حيثيات حكم «اضطهاد مديري المدارس».. موظفو «متابعة وزير التعليم» يورطون المديرين.. لفقوا اتهامات لأبرياء للإطاحة بهم من وظائفهم.. طالبوا باستبعاد مدير مدرسة المقطم
أكد حكم قضائي صادر عن مجلس الدولة في القضية رقم 266 لسنة 58 قضائية، قيام رئيس وأعضاء إدارة المتابعة بمكتب وزير التربية والتعليم للمتابعة بتلفيق الاتهامات للأبرياء، واضطهاد مديري المدارس عن طريق تقديم معلومات مغلوطة للوزير بقصد الإضرار بهم واستبعادهم من وظائفهم بدون وجه حق.
مدرسة المقطم
قالت المحكمة إن عادل عقبي عبد الحميد، مدير مدرسة المقطم للتعليم الأساسي التابعة لإدارة الخليفة والمقطم التعليمية، تعرض لظلم واضطهاد من الإدارة العامة للمتابعة بوزارة التربية والتعليم تمثل في عرض تقرير تضمن بيانات مغلوطة لوزير التربية والتعليم أدت إلى استبعاده من وظيفته كمدير للمدرسة لحين انتهاء التحقيقات بالمخالفة لما انتهت إليه وكيل أول وزارة التعليم بالقاهرة، من نقله في حالة ثبوت تجاوزات منه، وذلك بإجراءات يشوبها التدليس والغش على إثر تقدم إحدى المدرسات بشكوى ضده، مما حدا به إلى التقدم بشكوى ضد المتابع سامي فاضل عبد الرحمن للذود عن حقه مما آثار انفعاله بعدما استشعر عدم حيادية وزارة التربية والتعليم في بحث شكواه ومحاباتها للمدرسة ونقله والتنكيل به.
المساءلة والعقاب
أضافت المحكمة أن ما نسب إلى عادل عقبي، مدير المدرسة من أنه تحدث بأسلوب غير لائق وبصوت عال مع جمال عبد العال، مدير مكتب وزير التربية والتعليم للمتابعة كان نتيجة انفعال طبيعي مما حاق به من ظلم فج مما جعله يضرب بيده على وجهه من شدة انفعاله، ومن ثم فإن ما صدر لا يعد ذنبًا إداريًا يستوجب المساءلة والعقاب خاصة وأن ما صدر عنه لم يتضمن أية ألفاظ أو عبارات تندرج تحت مفهوم السب أو القذف أو حتى تتضمن عبارات مشينة أو غير لائقة ومن ثم فإن تلك العبارات والألفاظ الصادرة عن مدير المدرسة "أنا لا أبالي شيئا وعندي استعداد أشتكي الوزير نفسه" وقت انفعاله هي عبارات طبيعية لا تكفي لإدانته وتوقيع العقاب عليه.
طمس الحقائق
وأكدت أن سامي فاضل تعمد طمس الحقائق، حيث قام بإعداد مذكرة ببحث شكوى المدرسة والتي تتضرر فيها من تعنت مدير المدرسة عادل عقبي معها، وأشارت مديرة تعليم القاهرة على تلك الشكوى بالإحالة إلى الشئون القانونية بالمديرية للتحقيق فورًا واتخاذ قرار فيها قبل بداية العام الدراسي وأوصت باستبعاد مدير المدرسة في حال ثبوت تجاوزه مع المدرسين، ولم يتم التحقيق معه تنفيذًا للتأشيرة، فحرر سامي فاضل مذكرة أخرى للعرض غير الأمين على الوزير، انتهى فيها إلى أنه بعرض المذكرة على مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة أشرت عليها "يحول الموضوع إلى الشئون القانونية بالمديرية للتحقيق فورًا واتخاذ قرار فيها قبل بداية العام الدراسي ويستبعد مدير المدرسة "عادل عقبي" في حال ثبوت تجاوزه مع المعلمين والمدرسة"، وانتهى متابع الوزارة سامي فاضل في خانة رأي المتابع المعروضة على وزير التعليم إلى التفضل بالموافقة على تكليف مديرة تعليم القاهرة بتنفيذ توصيتها باستبعاد مدير المدرسة حتى تنتهي التحقيقات بالمديرية بالمخالفة للحقيقة.
أسباب الحكم
وجاء بأسباب الحكم أن النيابة الإدارية استندت في إدانة مدير المدرسة إلى شهادة مدير عام مكتب وزير التعليم للمتابعة وآخرين من مرؤوسيه رغم قيام مدير المدرسة بتقديم شكوى ضدهم ويكون مسلكهم يثير الشك والريبة على ما حرروه ضد مدير المدرسة بالنظر إلى الظروف والملابسات التي سبقت الإدلاء بشهادتهم فضلًا عن كونهم خصوما له ومن ثم لا تطمئن المحكمة إلى شهادتهم.
براءة عقبى
وانتهت المحكمة التأديبية لوزارة التربية والتعليم وملحقاتها بمجلس الدولة إلى براءة عادل عقبي عبد الحميد، مدير مدرسة المقطم الابتدائية مما نسب إليه.
