صحيفة إسرائيلية: أيام الأسد في سوريا باتت معدودة
زعمت تقارير صحفية إسرائيلية أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا باتت معدودة، بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إلى موسكو ولقائه مسؤولين روس حول مصير الأسد والحل في سوريا.
وتضمَّنت زيارة تيلرسون القصيرة إلى موسكو لقاءً قصيرًا امتد ساعتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، 12 أبريل، فضلًا عن جلساتٍ مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وأشارت وسائل الاعلام الإسرائيلية، إلى أمسية حديث تيلرسون إلى جوار لافروف، للصحفيين، عن الأزمة السورية، قائلا: "تتمثَّل رؤيتنا في أنَّ حكم أسرة الأسد يقترب من نهايته، وقد جلبوا ذلك على أنفسهم مرةً أخرى. لقد ناقشنا وجهة نظرنا بأنَّ روسيا، باعتبارها حليفتهم المُقرَّبة في الصراع، ربما تمتلك أفضل الوسائل لمساعدة الأسد على الاعتراف بهذه الحقيقة". وأضاف تيلرسون أنَّ رحيل الأسد يجب أن يجري "بطريقةٍ مُنظَّمة"، وفقًا لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
وطرح لافروف، الدبلوماسي المُخضرم الفصيح، الذي يُعَد تيلرسون قليل الخبرة خامس وزير خارجيةٍ أمريكي يعمل معه، وجهات نظرٍ مختلفة على ما يبدو فيما يتعلَّق بالأسد. إذ رفض فكرة الإطاحة بـ"شخصيةٍ بعينها" في سوريا، لكنَّه أكَّد "أنَّنا لا نُعلِّق كل شيءٍ على شخصيةٍ بعينها، أو على الرئيس الأسد". وذهب إلى أبعد من ذلك، واقترح وضع دستورٍ سوري جديد، وتشكيل حكومةٍ أكثر تنوُّعًا لتتناسب معه.
وتناغمت تعليقاته مع التصريحات الصادِمة التي أصدرها ديمتري بيسكوف، المُتحدِّث باسم الكرملين، الأسبوع الماضي بأنَّ دعم موسكو للأسد لم يكن "مخالفًا للدستور". ويعود دعم الكرملين لسوريا إلى عقودٍ مضت (ولم ينس الكرملين رفض الأسد إدانة الغزو الروسي لجورجيا في 2008)، غير أنَّ الاقتصاد الروسي عانى جرَّاء أسعار النفط المنخفضة والعقوبات الأمريكية التي جاءت ردًا على تورُّطه في حرب أوكرانيا وضمِّه لشبه جزيرة القِرم.
وتجد موسكو نفسها الآن في موقفٍ غير معتاد. فهي على الأرجح لن تتخلّى عن التزامها تجاه المنطقة –وبالتالي تُريق ماء وجهها في منطقةٍ تعرفها جيدًا من العالم- لكن يبدو أنَّها ضاقت ذرعًا، وعلى نحوٍ متزايد، من الأسد. وأدَّى الهجوم الكيماوي في بداية أبريل، والذي حمَّل الغرب مسؤوليته للأسد بينما حمَّل النظام السوري مسؤوليته للمعارضة، إلى تدهور العلاقات الروسية الأمريكية بصورةٍ أكبر، ووضع روسيا والغرب على حافة أزمةٍ جديدة (وألغى وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، زيارته إلى موسكو نتيجة الهجوم الكيماوي).
وقالت ماريا ليبمان، المُحلِّلة السياسية في موسكو ورئيسة تحرير مجلة كاونتربوينت التي تصدرها جامعة جورج واشنطن: "إذا كان بوتين غير راضٍ لأنَّه وجد نفسه في شراكةٍ مع إيران وحزب الله، فإنَّ هذا لا يعني أنَّه قد يُقدِّم تنازلات، وهو لا يفعل ذلك أبدًا حينما يكون هناك ضغطٌ شعبي. كما أنَّه ليس شريكًا موثوقًا".
يذكر أنَّه لا يمكن القيام بأية صفقاتٍ أو اتخاذ خطواتٍ للأمام في سوريا دون دعم الفاعلين الرئيسيين في المنطقة: أي إيران، وحزب الله اللبناني، وتركيا، والسعودية. وتعتبر موسكو اثنين من هؤلاء الفاعلين فقط حلفاء لها، بينما تنظر إلى الباقين على أنَّهم بين بين، أو أقرب إلى خصوم.