القوى السياسية تتساءل عن نتائج الحوار الوطنى..عصام شيحة: ضجيج بلا طحن.. جهاد عودة: لا يفرز سوى "أمنيات"
استنكرت قوى سياسية استمرار رئاسة الجمهورية فى عقد جلسات الحوار الوطنى بقصر الاتحادية، متسائلة عن نتائج الجلسات السابقة..
وأكدت أنه لا فائدة من الحوار طالما لم تتوافر فيه آليات الحوار البناء، ومشاركة الأطراف الأساسية للحوار..
واتفقت القوى السياسية على أن الهدف من هذه الجلسات هو تسجيل مواقف ضد المعارضة، وتمرير قرارات تصب في صالح الإخوان المسلمين بصفة خاصة والتيارات الإسلامية بصفة عامة.
وكانت رئاسة الجمهورية قد بدأت اليوم "الأحد"، الجلسة السادسة للحوار الوطنى، بناءً على دعوة الرئيس محمد مرسى خلال خطابه أمام مجلس الشورى أمس" السبت"، دعوته لكل الأحزاب للانضمام إلى الحوار الوطنى، وإلى المشاركة عبر مجلس الشورى والحوار الوطنى لمناقشة قانون انتخابات مجلس النواب المقبل، كى يأتى معبرًا عن كل الأطياف والأحزاب، وعن إرادة الشعب، ويحقق الحيادية ونزاهة الانتخابات.
ويُناقش فى جلسة الحوار السادسة محوران مهمان، الأول اقتراحات القوى السياسية حول قانون انتخابات مجلس الشعب، حيث يثور خلاف حول نظام القائمة، ويطالب البعض بأن تكون مفتوحة، بينما يطالب البعض الآخر بأن تكون مغلقة مثلما أجريت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، والمحور الثاني استمرار التشاور حول المواد الدستورية المختلف عليها وتعديلاتها لتقديمها إلى الرئيس مرسى ليقدمها فى وثيقة موقع عليها من الرئيس وجميع القوى السياسية إلى مجلس الشعب الجديد لطرحها للاستفتاء.
ومع تجدد دعوة الرئيس للحوار الوطنى، جددت جبهة المعارضة رفضها، مؤكدة أنه حوار إذعان يفتقر إلى الجدية – على حد تعبير بيان جبهة الإنقاذ الوطنى- كما انتقدت بشدة تركيبة مجلس الشورى الذى بات الآن جهة التشريع فى غياب مجلس الشعب المتوقع انتخابه فى غضون أشهر قليلة.
من جانبه وصف عصام شيحة، عضو الهئية العليا لحزب الوفد، نتائج الحوار الوطنى بـ"الضجيج دون طحن"، فهى حوار من طرف واحد أقرب للدردشة من الحوار، هدفها الوحيد إحراج المعارضة أمام الشارع.
وانتقد شيحة، دعوات الحوار التى بدأت بالدعوة الأولى التى أطلقها الرئيس، يوم السبت الساعة 12 ظهرًا، لكل الأحزاب والقوى السياسية والائتلافات الشبابية، للوصول إلى إجماع، وهو أمر صعب الوصول.
وقال شيحة: لم يحدث إجماع للقوى السياسية منذ عامين، فكيف يحدث هذا الإجماع في جلسة حوار؟ مشيرا إلى أن جلسات الحوار الــ5 السابقة افتقدت أجندة الموضوعات، وآلية الاتفاق وآلية التنفيذ.
وأضاف عضو الهئية العليا لحزب الوفد، أن جبهة الإنقاذ الوطنى على الرغم من تحفظها على طبيعة عمل هذه الجلسات، فإنها استجابت هذه المرة وأرسلت مقترحاتها بشأن قانون الانتخابات، حتى لا تنفرد التيارات المشاركة بالجلسات بوضع قانون يناسب أهواءها واتجاهاتها فى ظل غياب المعارضة.
بدوره أكد الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن ما يخرج عن جلسات الحوار الوطنى "أمنيات" أكثر من نتائج، مشيرًا إلى أن التوافق يعنى مشاركة أطراف عديدة فى الحوار، بينما الأطراف الرئيسية فى الحوار مازالت مقاطعة.
وأوضح عودة أن النتائج الوحيدة الملموسة فى هذه الجلسات، هو الانشقاقات فى المجتمع المصرى، التى رغم تمرير الدستور والانتهاء منه، فإنها لم تنته بعد، ولن تنته طالما فشل النظام فى تحقيق التوافق بين القوى السياسية.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن ما يتم تمريره بالإجماع في هذه الجلسات هو عبارة عن وجهة نظر فردية ولا تعبر عن رأى المجتمع، مؤكدًا أن السلطة فى النهاية نوعان توافقية و قهرية.
وأوضح جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطى، أنه طالما افقتدت جلسات الحوار الوطنى للقوى المعارضة الممثلة للشارع لسبب أو لآخر، فلن تكون هناك نتائج متوقعة من هذه الجلسات.
وقال أسعد إنه لا يمكن أن يكون هناك حوار دون توجيه الدعوة للأطراف الرئيسية المشاركة في الحوار، وذلك من خلال قائمة بأسماء هذه الأطراف ودعوات رسمية من رئاسة الجمهورية، وتحديد برنامج وأجندة للحوار شاملة الهدف الأساسى، والضمانات المؤكدة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
وأضاف أن أهم موضوع للحوار كانت مناقشة المواد الخلافية فى الدستور، ووفقًا لما صرح بها الدكتور عصام العريان بأنه لن يتم أى تعديل بشأن المواد الخلافية إلا بموافقة ثلثى أعضاء مجلس الشعب، وهو ما ينفى مصداقية وهدف الحوار الوطنى.