رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لاعتزال شمس البارودي وارتدائها الحجاب «تقرير»

شمس البارودي
شمس البارودي

اشتهرت كواحدة من أهم نجمات الإغراء والإثارة، وكان مجرد وضع اسمها على الأفيش سببًا كافيًا لنجاح أي فيلم جماهيريًا، إنها "شمس البارودي" صاحبة الوجه الجميل، والحضور المميز، والموهبة أيضًا، ورغم شهرتها ونجاحها إلا أنها ابتعدت عن الفن واعتزلت وأعلنت عن الأسباب الحقيقية لاعتزالها في حوار سابق، وتداول نشطاء عبر "فيس بوك" القصة الكاملة لاعتزالها وأسرار وما شعرت به، وسر ارتدائها الحجاب كما روت في حوارها.


وقالت شمس في حوارها إن البداية كانت في نشأتها، وأوضحت أنها نشأت في أسرة متدينة، وأضافت أنها كانت تصلي ولكن ليس بانتظام، وتابعت "وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست أساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها أحد، ولم يكن الدين علمًا مثل باقي العلوم الأخرى الدنيوية".

وحول دراستها قالت إنها بعد الثانوية العامة رغبت في دراسة الحقوق أو الفنون الجميلة، لكن مجموعها لم يؤهلها، فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية ولم تكمل دراستها فيه، ومارست مهنة التمثيل، وحول بداياتها قالت "أشعر الآن كأنني دفعت إلى التمثيل دفعًا، فلم تكن المهنة في يوم من الأيام حلم حياتي، ولكن بريق الفن والفنانين كان يغري أي فتاة في مثلي سني وكان عمري آنذاك 16 أو 17 سنة، خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة".

الصراع النفسي
وعن الصراع النفسي التي واجهته أثناء عملها بالفن، قالت إنها أثناء عملها بالتمثيل كانت تشعر بداخلها بشيء يرفض العمل، واستمر الوضع حتى شعرت أنها لا تجد نفسها في هذا العمل، وشعرت أن جمالها هو الشيء الذي يُستغل في عملها بالتمثيل، وعندها بدأت ترفض الأدوار التي تُعرض عليها.

ووصفت شمس عملها في التمثيل بالغيبوبة، قائلة "كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة، كنت أشعر أن هناك انفصامًا بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي أنا فيه، وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي يراها الجمهور، ولم أكن أشعر أنها تعبر عني، وأنها أمر مصطنع كنت أحس أنني أخرج من جلدي".

وعن مرحلة التحول في حياتها قالت "بدأت أشتري ملابس أكثر حشمةً، وإن أعجبني ثوبًا بكمّ قصير كنت أشتري معه جاكيت لستر الجزء الظاهر من الجسم، وبدأت أشعر برغبة في ارتداء الحجاب، ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي إنكِ الآن أفضل".

وأضافت:" بدأت أقرأ في المصحف الشريف أكثر، وحتى تلك الفترة لم أكن قد ختمت القرآن الكريم قراءة، كنت أختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة، ومن فضل الله أنني لم تكن لي صداقات في الوسط الفنـي وفي تلك الفترة كنت أعمل دائمًا مع زوجي، سواء كان يمثل معي أو يُخرج لي الأدوار التي كنت أمثلها، ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبدًا أن أكون من الوسط الفني كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة لأن ذلك هو الحق".

وتابعت: "كانت لدي رغبة قوية في أداء العمرة، وكنت أقول إنني لا أستطيع أن أؤدي العمرة إلا إذا ارتديت الحجاب، لأنه من غير المعقول أن أذهب لبيت الله دون أن أكون ملتزمة بالزي الإسلامي، لكن هناك من قال لي إنه ليس شرطًا كان ذلك جهلًا منهن بتعاليم الإسلام، لأنهن لم يتغير فيهن شيء بعد أدائهن للعمرة".

وتابعت: "ذهب زوجي لأداء العمرة ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي، ولكنها أصيبت بنزلة شعبية فنظرت إلى هذا الأمر نظرة فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة سنة 1982م".

أداء العمرة
وقالت:" عندما ذهبتُ واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت أول مرة ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أي نوع من المساحيق على وجهي، ورأيت نفسي أكثر جمالًا ولأول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولادي، وعندما وصلتُ إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهمَ الآيات فهمًا كاملًا، لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المدينة ومكة".

وواصلت شمس حديثها قائلة:"وفي إحدى المرات أثناء وجودي في الحرم التقيتُ بإحدى الأخوات وهي مصرية تعيش في الكويت اسمها أروى قرأت عليّ أبياتًا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت، لأنني استشعرت أنها مسّت شيئًا في قلبي، وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيرًا ولكن الذين من حولي كانوا يقولون لي انتظري، وبعدما سمعت القصيدة بكيت واستشعرت أنها تتحدث بلسان حالي".

وأضافت:"بعدها ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي توفيت وكنت أحبها وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وسألني والدي عن سبب أرقي، فقلت له أريد أن أذهب إلى الحرم الآن، ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ولكن والدي وكان مجندًا نفسه لراحتي في رحلة العمرة صحبني إلى الحرم".

الدعاء
وتابعت:"عندما وصلنا أديتُ تحية المسجد وهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسّر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود، ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكل من أعرف دعوت بقوة الإيمان ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع طوال الأشواط السبعة، لم أدعُ إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة أصل إلى الحجر الأسود وأقبّله".

وقالت:" عند مقام إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب وكنت أبكي وكياني يتزلزل استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي، تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تمامًا وسألني بعض النساء هل ستتحجّبين يا أخت شمس؟ فقلت بإذن الله حتى نبرات صوتي قد تغيرت تبدلت تمامًا هذا كل ما حدث لي وعدتُّ ومن بعدها لم أخلع حجابي وأدعو الله أن يُحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعًا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء".
الجريدة الرسمية