رئيس التحرير
عصام كامل

علي المصيلحي.. كوميديان داخل وزارة التموين «تقرير»

الدكتور على المصيلحى-
الدكتور على المصيلحى- وزير التموين

خفة الظل لا تفارق الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، التي يسطرها في قالب كوميدي مرتديًا جلباب الأداء التمثيلي الجاد وليس اللهو ضاربًا عرض الحائط بكل البروتوكولات التي يعمل بها الوزراء، معتقدًا أن هذه الطريقة تعد وسيلة لكشف الحقيقة أو تحقيق الردع لمن يحاول طرح أسئلة لا تجد هوى في نفس المصيلحى وإن كانت وسيلة للخروج من المواقف الصعبة على حد وصف الخبراء.


وتتعدد المشاهد التمثيلية التي يخرج بها وزير التموين على النص سواء في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها بمقر الديوان العام للوزارة أو المشارك فيها بالفنادق أو الجولات التي يقوم بها لمتابعة المنافذ التموينية، ولعل الأزمات تجعل الوزير الذي جاء منقذًا للوزارة أكثر حدة في الرد على التساؤلات التي يوجهها له مندوبو وسائل الإعلام أو شركاء الوزارة من الجمعيات الأهلية العاملة في مجال حماية المستهلك.

أول مؤتمر صحفى
لم يكن وزير التموين في أول مؤتمر صحفى له بالوزارة هادئ الطبع في بداية سلم التعارف مع الإعلام لكنه شن بطريقته الكوميدية هجومًا على كل صحفى وجه له سؤالا.

وما أن بدأ الوزير يتلقى الأسئلة من مندوبي الصحف بالوزارة، حيث كان لكل منهم نصيب من الجانب الكوميدى للدكتور على المصيلحى بعد أن نعتهم بأوصاف متباينة فمنهم من قال له معترضا على طريقة الأسئلة "أنت الأستاذ نقدى" وقال لثاني "انت نايم" ولثالث "فين السؤال" ولرابع "انت عندك كم سنة" لدرجة أن من طرحوا الأسئلة للوزير لم يتجاوزوا أصابع اليدين من الحضور مع أن قاعة المؤتمر كانت حاشدة بجميع وسائل الإعلام بعد أن خشى الكثيرون أن يكون لهم نصيب من رد الوزير الذي لا يروق لهم سواء كانت إبالقول أو بحركات تمثيلية صامتة أو النظر للشمال أو اليمين مع تحريك اليدين دون كلام.

أزمة الكارت الذهبى
كان وزير التموين متجهمًا بعد أزمة تحديد 500 رغيف للكارت الذهبى الذي ترتب عليه اندلاع التظاهرات في عدد من المحافظات ليدعو المصيلحى إلى مؤتمر صحفى عاجل في المساء كان فيه هادئا لكشف الحقائق، ورغم سخونة الموقف كان للكوميديا حظ من الوجود في مخيلة الوزير الذي ترك مكانه على المنصة بعد قال أن قال له أحد المشاركين بالمؤتمر إن بطاقة الكارت الذهبى تم حذفه منها وأنه على قيد الحياة فقال له الوزير "أحييك".

اليوم العالمى للمستهلك
بعد أن ألقى وزير التموين كلمته في الاحتفال باليوم العالمى لحقوق المستهلك الذي عقد فعالياته في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة وفتح باب الأسئلة طرحت عليه أحد رؤساء جمعيات المجتمع المدنى بالإسكندرية سؤالا عن المقررات التموينية وتثبيت الأسعار فانفعل المصيلحى وترك مكانه بالمنصة وذهب إلى موجهة السؤال وقال لها "هو فيه مقررات تموينية مين اللى قالك كده وانت رئيس جمعية كيف تنشرين الوعى وأنت لا تعرفى الحقائق" وسط حالة من الدهشة والاستغراب سيطرت على عدد كبير من جموع الحاضرين بالمؤتمر.

لم يكن المشهد الكوميدي بعيدًا أيضًا عندما قالت سيدة للوزير: "كيلو الطماطم بـ 15 جنيه ياوزير التموين"، فرد عليها مبتسمًا ليمتص غضبها وسط الكثير من المواطنين الموجودين بمجمع صرف مقررات البطاقات التموينية قائلا: "تعالي وحجيبلك كيلو الطماطم بـ 8 جنيهات.. انت مش فلاحة اطبخى بالصلصة"، كما احتد أحد المواطنين على الوزير رافعًا صوته من غلاء الأسعار، فلم يكن من الوزير إلا أن ينادي عليه أثناء تسجيله مع أحد الفضائيات داخل المجمع الاستهلاكى وقال له: "تعال أقف معايا وأنا حقولك"، وأخذ الوزير يقنع المواطن عن جاهزية الوزارة لخفض الأسعار، الأمر الذي لقي استجابة من المواطن الثائر".

كوميديان في ثوب جاد
وكشف المحامي محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" أن وزير التموين شخصية فريدة من نوعها وقادرة على امتصاص غضب أي شخص، وله خبرة كبيرة في ملف التموين منذ أن كان وزيرا قبل ثورة 25 يناير، بجانب كونه رئيس لجنة الاقتصادية بالبرلمان سابقا بعد توليه حقيبة التموين.

وأوضح أن الأداء التمثيلي أو المسرحي للوزير في بعض الأحيان أكثر إقناعا لتوصيل الحقائق إلى المواطنين أو السائلين من وسائل الإعلام خاصة أن "المصيلحى" يتصف بخفة ظل منقطعة النظير وفى نفس الوقت فهو وزير جاد يعرف أوجاع الوزارة ومنافذ الفساد لإصلاحها، كما أن له رؤية ذات أفق كبير لحل المشكلات المزمنة التي جثمت على التموين لفترات طويلة.

يتبعها الرؤساء والوزراء
كما أضاف الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم، أن الجانب الكوميدى يتبعه الكثير من بعض رؤساء الدول وليس الوزراء فقط بهدف الخروج من المواقف المحرجة، مشيرًا إلى أن المواقف الكوميدية للوزير تتطلب مهارة وثقة في النفس.

وأوضح أن الوزير إنسان في نهاية الأمر يتعايش مع ظروف المجتمع والمواقف بروحه وليس بصفته أو المناصب التي يشغلها وتكون استجابته للمواقف الطارئة بطريقة طبيعية دون تكلفة.
الجريدة الرسمية