عمار الحكيم في رحلة البحث عن التوافق الاقليمى بالقاهرة.. يصف الأزهر بقلعة الاعتدال والوسطية..يقترح على السيسي عقد مؤتمر يضم تركيا وإيران والسعودية..يلتقى عمرو موسى على رأس نخبة مصرية
يوم حافل للرئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، في ثالث يوم لزيارته للقاهرة حيث التقى شيخ الأزهر الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبحث التعاون بين الأزهر الشريف ومرجعية النجف، لمواجهة التطرف والإرهاب، كما بحث مع عدد من النخبة المصرية العلاقات بين مصر والعراق والأوضاع الإقليمية والدولية، ووضع النخبة المصرية في أجواء الحرب ضد "داعش" الإرهابي، وفي مؤتمر صحفي كشف عن نتائج زيارته لمصر ورؤيته للعلاقات المصرية العراقية، والعراقية العربية.
علاقات قوية مع مصر
أكد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، الأربعاء، أن وفد التحالف الوطني بحث مع الجانب المصري مختلف الملفات بينها التأكيد على الإسلام المعتدل والتعاون العسكري والاستخباراتي وتبادل المعلومات للقضاء على الإرهاب.
وأضاف الحكيم، خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس التحالف الوطني العراقي والوفد المرافق له، بمقر سفارة بغداد في القاهرة "بحثنا مع الجانب المصري أهمية الإسلام المعتدل في أوساط الأمة الإسلامية، وكذلك التطرق إلى البعد الأمني والعسكري والإجراءات الأمنية والعسكرية والاستخبارية وأهمية تبادل المعلومات في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم والحد من تأثيراتهم السلبية في المجتمعات".
وصف رئيس التحالف الوطني العراقي، مصر بـ"قلعة الاعتدال"، محذرا من وصول الإرهاب إليها يعد الأمر خطرا ليس على المصريين وحدهم وإنما خطر على الوطن العربي والعالم الإسلامي برمته، مشددا ضرورة العمل بجهد كبير على معالجة هذه الإشكاليات".
ودعا الحكيم المصريين إلى زيارة العراق، والعمل في الدولة العراقية، مشيدا بالعلاقة العاطفية والمشاعر الطيبة بين الشعبين العراقي والمصري، قائلا حينما نجد المصريين في العراق هو ما يسعد العراقيين جميعا بكل تلاوينهم وبكل مكوناتهم ونعتقد أن المشاعر متبادلة فالعراقيون يحظون بالاهتمام والرعاية والمحبة لدى المصريين".
وكشف الحكيم عن "رغبة عراقية في وجود الشركات المصرية ذات القدرة التنافسية العالية في إعادة إعمار العراق"، نافيًا وجود رسالة إيرانية يحملها لمصر.
مؤتمر إقليمي
قال طه الدفاعي البرلماني العراقي وعضو "التحالف"، خلال المؤتمر الصحفي، إن رؤية التحالف تنصبّ في "حاجة المنطقة لحل صراعاتها عبر حوار بين الدول المحورية والكبرى فيها، ويشمل إيران وتركيا والسعودية ومصر".
وردًا على سؤال بشأن إقامة مؤتمر دولي لذلك، قال الحكيم: "نحن لاحظنا تفاهمًا مصريًا لكل ما يقرّب وجهات النظر بين دول المنطقة، ونتمنى أن تصل مصر لموقف واضح بخصوص هذا الاقتراح".
وفي هذا الصدد، أضاف: "عرضت على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقترحًا لعقد مؤتمر إقليمي من هذا النوع"، دون أن يشير إلى الرد".
وبشأن الحوار الإيراني-الخليجي، قال إن "القيادات الإيرانية أكدت في اتصالاتنا معها استعدادها للحوار مع دول الخليج"، آملًا أن يُفتح حوار مباشر بينهما.
وأعرب عن أمنيته أن "تشارك مصر مع العراق في إتمام هذا الحوار المباشر (بين الخليج وإيران)".
لقاء مع النخبة المصرية
كما أكد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني، خلال لقائنا نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية المتقدمة في مصر، أن المرحلة القادمة في العراق ستشهد اندماج الكتل وطنيا لتشكيل الغالبية الوطنية الحاكمة والغالبية الوطنية المعارضة، مبينا أن الذهاب للاغلبية الوطنية مهم جدا دون الذهاب إلى الغالبية العددية التي ستؤدي إلى تفكيك داعش.
والتقي الحكيم اليوم عددا من الشخصيات السياسية والثقافية في مصر في مقدمتهم الأمين العام الأسبق للجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، ورئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف، والمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقى.
وجدد الحكيم، تأكيده على أن العراق يطوي الصفحة الأخيرة من حربه مع داعش وقدم درسا على المضمون لجميع الدول في قوته وقدرته على مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن العراق اختار مواجهة داعش بطريقة الطوق المحكم أما الاستسلام واما الموت كي لا يهددون مناطق أخرى، مذكرا بأن داعش حظي بدعم من بعض الدول وتراخ من المجتمع الدولي في تحمل مسئولياته حتى باتت بعض الدول تئن منه.
وأكد رئيس التحالف الوطني، أن أولويات العراق تتمثل بالوحدة والعروبة والسيادة وترسيخ الديمقراطية وبناء دولة المواطنة لا دولة المكونات، داعيا إلى توازن التاثير الإقليمي والدولي في العراق عادا التسوية الوطنية مقبولة من حيث المبدأ وإن اختلفت التفاصيل لكنها لم ولن تشمل داعش أو من تورط بدماء العراقيين.
الحكيم في بيت الإمام
كما التقى عمار الحكيم، شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
وقال الإمام الأكبر: إن الأزهر الشريف معنى بوحدة العراق وتحقيق المساواة بين جميع أبنائه، مؤكدًا أنه لا بد من إيجاد مساحة كبيرة من الثقة بين علماء السنة والشيعة تمثل منطلقًا للحوار بين كل مكونات الشعب العراقي، مضيفًا أن الأزهر كان ولا يزال المظلة التي يلتقى تحتها جميع المسلمين، سنة وشيعة.
وذكر الحكيم أنه بحث مع شيخ الأزهر،" السبل الكفيلة لمعالجة التطرف والأفكار المنحرفة وضرورة إصلاح الخطاب الديني وتمكين قوى الاعتدال وتعزيز التعاون بينها للوقوف بوجه التطرف، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون الوثيق بين الحوزة العلمية في النجف الاشرف والأزهر".
وأكد رئيس التحالف الوطنى العراقى، أن الأزهر منارة الاعتدال والوسطية، ودائمًا ما يتطلع العراقيون إلى التعاون والتنسيق مع هذه المؤسسة العريقة باعتبارها صوت العقل والحكمة التي تمثل المسلمين جميعًا.
كما أكد الحكيم أننا على أبواب النصر النهائي بفضل التضحيات الجسام لأبناء الشعب العراقي بكافة مكوناتهم وألوانهم، وأن الحشد الشعبي قوة وطنية يعمل بقانون ويشترك فيه كل ألوان الطيف العراقي يقاتل بيد ويقدم الخدمات الإنسانية للنازحين وأبناء المناطق المحررة باليد الأخرى".
وشدد على أن" أولوياتنا الخمسة المتمثلة بالوحدة، والعروبة، والسيادة، وترسيخ الديمقراطية، وبناء دولة المواطنة، تمثل وصفة علاج كبيرة ومهمة، وان التسوية الوطنية مشروع دولة وليس مشروع طائفة أو قومية".
وبدأ الحكيم زيارة لمصر الإثنين، ضمن جولة عربية يزور خلالها أيضًا عددًا من دول المغرب العربي، وفق تصريح لسفير العراق في القاهرة حبيب الصدر.