رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ بجامعة تكساس يكشف العلاقة بين أعياد الفصح والقيامة والربيع

جامعة تكساس
جامعة تكساس

نشر الدكتور برنت لندو أستاذ الدراسات الدينية بجامعة تكساس مقالة علمية على موقع conversation يشرح فيها أصل عيد القيامة واحتفالات الربيع "عيد شم النسيم".


عيد القيامة
وقال لندو في مقاله إن عيد القيامة هو احتفال مسيحي يقع بعد الاعتدال الربيعي، وأشار إلى أن أبحاثه أظهرت تطورًا في الاحتفال بعيد القيامة على مر القرون، وأنه تتداخل فيه العناصر المسيحية وغير المسيحية.

أضاف لندو، أن الأعياد الكبرى في المسيحية لها اتصال بتغيير المواسم، فمثلًا احتفال عيد الميلاد يكون في 25 ديسمبر هو تاريخ الانقلاب الشتوي وفقًا للتقويم الروماني، واعتبرت الكنيسة هذا التوقيت رمزًا مثاليًا لولادة "النور من العالم" كما جاء في إنجيل يوحنا.

الاعتدال الربيعي
ويبدأ عيد القيامة في فترة الاعتدال الربيعي، فتكون هناك فترات يتساوى فيها الليل والنهار، وتنتهي الأيام الباردة، فالربيع يعني عودة الحياة للنباتات والأزهار هو ما يعطي رمزية الحياة الجديدة والولادة الجديدة، فكان من الطبيعي الاحتفال بقيامة المسيح في هذا الوقت من السنة.

وتعود تسمية عيد القيامة "Easter" بهذا الاسم إلى اسم آلهة اوستر في إنجلترا، وكان هناك احتفال بها في بداية الربيع، وكانت الإشارة الوحيدة إلى هذه الآلهة في كتابات راهب البريطاني، يبقي عيد easter يشير إلى قيامة السيد المسيح من الموت.

عيد الفصح اليهودي
ويوافق احتفال بعيد القيامة المسيحي الاحتفال بعيد الفصح اليهودي وفقًا للكتاب المقدس، فعيد الفصح اليهودي هو مهرجان تحرير الشعب اليهودي من العبودية على يد فرعون في مصر كما ورد في سفر الخروج بالتوراة، ولا يزال أهم مهرجان موسمي يهودي، يحتفل به اليهود في أول قمر كامل بعد الاعتدال الربيعي.

في عصر السيد المسيح كان لعيد الفصح اليهودي أهمية خاصة، وكان الشعب اليهودي وقتئذ تحت استعمار الرومان، وكان اليهود يحجون إلى القدس كل عام على أمل تحريرهم من الاستعمار الروماني، قد احتفل السيد المسيح بعيد الفصح مع تلاميذه، ودخل القدس في موكب انتصاري استقبلته الجموع حاملين السعف، هو ما يحتفل به المسيحيون حاليًا بـ "أحد السعف".

ودخل المسيح إلى المعبد اليهودي وقام بتطهيره من الصرافين، ثم تلى ذلك إعدام السيد المسيح في الجمعة الحزينة، إلا أن بعض تلاميذه اعتقدوا أنهم رأوه حيًا بعد وفاته، وتوفى السيد المسيح خلال عيد الفصح، فكان من المنطقي الاحتفال بعيد القيامة وعيد الفصح اليهودي معًا.

واجتمع مجلس القادة المسيحيين "مجمع نيقية" في 325م وقرر المجلس أن احتفال بعيد القيامة يوم الأحد، وتميل هذه الاحتفالات الدينية إلى التحول إلى مهرجانات لعيد الربيع، ويستخدم البيض المزخرف كجزء من مهرجان عيد الفصح، نظرًا للرمزية الواضحة للحياة الجديدة، وهناك كمية كبيرة من الفولكلور تحيط بعيد القيامة.
الجريدة الرسمية