ألغام «سعيد» لوزير النقل الجديد.. أزمة «القطار المكهرب» تورط «عرفات» مع الشركات الصينية.. «القرار 800» يربكه.. أموال البنك الدولي «فخ جديد».. والتخطيط
«الفخ الفرعوني» مكيدة صنعها الفرعون بالقرب من مقبرته لاصطياد اللصوص، والأمر ينطبق على وزراء مصر الحاليين، فهم ليسوا أقل من الفراعنة في شيء، ومعظمهم لا يتركون مواقعهم قبل تفخيخ الكرسي، وصناعة عشرات المكائد والمطبات الصناعية في طريق الوزير القادم.
يرحل الوزير وتبقى المشروعات والخطط العامة للوزارة في كافة دول العالم ليستكملها الوزير الذي يليه، عكس مصر والتي يأتي فيها الوزير ليرث مشكلات سابقة.
فخ الجيوشي لـ سعيد
وزير النقل السابق الدكتور جلال سعيد ورث من الدكتور سعد الجيوشي الوزير الأسبق، أزمة كبيرة حاول عدة مرات أن يجد لها حلًا لكنه لم يتمكن من حلها، وكانت أبرز الأزمات التي ورثها السعيد هى الخط المكهرب للقطارات من السلام للعاشر، والذي كان من المقرر أن تنفذه الصين، بالإضافة لأزمة مصنع القطارات، بعد أن ألغى "الجيوشي" المشروعين، وتسبب في أزمة بين مصر والصين.
فخ السعيد لـ عرفات
هشام عرفات وزير النقل الجديد، ما إن تسلم الوزارة حتى فوجئ بالعديد من النقاط الملتهبة والتي تهدد كرسي الوزارة، وكانت أبرز الأزمات التي قابلت وزير النقل الجديد وورثها من الوزراء السابقين أزمة تذاكر المترو.
أزمة تذاكر المترو
أزمة تذاكر المترو تهرب منها العديد الوزراء، بداية من الدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل الأسبق، والمهندس هاني ضاحي، والدكتور سعد الجيوشي، والدكتور جلال سعيد، حتى اصطدم بها الدكتور هشام عرفات، ليقرر بين ليلة وضحاها زيادة أسعار التذاكر الخاصة بمترو الأنفاق من جنيه إلى 2 جنيه.
أزمة قراري 488 و800
وتعد أزمة القرارات الخاصة بتنظيم العمل بالنقل البحري والخاصة بزيادة الرسوم على السفن من أخطر القرارات التي اتخذها الدكتور جلال سعيد وزير النقل قبل رحيله عن الوزارة، والتي أسهمت في هروب العديد من الخطوط الملاحية من مصر، وأدت في النهاية لتوريط الوزير الحالي.
أزمة الشركات الصينية
الشركات الصينية كانت كلمة السر في إقالة الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل الأسبق، بعد إلغاء مشروع القطار المكهرب بين السلام العاشر، والذي كانت ستنفذه شركة أفيك الصينية، وبعد إقالة الجيوشي تم ترحيل ملف القطار المكهرب للوزير السابق الدكتور جلال سعيد، الذي ظل يبتعد عن الملف، وبدوره رحلَّه للدكتور هشام عرفات ليصبح فخًا جديدًا للوزير الحالي.
أزمة أموال البنك الدولي
من الأزمات التي تهاجم وزير النقل الجديد الدكتور هشام عرفات، وتعد اختبارًا قويًا له هى أزمة الـ155 مليون جنيه التائهة بين البنك الدولي ووزارة النقل، والمرحلة من عهد الدكتور جلال سعيد إلى وزير النقل الحالي، والتي سبق وقالت الوزارة إنها بصدد العمل على إعادة الأموال المجمدة لحساب عدد من المشروعات بالتعاون مع البنك الدولي، ولم يتم التحرك في هذا الصدد.
خطة عرفات
الخلفية الأكاديمية الهندسية للدكتور هشام عرفات، قد تكون لها تأثير كبير عليه، أدت لكونه وزيرًا غير صدامي ويخطط للتعامل مع القضايا كل على حدة بعيدًا عن الإعلام، على أن يفاجئ الإعلام بالقرار الأخير في كل ملف دون أي ضجة قد تفسد تحركات الوزير.
وأبرز القضايا التي تؤكد إستراتيجية الوزير الجديدة هى قضية تذاكر المترو التي فاجأ الوزير الرأي العام بمضاعفة الأسعار.
الوزير الجديد درس ملف تعويضات شركات المقاولات في سرية، ودرس المتأخرات الخاصة بهم، وأنهى عددًا كبيرًا من مشكلاتهم تمهيدًا لبدء العمل بالمشروعات المتأخرة، مما يؤكد أن الوزير عازم على التصدي وبقوة للمشروعات المعطلة في كافة القطاعات.
الشركات الصينية
ومن المقرر أن يفتح الوزير الجديد قنوات اتصال مباشرة مع الشركات الصينية سرًا للعودة لإحياء المشروعات الخاصة بالقطار المكهرب بين السلام والعاشر، على أن يعدل مسار القطار ليمر بالعاصمة الإدارية، ويسهم في تسهيل الربط بين العاصمة القديمة والجديدة.
أعباء كثيرة
من ناحية أخرى، قال طارق بلال رئيس الميناء البري التابع لوزارة النقل، إن المشروعات المعلقة لا بد أن يتم حسمها وبشكل سريع لإعطاء النقل دفعة قوية تمكن الوزارة من النجاح خلال السنوات القادمة.
وقال إن بعض المشروعات التي يتم ترحيلها من وزير إلى آخر تتحول أعباء كبيرة تعوق الوزير الجديد، ولكن في حالة نجاح الوزير في التعامل مع هذه المشكلات يتحول إلى قوة تدعم موقع الوزير وتمكنه من إدارة كافة ملفات الوزارة فيما بعد بقوة.
وشدد «بلال» على أن الوزير الجديد للنقل من أقوى الوزراء، وفي حالة قدرته على التعامل مع ملفات الموانئ الجافة والنقل البحري والسكك الحديد سيتمكن من البقاء لفترة طويلة بوزارة النقل.