رئيس التحرير
عصام كامل

رؤساء أبادوا شعوبهم فكان مصيرهم الإعدام أو السجن مدى الحياة.. صدام حسين أشهر زعيم عربى يتم إعدامه.. وسفاح البوسنة ينتحر داخل زنزانته.. والمؤبد لـ"بول بوت" زعيم الخمير الحمر

جانب من محاكمة القرن
جانب من محاكمة القرن

محاكمة الرؤساء فى العالم ليست شيئا غريبًا أو لم يحدث من قبل, فكثير من الرؤساء فى العالم تمت محاكمتهم وحكم عليهم بالسجن، وقليل منهم حكم عليهم بالإعدام.


ويعد صدام حسين؛ رئيس العراق الأسبق، أشهر الرؤساء العرب، وتمت محاكمته بعد الغزو الأمريكى على العراق، وانتهت المحاكمة بإعدامه، أما زين العابدين بن على؛ رئيس تونس السابق فتم الحكم عليه فى تونس غيابيًّا بالسجن 15 عامًا, ورئيس إسرائيل السابق إسحاق كتساف تم الحكم عليه بالسجن، وحسنى مبارك؛ رئيس مصر السابق, وقد حكم عليه منذ عدة أشهر بالسجن خمسة وعشرين عامًا, ليتم الاستئناف وتعاد محاكمته, ولا زالت محاكمته مستمرة.

وكان الرئيس اليوغوسلافى السابق سلوبودان ميلوسيفيتش, الذى وُجد ميتًا فى زنزانته فى لاهاى، متهمًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة للشعب فى البوسنة والهرسك, وهو أول رئيس دولة تتم محاكمته أمام القضاء الدولى, وقبل اكتمال محاكمته والنطق بالحكم أُعلن أنه انتحر داخل زنزانته، ليكتنف الأمر المزيد من الغموض الذى يصعب تفسيره.

ومن أبرز رؤساء الدول السابقين الذين تمت ملاحقتهم قضائيًّا أو محاكمتهم عن جرائم تم ارتكابها خلال سنوات حكمهم، وخاصة من الدول العربية هو صدام حسين؛ الرئيس العراقى السابق, واتهم منذ أكتوبر 2005 من قبل المحكمة الجنائية ببغداد "بالقتل والطرد والسجن والتعذيب وانتهاك القوانين الدولية"، وأيضًا بإعدام 143 شخصًا فى بلدة الدجيل الشيعية, وبموجب قانون العقوبات، واجه صدام عقوبة الإعدام, لينفذ فيه الحكم عام 2006.
كما تم محاكمة الرئيس التشادى السابق, المنفى فى داكار منذ الإطاحة به, حسين حبرى، فى عام 2000، وأصدر القضاء البلجيكى بحق الرئيس التشادى فى ديسمبر 1990 مذكرة توقيف دولية, استنادًا إلى شكوى رفعها ثلاثة بلجيكيين من أصل تشادى تتهمه بارتكاب "انتهاكات خطيرة" لحقوق الإنسان إبان توليه الحكم بين عامى 1982 و1990.
وعارض الاتحاد الأفريقى تسليمه، وطلب إنشاء لجنة من خبراء قانون أفارقة لإيجاد حل قانونى لوضعه فى أفريقيا.
أما تشارلز تايلور- رئيس ليبيريا- فقد وجهت محكمة الأمم المتحدة الخاصة بسيراليون لرئيس ليبيريا السابق تهمًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ليحاكم عن الجرائم التى اقترفها خلال الحرب الأهلية (1991 - 2001)  التى راح ضحيتها 300 ألف شخص, ويعيش تايلور فى المنفى فى نيجيريا منذ أغسطس 2003 بعد أن وافق على مغادرة ليبيريا بفعل ضغوط المتمردين والأسرة الدولية، مما وضع حدًّا لسلسلة من الحروب الأهلية استمرت 14  سنة (1989-2003).
أما منجستو هايلى مريام- الرئيس الإثيوبى- الذى تولى السلطة من 1974 إلى 1991, وكان يحاكم غيابيًّا فى إطار قضايا "محاكمات الرعب الأحمر"، الفترة التى قام خلالها "نيجوس الأحمر" بإعدام وخطف عشرات الآلاف من الإثيوبيين، واتهم منغيستو بالإبادة وجرائم ضد الإنسانية"، وعاش فى المنفى فى زيمبابوى منذ سقوط نظامه.
أما موسى تراورى- رئيس مالى السابق- فقد حكم عليه بالإعدام مرتين لارتكابه "جرائم سياسية" فى عام 1993 ، ومع زوجته مريم عن "جرائم اقتصادية" فى 1999, لكن أعفى عنهما فى 2002 ، وكان قد أطيح بتراورى عام 1991 خلال ثورة شعبية بعد حكم استمر 23 عامًا.
أما الدكتاتور أوجوستو بينوشيه الذى حكم من 1973 إلى1990- الرئيس التشيلى السابق-  ففى ديسمبر 2000 وجه القضاء التشيلى له تهمة خطف وقتل معارضين سياسيين، ثم أغلق الملف فى الأول من يوليو 2002، باعتبار أن بينوشيه يعانى من مشاكل نفسية لا تسمح له بالدفاع عن نفسه، ثم رفعت محكمة استئناف سانتياجو عنه الحصانة فى "ملف كولومبو" الذى يتعلق بقتل وتعذيب ناشطين شيليين من اليسار المتطرف عام 1975.
وتم توقيف الجنرال مانويل نورييجا- الذى حكم بنما منذ 1984- إثر التدخل الأمريكى ضد نظامه فى 1989، وحكم عليه عام 1992 فى الولايات المتحدة بالسجن أربعين سنة بتهمة المتاجرة بالمخدرات, وهو يمضى عقوبته التى خفضت إلى ثلاثين سنة، فى سجن فى ميامى.
أما "شون دو هوان" و"رو تا وو" رئيس كوريا الجنوبية فقد حكم عليه بالإعدام فى 1996  بسبب الانقلاب العسكرى الذى نفذه 1979 وقمع تظاهرة فى كوانجو, أسفر عن مقتل 200 شخص فى 1980, وخلال المحاكمة ذاتها حكم على الجنرال "رو تا وو" الذى خلفه أواخر 1987 بالسجن 22 سنة بتهمة الفساد، وللدور الرئيسى الذى اضطلع به فى قمع التظاهرة، وأعفى عنهما أواخر 1997.
وحكم على جورج بابادوبولوس؛ قائد المجموعة العسكرية الحاكمة فى اليونان فى الفترة من 1967 إلى 1974 بالإعدام عام 1975, بتهمة "الخيانة العظمى"، وتم تخفيف هذه العقوبة إلى السجن مدى الحياة, وتوفى بابادوبولوس فى 1999.
أما الرئيس الرومانى تشاوشيسكو، وبعد 24 عامًا من الحكم الديكتاتورى أُعدم الرئيس نيكولاى تشاوشيسكو الذى أطيح به فى ديسمبر 1989، وتمت محاكمته مع زوجته، وبعد محاكمة سريعة قامت بها محكمة عسكرية استثنائية، وأعدم بتهمة الإبادة وتدمير ممتلكات الاقتصاد الوطنى.
أما بول بوت- زعيم الخمير الحمر فى كامبوديا فى الفترة من 1975 وحتى 1979- فقد تم توقيفه لمسئولية قتل نحو مليونى شخص خلال حكم الرعب الذى ساد فى عهد الخمير الحمر فى كامبوديا, وتمت محاكمته بتهمة "الخيانة", وحكم عليه بالسجن المؤبد على يد رفاقه القدامى خلال "محاكمة شعبية" فى 1997, وتوفى بول بوت فى أبريل عام 1998.

الجريدة الرسمية