تأملات في قيامة السيد المسيح
لا شك أن قيامة السيد المسيح له المجد كانت معزية لتلاميذه، وكانت لازمة لهم لتثبت إيمانهم ولبناء الكنيسة، وآمنوا أنهم أيضًا سيقومون بعد الموت فمنحهم كل هذا العزاء في حياتهم وجعلهم أقوياء لا يخافون من الموت.. وفى هذه المناسبة المجيدة نتأمل معًا في فرح القيامة وأناجيل وآحاد الخماسين المقدسة التي تنقلنا من فرح إلى فرح..
فنجد أحد القيامة هو اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ونبتهج فيه، ففرح القيامة يهزم كل حزن داخلنا، فرح القيامة يبدد خوفنا ويغيرنا ولا يجعل الشك يقتل هذا الحب بل نتأكد ونثق أن الرب قد قام فعلًا.
في أحد توما وهو الأحد الأول بعد قيامة فادينا الحبيب..
"لو 20: 19-31" تأكيدًا للقيامة فهو يؤكد أن الآلام سوف تنتهى مهما كانت مريرة والأيام سوف تنطوى مهما طالت نثق أن المخلص المصلوب على عود الصليب هو الرب يسوع الذي سيأتى مهما كانت أبواب قلوبنا مغلقة، وليؤكد لنا قيامته المفرحة.
وفى الأحد الثانى من الخماسين المقدسة وهو أحد الثبات في القيامة "يو6: 35 – 40 " وفيه يتكلم القائم من بين الأموات عن المن النازل من السماوات، فهو سر ثباتنا –الخبز الحى الذي يقودنا في أرض الغربة حتى نصل إلى أرض الموعد– الخبز الحى الذي يعطينا الحياة مهما أحاط بنا الموت –موت الخطية ومحبة العالم– نحتاج للثبات في المسيح القائم، لذا أعطانا دائمًا ذبيحة جسده ودمه الطاهر لثباتنا فيه.
وفى الأحد الثالث للخماسين المباركة وهو أحد الرجاء في القيامة "يو4: 1-42" نجد أن السامرية انتصرت على موت الشهوة والخطية برجائها في المسيح "المسيا" وتركت الجرة أجرة الخطية وذهبت كأول مبشرة للمسيحية – كان رجائها العظيم في مغفرة الله لها – فهو السبب الرئيسى في توبتها، فما أعظم أن نتمسك بالرجاء في المسيح الذي هو خوذة الخلاص كما يسميه بولس الرسول، ويكون نظرنا نحو السماء ونعيش على الأرض كغرباء لكي ننتصر على الموت ونكون أحياء.
في الأحد الرابع من الخماسين المقدسة نجد أيضًا نو القيامة "يو12 35 – 50" فرجاؤنا في المسيح نجد أنفسنا نسير في النور الحقيقى لأن ظلام الشيطان يرفض رجاء الإيمان، أن النور الذي يضيء فينا مهما كان ضعيفًا.. لا يستطيع ظلام الشيطان ولا ظلام العالم كله أن يطفئه.. ولا ننسى ما قيل عن المسيح له المجد "فتيلة مدخنة لا يطفئ، وقصبة مرضوضة لا يقصف".
وفى الأحد الخامس من الخماسين المقدسة نجد طريق القيامة "يو 12: 35 – 50 " طريق قال عنه القائم من بين الأموات "فسيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" ويقول لنا من يسير في نور قيامتى بالتأكيد سيستمر في طريق القيامة.. لأن طريق القيامة مليان أنوار، فالقديسون الذين سفكوا دماءهم من أجل حبيبهم أصبحوا هم أيضًا أنوارا بحيانهم ونياحتهم، كانوا كالكواكب في ملكوت أبيهم على الأرض وأصبحوا هكذا في ملكوته السماوى في الفردوس وعند مجيئه في ملكوت السموات، لننظر إليهم في إيمانهم ونتمثل بحياتهم ونخرج على أثرهم وهو طريق يسوع الذي صاروا فيه بلا رجوع فعذبوا واستشهدوا وكانوا بشهادتهم شموع أنارت الطريق لكل من يريد أن يسير في طريق القيامة الذي هو طريق الفرح.
الأحد السادس نجد سلام القيامة "يو 16: 23 – 33" سلاما يتحدى اضطراب العالم وفرح يتحدى أحزان العالم، وعندما نسير في الطريق المملوء بالأنوار سنجد أنفسنا في سلام كامل لا متاعب ولا أخطار سنجد لساننا ينطق ويقول أطلق عبدك بسلام لأننا عشنا بسلام وصرنا في طريق الأنوار، وكان رجائى سر ثباتى وتأكيد قيامتى فيك وحياتى فأفرح فرح لا ينطق به ومجيد، وهكذا رأينا أن أيام الخماسين المقدسة كلها أفراح، وأحاد الخماسين المباركة تدور حول القيامة كحياة فرح دائم في الله، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب فلنفرح معهم ولنلبس الزينة الفاخرة الروحية ولنمجد بكل قلوبنا قيامة فادينا القدوس.. المسيح قام.. بالحقيقة قام.