث البلطجة هى انتهاك القانون وقد انتهكه مرسى بشكل غير مسبوق، والفشل هو ما نحياه و"سيزيد" لأنه منهج الإخوان للإستيلاء على الحُكم من القوات المسلحة.

أقول، حينما يتحالف البرادعى مع الإخوان الذى يشهد تاريخهم على الإجرام والإرهاب وفى النهاية يبرر مؤيديه أنه لم يكن يعرف؛ أنصحهم أن يذهبوا لدار الكُتب ليقرأوا الكثير من الكتب المطبوعة قبل عام 2011 بسنوات وعقود عن إرهابهم وإجرامهم، لأن القول بعدم المعرفة مصيبة أكبر من أى ذنب، ولو اتصف بها سياسي، فإننا نتكلم عن هُراء ألعن!!

وحينما يُعلى عبد المنعم أبو الفتوح من المُكفر الأعظم "سيد قطب"، والذى أسس لتكفير الحاكم والمجتمع كله، ثم يتكلم عن الإسلام المعتدل أو عن الليبرالية، فإن هذا يتخطى وصف الهُراء!!

كونهم بعد ذلك يتكلمون عن الحرية والديمقراطية، يُصبح عبثًا. ومن يُصدقهم، يمضى على نهجهم فى العبث، ويُصبح كل ما يُعبرون عنه يفوق الديكتاتورية بمراحل، لأنه خداع!!

لقد فشلوا حتى فى إبراز تمسكهم بالمبدأ، وأنهم ينشدون الحرية، حينما يملون على الناس كلاماً لا يمت للحرية بصلة. فمنهم من يمنع الناس من مُمارسة حقهم فى التصويت، من وحى أنهم يكرهون مدنيين غيرهم. ومنهم من يُقسِم المصريين إلى أصناف وفقًا للهوى وليس لسيادة القانون الذى يقولون فى الكثير من كلماتهم أنهم ينشدونه.

ومنهم من يطالب بالديمقراطية وفى الوقت نفسه بعزل من "يخاف" منهم، وليس من يراهم فاسدين، لأن ما نتكلم عنه كله هنا الآن، هو "فساد سياسي"!!

وبالطبع، فإن أى شخص، يدين بالسمع والطاعة لشخص من دون عقله الذى منحه له الله، هو "خروف"، وفقاً للتوصيف الشعبي!!

وكان الإملاء والسب من ميدان التحرير، للشعب المصري، من بعض هواة النُشطاء، منافياً لأى معنى للحرية والديمقراطية. وكان هذا يجري، تحت سمع وبصر كل قادة الميدان، سواءً تكلمنا عن أيمن نور أو أبو إسماعيل أو محمد البرادعى أو حمدين صباحى أو أبو الفتوح الإخوانى الذى يدعى الليبرالية وهو يدين بالولاء للمُكفر الأعظم: سيد قطب!!

إن فاقد الشىء لا يُعطيه، وهم يفتقدون بما أيدوه، لكل معانى الحرية والديمقراطية!!

كوننا نأخذ بكلامهم وننسى أفعالهم بعد ذلك، فإننا ووفقاً للحديث الحكيم: "لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين"، لا نؤمن لا بحرية أو بديمقراطية، وإنما بانتقام وغل وأحقاد، ويُصبح هذا الانتقام من مصرنا قبل أى قيمة أُخرى، لأن هؤلاء يريدون أن يعتلوا عرش مصر، بينما هم لا يثبتون على رأى ولا يعرفون ما تتكون منه مصر وفقاً لأنصارهم حينما يدافعون عنهم!!

إن البديهية الأولى فيمن يريد حُكم مصر، هى الثبات فى الرؤية وليس التلون طيلة الوقت!!
لا .. لن تسقط مصر!!

وللحديث بقية ..

الجريدة الرسمية