رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة تنتصر على الإرهاب والبابا يجيد استغلال الأزمة «تقرير»

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية

رغم الهجمة الشرسة للإرهاب واستهداف مصر بشكل عام والأقباط على وجه الخصوص، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، خاصة جراء تفجيرات البطرسية وتكرارها بكنيستي مارجرجس في طنطا، والمرقسية بالإسكندرية ومحاولة استهداف البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس نفسه، إلا أن الكنيسة «رابح المعركة» بانضمام شهداء جدد لصفوفها وكسب أرضية دعم وتعضيد للبطريرك.


على مر العصور تردد الكنيسة ترنيمة: «أم الشهداء جميلة أم الشرفاء نبيلة.. عبرت بحر الآلامات حفظت بدماها الحق قويم»، ولديها سجل السنكسار الكتاب الذي يحمل بين طياته تاريخ حافل من الشهداء وسير القديسين والذين يعتبروهم شفيع بالسموات، ما دعا «تواضروس» خلال حادث البطرسية ليقول: «قدر كنيستنا المصرية أن تقدم الشهداء ونسميها كنيسة الشهداء منذ القرون الأولى».

ووسط أنين الجميع بتكرار سيناريو التفجير بكنيستي طنطا والإسكندرية، التزم البابا الصمت عدة أيام، لم يعلن خلالها عن اعتكافة للصلاة، مثلما كان سلفه البابا شنودة الثالث يفعل، حال وقوع أحداث أو أعمال عنف تجاه الأقباط، ومن جانب آخر سيل من التساؤلات عن استقباله للمهنئين بالعيد كالعادة من عدمه بعد سقوط شهداء، واستخدام البعض الحالة للتأجيج ضد بابا الكنيسة حال فتح مقره للمهنئين بأعياد القيامة.

وبعد صمت دام أيام، يبدو أنها كانت لرصد واستقراء الساحة القبطية ومجرياتها، خرج البابا بكلمة في صلوات الجمعة الحزينة، بأنه يرحب بالحضور لقداس عيد القيامة بالكاتدرائية، معتذرا عن استقبال المهنئين بالمقر البابوي، الأمر الذي أخرس ألسن مهاجميه.

بينما خرجت أصوات لتهاجمه على قبوله حضور المهنئين قداس العيد؛ ليتدارك البطريرك الأمر، بعدم إرثاء المعتاد أو توجيه الشكر للحضور وسط تصفيق الحضور، وهو ما عزف عنه البطريرك والمصلين، مؤكدا في حديثه للحضور، بأن حضورهم للتعزية والتهنئة معًا حضورهم مشترك.

ورغم ذلك حاول الكثيرين عبر مواقع السوشيل ميديا من المنتقدين اثارة أي بلبلة ونسب تقصيرا للبابا في حق الشهداء، بينما استغل البطريرك، الآ أن البطريرك تعامل مع الأمر بحكمة شديدة ودعا الجميع بتخصيص أيام العيد لزيارة المصابين جراء الحوادث واسر الشهداء، وكلف بإقامة قداس العيد باحد المستشفيات التي يخضع بها عددا من المصابين لتلقى العلاج.

واستغل اهتمام الكثيرين بمتابعة أمور وأحوال اسر الشهداء والمصابين، وقام بزيارة خاصة لهما بطنطا والإسكندرية مما زاد من دائرة مؤيدين البطريرك واحدث اصداء واسعة حيال الأمر لم يحققها منذ توالية السدة المرقسية 2012، وادار الدفه ليكون مهاجميه عبر مواقع التواصل أول الاقطاب الداعمين له.

ون جانبها، قالت مصادر كنسية، إن البابا تواضروس أصدر تعليمات بتوالي كافة احتياجات أسر الشهداء والمصابين، جراء حوادث التفجيرات من أمور مالية أو غيرها، وخلال زيارته للأسر أعطاهم لينك تواصل مباشر معه، من خلال طاقم السكرتارية.

وأضافت المصادر لـ"فيتو"، أن البابا يتابع الحالات التي تستدعى السفر للخارج ويجري تنسيق بشأنها مع الجهات المسئولة بالدولة ووزارة الصحة لتلقيها العلاج بالخارج على غرار بعض مصابي تفجير البطرسية.

وأشارت المصادر إلى أن تعاطى البابا مع الأزمة كونه أبا للجميع، ومسئولا عن الرعية، وفى ذاتها كانت ردا قاطعا على المتطاولين، ومحاولي تأليب الأقباط ضد المسلمين، بل وكسب ثقة الكثيرين من الشباب.
الجريدة الرسمية