رئيس التحرير
عصام كامل

تراجع دخل تركيا من السياحة

فيتو

عشية الاستفتاء على توسيع صلاحيات الرئيس التركي، يتملك الخوف الكثير من السياح الألمان. غير أن السياح الذين يترددون باستمرار على تركيا لقضاء إجازاتهم لا يزالون على العهد..


في فبراير الماضي قضت بيربل كونتسل إجازاتها في تركيا. لم يردع السيدة، ذات 56 عامًا والمنحدرة من مدينة ماغديبورغ، الوضع الأمني ولا التوترات السياسي عن التوجه لتركيا. بيربيل من عشاق تركيا؛ فهي تستجم ومنذ ست سنوات على الشواطئ التركية. وتقول السيدة إنّ ما يجعل تركيا مقصد لقضاء العطل هو "الطعام والطقس والأسعار المناسبة".


زوار أقل
بلا ملل يروج منظمو الرحلات السياحية لبضاعتهم. عنوان حملتهم الترويجية هو الأسعار الرخيصة: "بنقود أقل، نسبيًا، يقضي زبائننا إجازة ممتعة. والزبائن راضون، كما كان الحال في السابق"، تقول كاترن روتر بانتزكي من مكتب السياحة والسفر ضger Tours. مؤكدة أنّ مكتبهم هو الأكبر في ألمانيا الذي ينظم رحلات سياحية إلى تركيا.


تراجعت دخول تركيا من السياحة في العام المنصرم بنسبة 30 بالمائة. ويعود سبب التراجع إلى الخوف من وقوع هجمات إرهابية. توقف الركود في قطاع السياحة التركي منذ مطلع العام الجاري، ولكن يبدو أن التحسن طفيف: "نرى أن الموسم السياحي سيكون إيجابيًا"، تقول كاترن روتر بانتزكي، كاشفة أنه ولحد الآن تم تسجيل حجوزات سياحية في مكتبهم أكثر من هذا الوقت في السنة الماضية.


نصف السائحين
إلى النصف تراجعت أعداد السائحين إلى تركيا لدى شركة TUI السياحية الألمانية. وتعد الشركة أكبر شركة من نوعها في أوروبا ففي الحالة العادية يكون هناك مليونا سائح إلى تركيا، أما في عام 2016 فلم يقصدها سوى مليون"، حسب ما أعلنه المتحدث باسم الشركة كوزي ألكسندر إيزنر. 


توجه كثيرون إلى مقاصد سياحية أخرى كإسبانيا واليونان والكاريبك أو الرأس الأخضر، الذي يقع في المحيط الأطلسي وغرب السنغال، إلا أنّ تركيا تظل، وكما كانت سابقًا، مهمة للشركة السياحية الألمانية TUI: "رغم كل ذلك ما يزال مليون سائح يقصدون تركيا. ومن هنا فإن ذلك البلد يبقى واحدًا من أكثر الوجهات السياحية التي يقصدها زبائننا. وحتى الآن وصلت الحجوزات في عام 2017 إلى مستوى العام الماضي".


وبإمكان الشركات السياحية الكبرى كشركة TUI وسلاسل الفنادق الكبرى تحمل هذا التراجع الكبير في أعداد السياح، غير أنّ الحال ليس كذلك بالنسبة للشركات والمكاتب السياحية والفنادق الصغيرة.


خطر المقاطعة
"سُلب مصادر رزق كثير من الناس"، تقول صاحية نُزل سياحي على شواطئ زيدا التركية، فضلت عدم الكشف عن اسمها. وقد مر على صاحبة النزل، الألمانية المولد والمقيمة منذ 30 عامًا هناك، كثير من أزمات قطاع السياحة التركي، مثل تلك خلال حروب الخليج (الأولى والثانية). غير أنها تقول أنه لم يمر عليها أسوء من هذه الأزمة. وحسب ما تقول السيدة صاحبة النزل فإن الزبائن المعتادين هم فقط من يقصدون تركيا كسائحين. وتعتقد أنه وفي الوقت الحالي فإنّ كثيرًا من السواح الألمان لا يقصدون تركيا؛ ظنا منهم أنهم بذلك يعبرون عن موقفهم تجاه أردوغان. وترى أنّ هذا الأمر خاطئ، تمامًا مثل مقاطعة المحال والشركات التركية في ألمانيا، وتضيف: "ذلك الأمر قد يعود بالضرر على الناس الخطأ".


وتعاني الحانات والنزل الفندقية الصغيرة والشركات الصغرى-ومنذ سنوات- من المنافسة الشرسة من الشركات السياحية الكبرى، والتي تقدم عروضًا مغرية تشمل كل الخدمات. مما يفاقم الأزمة.


حياة الزائر اليومية
يملك كوريا كافيدار مكتبًا سياحيًا في أنطاليا لإدارة أعمال شركةTUI في تركيا. الحياة اليومية بالنسبة للسائح لم تتغير؛ حيث لا يلمس على الأقل في المناطق السياحية، أي آثر للتوترات السياسية أو للمشكلات الاقتصادية، حيث لا محال مغلقة ولا مشكلات بالبنى التحتية. يمكن العثور على بعض الفنادق المغلقة، إلا أن ذلك يعود إلى اعتبارات مرتبطة بالمواسم السياحية.


رغم كل شيء هناك نقص بعدد السواح. والحجوز الفندقية ضعيفة. ويأمل العاملون في قطاع السياح بتحسن الحال مع الموسم السياحي ويعملون على تحسين جودة الخدمات: "ترعى الفنادق الزبائن على نحو غير معتاد. كل زبون، يأتي إلينا، ذو قيمة كبيرة بالنسبة لنا".


تنبيهات الخارجية الألمانية
وبالنظر إلى استفتاء السادس عشر من أبريل تنصح وزارة الخارجية الألمانية بـ"الابتعاد عن كل الفعاليات السياسية وبشكل أساسي من كل التجمعات البشرية الكبرى". وتتوقع وزارة الخارجية أن تقع توترات سياسية واحتجاجات ضد ألمانيا وضد السياح الألمان.


تلقت بيربل كونتسل قبل سفرها لتركيا تنبهًا بالابتعاد عن الحواضر الكبرى والتجمعات البشرية الضخمة. غير أنها وجدت في المكان الذي قضت فيه إجازتها الأمور "طبيعية جدًا". وتخطط أن تعود لهناك في أكتوبر المقبل. قائلة "لا يتملكني خوف من أن يقع لي مكروه؛ فالناس المعتادون على قضاء عطلاتهم في تركيا سيواصلون فعل ذلك".

كريستينا دايكه/خ.س

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية