المبشرون بمنصب شيخ الأزهر
يرفض الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الاستقالة من منصبه، ملتزمًا الصمت الجليل إزاء حملات هجوم بعض المشايخ والإعلاميين والتي تصاعدت وتيرتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية وخاصة لتصل إلى حد التطاول على مقامه الرفيع، في وقت يؤكد فيه مراقبون أن هذا الهجوم محاولة لدفعه إلى الاستقالة تمهيدًا لتولى أحد ثلاثة المنصب خلفًا له.. فمن هم الثلاثة المبشرون بخلافته؟
(1) الدكتور على جمعة
يبرز اسم الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، كأبرز المرشحين لخلافة شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب، وتقول مصادر إن جمعة يقف خلف تيار مناوئ للطيب، ويوجه إليه سيلًا من الانتقادات اللاذعة من بينها أنه "خائف" من مواجهة التطرف ولا يتصدى لقضية تجديد الخطاب الديني وتعديل مناهج الأزهر كما ينبغي.
ويتمتع الدكتور على جمعة بعلاقات وثيقة في دوائر صنع القرار، كما أنه كان أحد أبرز الوجوه التي مهدت الطريق لثورة 30 يونيو، حيث تصدى بقوة لأفكار جماعة الإخوان وسياسات الرئيس المعزول محمد مرسي، بل إنه طالب باجتثاث الجماعة من جذورها وقطع رقاب التكفيريين.
وبحسب المصادر فإن جمعة يحتضن المشايخ المناوئين لأحمد الطيب ومن بينهم أسامة الأزهري، المستشار الديني للرئيس الذي شن هجوما ناريا على الطيب الأسبوع الماضي.
(2) أسامة الأزهري
يربط الكثيرون بين هجوم الدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني لرئيس الجمهورية والنائب في البرلمان، على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مؤخرا واتهامه له بأنه "لا يلبي نداء الوطن" وتأكيده أن تجديد الخطاب الديني "عملية متعثرة" تشبه المخاض، وأن تعامل المؤسسة الدينية مع ذلك الملف، وبين تطلعه لخلافة الإمام الأكبر في منصبه.
وتفيد المصادر أن الرئيس السيسي يعوّل كثيرا على "الأزهري" في ملف تجديد الخطاب الدينى، كما أن ثقة الرئيس فيه جعلته يسند إليه العديد من الملفات الأخرى وأهمها قضية مواجهة والتطرف والإرهاب وتثقيف الشباب دينيا، وينتظر أن يكون له دور أيضا في معاونة المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، وفقا للمصادر.
وكان الأزهري قد شن مؤخرا هجوما ضاريا على شيخ الأزهر، كما هاجم الشيخين الأزهريين الراحلين محمد الغزالي وعبدالحميد كشك بألفاظ خشنة لا تتناسب مع جلال الموت ولا مع ما لهما من قيمة، وقد فسر البعض هذا بأنه يأتى في سياق تطلعه إلى منصب شيخ الأزهر.
(3) مختار جمعة
خاض الدكتور محمد مختار جمعة، معارك عدة مع مؤسسة الأزهر حاول خلالها إظهار المشيخة بمظهر المقصر في ملف تجديد الخطاب الديني والخطبة الموحدة، ورغم أن الطيب هو من رشح جمعة لمنصب وزير الأوقاف فإن الأخير انقلب عليه مبديا نهجا مغايرا ومعارضا لأستاذه وشيخه.
ويعد "جمعة" أحد أبرز المتطلعين لمنصب شيخ الأزهر رغم نفيه أكثر من مرة تطلعه لهذا المنصب وامتداحه شيخ الأزهر بعد هجوم متقطع.
وحاول جمعة أن يقدم أوراق اعتماده بديلا وخليفة للشيخ الطيب حين أبعد عددا من مشايخ الأزهر عن عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وكان أبرزهم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الذي عزله أيضًا من رئاسة مجلس إدارة مسجد الحسين.
وخاض وزير الأوقاف حربًا ضروسًا ضد شيخ الأزهر، واتهمه بدعم أخونة المشيخة وتقريب مستشارين له ينتمون للجماعة الإرهابية، في مقدمتهم الدكتور حسن الشافعي ومحمد عمارة.