أسرار اجتماعات مصراتة لإسقاط حكم «السيسي».. قطر تُمول وتركيا تخطط والإخوان تشارك في التنفيذ.. أردوغان يراهن على فشل مصر خشية 30 يونيو في تركيا.. سياسي ليبي: قطر كلفت «المبروك ديكنة»
المخابرات الروسية تعد ضمن أقوى عشرة أجهزة استخبارات في العالم، وعندما يتهم دبلوماسي روسي رفيع المستوى بحجم فلاديمير سافرونكوف، مندوب موسكو لدى مجلس الأمن، بريطانيا بدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتزويد الإرهابيين بالأسلحة، ويشير في هذا الصدد إلى تفجيرات الكنائس المصرية كمثال صريح على هذا الدعم، فمن المؤكد أن الاتهام الذي خرج من الكواليس ليقال بشكل علنى أمام الكاميرات في قاعة مجلس الأمن، ونغفله نحن لدرجة عدم انشغال برامج "نصف الليل" التي اعتادت على صم أذن المشاهدين بمصطلح المؤامرة لدرجة أفقدته خطورته في وقت يحتاج الوعى الجمعى للشعب لإدراك خطورته.
رأس الدولة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي اكتفى خلال الأعوام الماضية من ولايته الأولى الاكتفاء بالتلميح دون تجريح مكتفيًا بترديد كلمة "أهل الشر"، خرج هو الآخر عن صمته الدبلوماسي المعتاد عقب اجتماع مجلس الدفاع القومى، مطالبا المجتمع الدولى بتحرك عاجل ضد الدول –لم يسمها- التي ترعى الإرهاب في المنطقة ليقر عمليًا بوجود مؤامرة خارجية تستهدف تفكيك الدولة المصرية.
بنك الأهداف
"نعم دولتكم مستهدفة وتتعرض لمؤامرة يشارك بها أجهزة استخبارات إقليمية، واستهداف الأقباط ضمن بنودها"، بهذه الكلمات الصادمة استهل السياسي الليبي نور الدين بوشيحة، حديثه لـ"فيتو" الذي كشف خلاله عن ملامح ما يحاك ضد مصر، ويمتلك من المعلومات الخطيرة ما يكفى لاستنهاض الشعب المصري للوقوف لتقدم صفوف جيش بلاده للتصدي للذئاب البشرية التي تتحين الفرصة لنهش أرضه.
"بوشيحة" الذي حرص على التنيه من المخاطر المحدقة بمصر، وثق معلوماته بالكشف عن أخطر اجتماع سري تم في بلاده لوضع "بنك الأهداف" المصرية، واتباع سياسة الأرض المحروقة بعد فشل جماعة الإخوان في الاحتفاظ بحكم البلاد والإطاحة بمشروعها الرامى للاستيلاء على دول المنطقة واحدة تلو الأخرى برعاية أجهزة مخابراتية.
اجتماع مصراتة
السياسي الليبي أكد استضافة بلاده، وتحديدا مدينة "مصراتة" للاجتماع سالف الذكر، الذي ضم ممثلين عن حزب "العدالة والبناء" الذراع السياسية لجماعة الإخوان الليبية، والجماعة المقاتلة -تنظيم مسلح يحمل فكر السلفية الجهادية – وممثل عما تسمى "أنصار بيت المقدس" الناشطة في سيناء، وكان هناك حضور لحركة حماس والمخابرات القطرية والمخابرات التركية.
ومثل الإخوان في ليبيا، على الصلابى؛ صالح حسين؛ عبد الباسط غويلة؛ خالد المشري؛ محمد صوان؛ وعبد المنعم الطابونى؛ وخالد الطبيب، ومثل دار الإفتاء سامي الساعدي وعبد الله البوسيفي، والمكلف بقيادة العمليات في الداخل المصري الإخواني "المبروك ديكنة"، ومثل المخابرات القطرية الضابط "أحمد الدوسري"، والمخابرات التركية الضابط "أحمد إيدن"، أما أنصار بيت المقدس كانوا مجموعة أبرزهم المدعو أبو ربيع الهاجري، وممثل جماعة الإخوان في مصر كل من، هاني عبود، وشريف ياسين، وعبد الله غفار، وكرم أحمد عبد العال.
قرار الاجتماعات
انتهت هذه الاجتماعات -طبقًا لمعلومات "بوشيحة"- بمجموعة قرارات أوصت بضرورة إحداث قلاقل واضطرابات وإزعاج للسلطات المصرية، وتكلفت دولة قطر بتمويل العمليات بالكامل، وفوضت "الصلابى" بالصرف المباشر للتمويه، على أن يتلقى التعليمات والأهداف من الدوحة عن طريق شبكة الإنترنت.
وبحسب السياسي الليبي فإن ما فضح شأن هذه الاجتماعات، اعتراض مجموعة من مصراتة على ما يقوم به على الصلابى وجماعة الإخوان من استضافة هذه الاجتماعات بالمدينة بهدف استهداف الجارة المصرية، وقام العميد إبراهيم "بيت المال" المتحدث باسم المجلس العسكري "مصراتة"، بمراقبة ما يجري في المدينة باعتباره أمر فرع الاستخبارات العسكرية في المنطقة الغربية، وقام بتسجيل الاجتماعات بالصوت والصورة، كما تمكن من تسجيل المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة من حزب "العدالة والبناء" ذراع الإخوان، وجميع من حضر هذه الاجتماعات، وشاركه المأمورية العميد محمد الغصري، أمر غرفة عمليات البنيان المرصوص في سرت، وكذلك علم بالأمر العميد إبراهيم بن غشير الذي كان يتردد عليه الإخواني المصري كرم أحمد عبد العال.
ودخل على خط كشف الاجتماعات السرية أيضًا عبد الرحمن السويحلى، رئيس مجلس الدولة، وفتحي باشا أغا، وعلما أيضا بما يجري في مصراتة من اجتماعات واستقبال وتوديع وفود عربية قادمة ومغادرة للمدينة بشكل لافت.
وطلب "السويحلي" من العميد محمد الغصرى، المتحدث باسم قوات "البنيان المرصوص"، الاتصال بـ"إبراهيم بيت المال" بهدف استلام الملف الخاص بهذه الاجتماعات، وكذلك الحصول منه على الفيديوهات والتسجيلات الخاصة بالتآمر على مصر، غير أن "الغصرى" رفض القيام بهذا الدور لقناعته برفض "بيت المال" تسليمه هذه الملفات التي تثبت تورط الإخوان فيما تشهده مصر من أحداث، الأمر الذي دفعه للاستقالة من منصبه بهدف الابتعاد عن الأمر.
المبروك ديكنة
وكشف "بوشيحة"، أنه عقب اجتماعات مصراتة السرية، وقع التفجير الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالعباسية، وقاد العملية الإخوانى الليبي "المبروك ديكنة" الذي دخل مصر تحت اسم مستعار، وبعد تنفيذ العملية هرب إلى الإسكندرية لسبب ما لم يغادر إلى بلاده، وعاد إلى القاهرة، الأمر الذي دفع "الصلابى" وعبد الباسط غويلة وسامى الساعدى، للتواصل معه بهدف إخراجه من مصر خشية وقوعه في يد الأجهزة الأمنية، ووجه مفتى ليبيا الصادق الغريانى، بالعمل على إخراج "ديكنة" من مصر تحت كل الظروف ومهما كلف ذلك من مال.
تشيع مصر
وأكد "بوشيحة" أن اجتماعات مصراتة، خرجت أيضا بتوصية طرحها التنظيم الدولى للإخوان، بضرورة تحريك الأذرع الإعلامية الموالية للجماعة ولدولة قطر بتينى حملة ممنهجة تهدف لترسيخ شائعات حول تقارب مصري إيرانى، بهدف إقناع العناصر الإرهابية الموالية لفكر تنظيم "داعش"، باختراق طهران للقاهرة ونشر الفكر الشيعى بهدف تأجيج المشاعر الطائفية التي اعتاد المحركون للتنظيم اللعب على وترها لخلق حالة طائفية وهمية ضد النظام المصري وتكفيره، للمعاونة في إقناع هذه العناصر بتنفيذ عمليات انتحارية خدمة للعقيدة السنية حسب معتقدهم.
إشعال الحرب الأهلية
اللعب على وتر الطائفية ونشر شائعة ازدهار ظاهرة التشييع في مصر، لم يكن الأمر الوحيد ضمن استغلال الدين في الحرب الخفية على مصر، حيث إن استهداف الكنائس والمسيحيين ورد في توصيات اجتماعات مصراتة، بحسب المصدر المتحدث، بهدف تأجيج مشاعر الغبن ضد الدولة المصرية لدى الأقباط ودفعهم لكراهية المسلمين بشكل عام بسبب السلوكيات المتطرفة للعناصر الإرهابية، ودفعهم لحمل السلاح بذريعة الدفاع عن أنفسهم وأماكنهم المقدسة –الكنائس- الأمر الذي من شأنه أن يدفع الأمور إلى حرب أهلية في البلاد.
وشدد "بوشيحة" على أن الحرب الأهلية هدفها الأساسي توريط الأمن المصري من الجيش والشرطة، في حرب عصابات داخلية للسيطرة على الوضع الأمني على حساب تأمين حدود البلاد، على أمل فتح طرق جديدة لدخول السلاح والعناصر من الخارج وتصدير "ذئاب منفردة" إلى جميع محافظات الجمهورية، لتنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية وتشويه صورة القاهرة خارجيا واستدعاء الغرب ضدها على غرار ما يحدث في سوريا الآن واستباحة الدولة الوطنية لمستعمر خارجى، وتشويه صورة الجيش المصري المعروف بسمعته العالمية الحسنة.
وهى الخدمة الجليلة التي تقدمها قطر وتركيا لدولة الاحتلال الإسرائيلى الآن بعد نجاة مصر من المرسوم لها منذ عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، بعدما تمكن الجيش من إجهاض مخطط إقليمى يرمى إلى تقسيم دول المنطقة إلى عدة دويلات، وعول على القاهرة كنقطة انطلاق في التنفيذ، وقدر لمصر وجيشها هزيمة خطة تم حياكتها بمهارة كلفت واشنطن والغرب مليارات الدولارات.
إسقاط حكم السيسي
أهداف قطر وتركيا وترسيخ مواردهم وأجهزة الاستخبارات التابعة لهما لهدم مصر، لن تتوقف -طبقا لتأكيدات بوشيحة- سوى بتحقيق طموحهما بإسقاط حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أو أي رئيس آخر لمصر يرفض التبعية للدوحة وأنقرة، على غرار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وحتى الوصول إلى هذا الهدف قطر على استعداد لدفع ملايين الدولارات وتركيا مستعدة لنقل أسلحة بالمليارات إلى العناصر الإرهابية والإخوان، خاصة أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، استشعر خطر "السيسي" على نظام حكمه شخصيا بعدما اكتشف العالم أكذوبة تجربة "الإسلام السياسي" التي خدع بها الغرب لمدة 10 سنوات، حتى تمكن من الجلوس على سدة الحكم في البلاد، وبدأ في كشف الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان والتحدث بلسان طائفى مع العالم، كما أن "أردوغان" يخشى من استلهام جنرالات تركيا تجربة السيسي وخروج منقذ للبلاد من بينهم بمباركة شعبية، وهو الأمر الذي يدفعه لتبنى خطاب معادٍ للرئيس المصري، وعدم تفويت الفرصة في كل خطاب للهجوم عليه.
"أردوغان" يعمل جاهدا الآن بمعاونة قطر والإخوان وعناصر داعش الذين تملك مخابراته قنوات اتصال قوية معهم، على إسقاط حكم السيسي وتشويه التجربة المصرية، وتصدير رسالة للشعب التركى حول فشل الجنرالات في الحكم وضعف الأوضاع الاقتصادية في دولهم، وباتت أخبار اقتصاد القاهرة الذي يعانى بسبب التركة الثقيلة للإرهاب الذي زرعته جماعة الإخوان، وجبة دسمة في وسائل الإعلام التركية الموالية للنظام لتأكيد هذه النظرية.
الرئيس التركى الذي ينتظر نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية ليصبح رئيسا بصلاحيات كاملة، يحلم مثلما حلم بتحويل بلاده إلى النظام الرئاسي بقراءة عنوان موحد في صحف العالم عن سقوط النظام المصري، لتأكيد نظريته التي يعمل على تصديرها لشعبه منذ سقوط حكم الإخوان في مصر وعزل مرسي، ووصول الرئيس السيسي إلى السلطة.
تربص قطري
على غرار أمل الرئيس التركى رفعت قطر حالة التأهب التآمري ضد مصر مع العام الأخير في حكم السيسي، وتعمل جاهدة الآن على محاصرته بتلال مشكلات اقتصادية وإرهابية وتحريضية في محيط مصر الإقليمى لتقزيم مكانة القاهرة وتحريك الغضب الشعبى ضد نظام الحكم، بهدف عرقلة ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية أخرى بعدما فشلت في إزاحته عن الحكم خلال الأعوام الماضية.
واعتبر "بوشيحة" أن الإجرام القطري ضد مصر داخليا وخارجيا، سوف تزداد وتيرته خلال الشهور المقبلة بهدف خلق حالة عداء شعبى ضد النظام بهدف إبعاد "السيسي" عن المشهد السياسي الإقليمى على أمل تمكنه من زرع رئيس يعاود الانبطاح للأمير القطري بعدما أطاحت ثورة 30 يونيو بوكيلها في حكم مصر، المعزول محمد مرسي.
بريطانيا بيت المؤامرة
وحذر السياسي الليبي من دخول بريطانيا بقوة على خطة تفجير الأزمات ضد النظام المصري، والمعاونة في تنفيذ الحوادث الإرهابية ودعمها بالمال والسلام والمعلومات، للإطاحة بحكم "السيسي"، مشيرا إلى أنها تتعامل في هذه المسألة بطريقة انتقامية لما لها من دور خفى في تصعيد جماعة الإخوان وتدخل جهاز الاستخبارات البريطانى بطريقة فاعلة في تأجيج ثورات الربيع العربى لإسقاط أنظمة المنطقة الواحدة تلو الأخرى وفرض حكم الإخوان بمعاونة أمريكية، مستهدفة في الأصل ليبيا ومصر ودول الخليج، كما أنها تنظر إلى النظام المصري كونه سبب تصدع المشروع الذي تبنته للعودة كمستعمر مجددا إلى منطقة الشرق الأوسط بتمكين أنظمة حكم ضعيفة منبطحة أمام سياستها المتغطرسة.
دول غربية عدة -طبقا لنظرة بوشيحة- سواء الفاعلة بشكل أساسى في العمليات الإرهابية أو المباركة لها عن بعد تناصب "السيسي" العداء، وتحلم بعودة أفرع أجهزة استخباراتها التي تتستر خلف مسمى "المنظمات الحقوقية" إلى القاهرة، لوضعها تحت المنظار الغربى وجمع كل صغيرة وكبيرة متعلقة بها خصوصا النواحى الأمنية.
حيطة وحذر
واعتبر السياسي الليبي أن معلوماته السابقة حول سير الأحداث وأيام القلق التي تنتظر مصر، بقدر ما تحمل من صورة قاتمة، يجب أن تتحول إلى جرس إنذار للشعب المصري وجميع أجهزة الدولة، بهدف الانتباه لما يحاك لبلادهم ومحاولة جرها في فوضى عارمة تستهدف في الأساس جيشها الوطنى، والذي كشفت قطر عن نيتها الخبيثة تجاهه بفيلم الجزيرة المسيء، قبل الانقضاض على الفريسة وغرس الأنياب في جسدها وتحويله من دولة ذات سيادة وطنية وصاحبة قرار إلى نموذج سوري جديد، مشيرا في نهاية حديثه أيضا إلى ضرورة عدم تجرع العسل الذي يدس داخله السم، من خلال تصريحات تغازل الشعب المصري وتسيء لجيشه ونظام حكمه، لكونها تهدف في الأساس إلى خلق حالة عداء وكراهية بين الشعب ومؤسساته النظامية التي تظل في نهاية المطاف صمام أمن البلاد وسط منطقة تعمها الفوضى ولم يعد بها مواطن آمن على حياته وتحول البحر المتوسط إلى مقبرة جماعية لشعوبها الفارة من جحيم عدم الاستقرار والقتل المباح باسم الرب.
"نقلا عن العدد الورقي"..