ترامب يتراجع.. لا حرب بين أمريكا وكوريا الشمالية
نشرت أمس "فيتو" خبرا بعنوان "بالصور.. استعدادات أمريكية في أستراليا للحرب مع كوريا الشمالية" مؤكدة وصول 1200 جندي أمريكي على الأقل من مشاة البحرية إلى أستراليا استعدادا لحرب عسكرية مع كوريا الشمالية. ونقلت "فيتو" عن "الديلي ميل" البريطانية أمس- الثلاثاء - أن 13 طائرة عسكرية أمريكية وصلت إلى أستراليا استعدادا للقتال، بعد تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
المؤكد أن الحرب بين أمريكا وكوريا الشمالية هي مجرد حرب كلامية. فوزارة الدفاع الأمريكية خرجت لتنفي خبر إرسال حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس كارل فينسون" وأربع قطع حربية بحرية أخرى، موضحة أن حاملة الطائرات كانت تُبحر في الاتجاه المعاكس لشبه الجزيرة الكورية، فيما أكد مصدر رسمي لصحيفة النيويورك تايمز ووكالة الأنباء الفرنسية أن حاملة الطائرات لم تبدأ الإبحار في المنطقة مطلقًا.
صحيفة "الجارديان" قللت في تحليل إخباري مما أسمته "الحرب المدمرة" المحتملة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وبخاصة بعد فشل كوريا الشمالية في إطلاق صاروخ يوم الأحد. واستمرت الجارديان قائلة: إن كلا من دونالد ترامب وكيم جونغ أون لم يتراجعا ولكنهما في الوقت نفسه لم ينفذا تهديداتهما.
الجارديان نشرت أيضا تصريحًا لجون كيري وزير الخارجية الأمريكية السابق يقول فيه إن العلاقة بين الكوريتين يمكن أن تتحسن بالمباحثات، فيما حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس كوريا الشمالية طالبا من رئيسها "ألا يختبر ترامب". وقال إن استخدام بيون يانج للسلاح النووي سيواجه بما أسماه "ردا فعالا وقويا".
المؤشرات على أن الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية لن تتعدى كونها حربا كلامية كثيرة.
أولا: من يقرأ تصريحات نائب الرئيس الأمريكي سيعرف أن أمريكا لن تبادر بأي عمل عسكري، وأنها فقط ستدافع عن أي هجوم على كوريا الجنوبية، أو على الأراضي أو القواعد الأمريكية. ثانيا، إذا كانت الولايات المتحدة تسعى لحرب مع كوريا الشمالية، لماذا سارعت بنفي خبر إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى شبه الجزيرة الكورية، بل وأكدت أنها لم تدخل هذه المنطقة من الأساس.
الضربة الأمريكية لسوريا أوحت بأن الرئيس الأمريكي لا يتردد في اتخاذ القرارات العسكرية، لكن قرار الدخول في حرب مع كوريا الشمالية يختلف عن قرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا، فترامب يقيس دائما رد الفعل الروسي، ويعرف أن روسيا لن تدخل في أي صراع عسكري مع الولايات المتحدة، من أجل عيون بشار الأسد، لكنه يعرف أن الرئيس الكوري الشمالي متهور، وأن استفزازه بأي عمل عسكري قد يؤدي لحرب لا يعرف ترامب خسائرها، وهو ما يعني أنه لن يلجأ إلى العمل العسكري إلا مضطرًا، كما أن ترامب لا يرغب في استفزاز الصين، وخاصة أن الصين تعتبر كوريا الشمالية حليفا رئيسيا وممولا رئيسيا للطعام والوقود.
الضربة الأمريكية لسوريا أوحت بأن الرئيس الأمريكي لا يتردد في اتخاذ القرارات العسكرية، لكن قرار الدخول في حرب مع كوريا الشمالية يختلف عن قرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا، فترامب يقيس دائما رد الفعل الروسي، ويعرف أن روسيا لن تدخل في أي صراع عسكري مع الولايات المتحدة، من أجل عيون بشار الأسد، لكنه يعرف أن الرئيس الكوري الشمالي متهور، وأن استفزازه بأي عمل عسكري قد يؤدي لحرب لا يعرف ترامب خسائرها، وهو ما يعني أنه لن يلجأ إلى العمل العسكري إلا مضطرًا، كما أن ترامب لا يرغب في استفزاز الصين، وخاصة أن الصين تعتبر كوريا الشمالية حليفا رئيسيا وممولا رئيسيا للطعام والوقود.
وزير خارجية الصين، يانج يي، تحدث أمس في تصريحات نقلتها شبكة الـ"إيه بي سي" الأمريكية لتهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، مؤكدا أنه لن يكون هناك فائز ولا منتصر في الحرب بين كوريا الشمالية وأمريكا.. بل إن وزير خارجية الصين عبر عن قلقه من موجات اللإجئين الذين سيتدفقون على الصين، في حالة حدوث حرب، ومن التواجد المحتمل للقوات الأمريكية والقوات الكورية الجنوبية على الحدود الصينية.
حسابات الحرب على كوريا الشمالية معقدة ومعادلاتها صعبة، وهو لا يضمن القضاء على قوة نووية يخشاها، وهو ما يعني أن مغامرته قد تكلفه الكثير، وقد تتوسع رقعة الحرب لتدخل الصين بجانب كوريا الشمالية، وربما روسيا.
ما يمكن تأكيده حاليا أن الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مجرد كلام.. كلام هدفه المحافظة على صورة ترامب وكلماته التي لا تنزل الأرض أبدا، لكن كلماته في الشأن الكوري الشمالي ستنزل هذه المرة، وربما في كل مرة.
حسابات الحرب على كوريا الشمالية معقدة ومعادلاتها صعبة، وهو لا يضمن القضاء على قوة نووية يخشاها، وهو ما يعني أن مغامرته قد تكلفه الكثير، وقد تتوسع رقعة الحرب لتدخل الصين بجانب كوريا الشمالية، وربما روسيا.
ما يمكن تأكيده حاليا أن الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مجرد كلام.. كلام هدفه المحافظة على صورة ترامب وكلماته التي لا تنزل الأرض أبدا، لكن كلماته في الشأن الكوري الشمالي ستنزل هذه المرة، وربما في كل مرة.