«مرصد الأزهر» يكشف مخطط «داعش» لتدمير سوريا.. نقل عاصمة التنظيم من «الرقة» إلى «الميادين».. بناء مدينة كاملة تحت الأرض.. والسماح للنساء بالاشتراك في القتال وتفج
مخطط جديد يسعى من خلاله عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تدمير ما تبقى من سوريا؛ حيث تعمل ميلشيات التنظيم في الوقت الراهن على نقل معقلهم الإداري إلى مدينة الميادين القريبة من الحدود السورية كي يتخذوا من الصحراء التي يصعب مهاجمتهم من خلالها حصنًا لهم، وذلك عقب تكبدهم العديد من الخسائر في مدينة الرقة الواقعة بالشمال السوري مقر التنظيم ببلاد الشمال - حسبما يطلقون عليها.
هذا المخطط كشفه مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف في تقرير أصدره مؤخرًا؛ ركز خلاله على أهم الأسباب التي أجبرت التنظيم الإرهابي على نقل مقر تمركزه الرئيسي في سوريا، محذرًا من تفاقم الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري وغير ذلك من التفاصيل التي ننشرها في السطور التالية.
إجلاء القيادات
في بداية التقرير أكد المرصد؛ أن تنظيم "داعش" الإرهابي يقوم حاليًا بإجلاء صفوته القيادية والإدارية من مدينة الرقة بشمال سوريا التي يتخذها معقلًا وعاصمة له ببلاد الشام، ونقلهم إلى مدينتي الميادين والبوكمال الواقعتين بالقرب من الحدود العراقية، وذلك تحسبًا لأي هجوم محتمل على المدينة.
وأضاف؛ أن شهود عيان بمدينة الرقة أفادوا أن ميليشيات تنظيم "داعش"، ينقلون كل أغراضهم إلى مدينة الميادين؛ مشيرا إلى أن أنباءً مشابهة قد وردت منذ مطلع فبراير الماضي تتحدث عن نقل التنظيم لأسر المقاتلين الأجانب إلى مدينة الميادين.
الموارد المالية
وأشار المرصد؛ إلى أن "آنى سبيكهارد" و"أسعد المحمد"، الباحثين المختصين في شئون تنظيم داعش بالمركز الدولي لدراسة التطرف (ICSVE) بالولايات المتحدة، أكدا أن هناك الكثير من البراهين التي تؤكد نقل داعش لقادتها ومواردها المالية إلى مدينة الميادين وأن هذه الأنشطة – طبقًا لمصادر موثوقة لديهم - قد بدأت منذ أغسطس الماضي، مشيرين إلى وجود قناعات لديهم، ترجح أن التنظيم يخطط لنقل مقره إلى الميادين.
وأوضح المرصد؛ أن اختيار تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الميادين كمعقل جديد له يدير منه عملياته لم يأت من فراغ، فالمدينة تقع جنوب شرق مدينة الرقة بمسافة تقدر بمائة وتسعين كيلو مترًا؛ بالقرب من مجرى نهر الفرات، وتجاورها من جهة الجنوب مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود العراقية مباشرة، بمسافة تقدر بثمانين كيلو مترًا، وهو ما يساعد أعضاء التنظيم على سهولة وسرعة التنقل بينهما، كما تشكل الصحراء الواسعة المحيطة بتلك المنطقة حصنًا طبيعيًا، حيث يتطلب مهاجمتها خطوط إمداد طويلة من قبل المهاجمين.
تمركز الأكراد
وتابع: "كما أن تلك المنطقة لا تشكل محل تنازع بين الفصائل المتقاتلة في سوريا، فهي بعيدة عن أماكن تمركز الأكراد، وكذلك المحافظة العراقية المجاورة لها هي الأنبار التي تعد أحد معاقل التنظيم.
وفي السياق ذاته، أكد المرصد؛ أن كافة الأنباء الواردة من مدينة الرقة تشير إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بالمدينة في الوقت الراهن، فالقوات الكردية تحيط بالمدينة، وتخطط لمهاجمتها خلال أبريل الجاري، كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بضربات جوية ضد تنظيم داعش، وتدعم حملة الأكراد بقوات خاصة على الأرض.
فرار جماعي
وأضاف المرصد؛ أن كل تلك الأسباب دفعت سكان مدينة الرقة بالشمال السوري، إلى محاولة الخروج منها سيرًا على الأقدام باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، حيث يتوجب عليهم عبور حقول ألغام قامت ميليشيا داعش بزرعها مسبقًا، وقد صرحت مصادر كردية أن 2000 شخص تمكنوا بالفعل من الفرار من المدينة.
وأوضح؛ أن مصادر عديدة من داخل مدينة الرقة أجمعوا على تناقص تواجد مقاتلي تنظيم داعش بشوارع المدينة، وطبقًا لتقديرات خبراء أمنيين يوجد بالمدينة ما بين 2000 إلى 4 آلاف مقاتل من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
حفر الأنفاق
وتابع المرصد؛ أن إحدى الناشطات بمدينة الرقة ذكرت في مقابلة لها عبر سكايب مع راديو سويسرا، أن ميليشيات تنظيم داعش الإرهابي، حفرت كثيرا من الأنفاق بالمدينة أو بالأحرى بناء مدينة كاملة تحت الأرض، حيث من المتوقع أنهم لن يستسلموا بسهولة؛ كما أشارت بعض التقارير إلى أن التنظيم مستعد لتغيير أفكاره من أجل الدفاع عن المدينة، فهو على استعداد لإشراك النساء في القتال وإقناعهن بتفجير أنفسهن من أجل التنظيم.
وفي هذا الإطار وبناء على تلك المعطيات يدعو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى التنبه إلى مخطط هذا التنظيم الإرهابي، وإلى إجهاض محاولته لإنشاء معقل جديد له بمدينة الميادين، وتفويت الفرصة على هذا التنظيم الإرهابي في إيجاد حصن جديد يستمد منه وجوده لفترة أخرى بعد خسارته لمعاقله القديمة.