«بطولات البالطو الأبيض».. حكايات أطباء مواقع التفجيرات.. «زيدان»: دخل على 8 قلبهم متوقف مرة واحدة.. «رزق»: لقيت 22 من زملائي شهداء في المستشفى.. ودكتور بالعريش: نعمل في أ
«الجندي المجهول».. هكذا يمكننا أن نطلق على الأطباء المتواجدين في ميادين التفجيرات الدموية ينطلقوا بين أشلاء الضحايا وعلى الأرضيات الملطخة ليسعفوا كل ما يقدروا عليه من مصابين، وفي أكثر الأحيان يجدون الضحايا أمواتا فيكفنوهم، لا يخافون الموت أو أصوات الصراخ المتعالية كل ما أمام أعينهم هو تقليص عدد الموتى.
قصص بطولية يحملها كل طبيب متواجد في التفجيرات الإرهابية وأخرها تفجيرات كنائس طنطا والإسكندرية عندما تلقى الأطباء بطوارئ طنطا خبر وقوع التفجير في كنيسة مارجرجس، يسردنوها بدموع ويحكون عن أصعب الأوقات التي مروا بها في حياتهم، وتسرد «فيتو» أبرز القصص البطولية للأطباء في التعامل مع التفجيرات.
طوارئ طنطا
تلقى الدكتور تامر زيدان، طبيب بمستشفي طوارئ طنطا، معلومة من صديقه الدكتور رامى بوقوع تفجير بكنيسة طنطا الأحد الماضي، وعلى الفور توجه للمستشفى لإسعاف المصابين.
وتابع زيدان، خلال لقائه مع زميلة في قسم الطوارئ ببرنامج "معكم" على فضائية "سي بي سي"، أمس، أنه بمجرد معرفته بالانفجار تحرك مع زملائه وتم تقسيم أنفسهم لفرق، مضيفا أنه كان لا يتخيل هذا الوضع ولأول مرة يري هذا العدد من المصابين وكميات الدماء المتواجدة في موقع التفجير، وكانت أصعب لحظة مرت عليه عندما دخل عليه 8 ضحايا قلبهم متوقف مرة واحدة بجانب الإصابات الشديدة.
فقدان صديقه
وفي تفجير طنطا أيضا، يروي الدكتور رامي رزق، الذي تواجد في قسم الطوارئ خلال برنامج "معكم"، على فضائية "سي بي سي"،،، أنه فوجئ بأن 22 من زملائه وأقاربه وأساتذته من بين الشهداء ويستكمل حديثه كيف كان يحاول إسعافهم وهو يبكي لفراقهم.
وتحدث دكتور رامى رزق عن فقدانه لصديقه فادى في الحادث المؤلم، قائلًا "ده فادى في كلية علوم سنة رابعة آخر سنة وتوفي أطيب قلب ممكن تشوفيه، مبيزعلش حد أنا مش عارف ربنا خد الناس الحلوة أوى".
أجواء حرب
وفي العريش، قال الدكتور عبدالمؤمن الطيب ياسين، نائب تخدير بمستشفى العريش العام، الذي قامت نقابة الأطباء بتكريمه في يوم الطبيب، الشهر الماضي، إن مستشفى العريش العام تحول إلى مستشفى ميداني بسبب كثرة المصابين وتعدد الإصابات، بسبب التفجيرات المتكررة، مضيفا أن الظروف التي تواجهها محافظة شمال سيناء صعبة للغاية، وأكد أن الأطباء «يعملون في أجواء حرب».
ولفت الطبيب بمستشفى العريش العام، وفقًا لبيان صادر من النقابة، أنهم يتعرضون لمخاطر عديدة أثناء عملهم، قائلًا إن المستشفى تعرض للهجوم أكثر من مرة، وتم استهداف سيارات الإسعاف ما أدى إلى استشهاد عدد من المسعفين أثناء نقل المصابين.
انفجار الكاتدرائية
وأخيرا، نشر رامي فؤاد حافظ، أحد أطباء مستشفى الدمرداش، عبر حسابة على فيس بوك، شهادته عن انفجار كنيسة العباسية ديسمبر الماضي، وقال أنه أستيقظ على استدعاء من النائب العام بمستشفي الدمرداش بضرورة الحضور فورا لحدوث انفجار بالكاتدرائية.
وتابع، أن المشهد كان مأساويا للغاية، فتواجد الكثير من القتلى وعشرات المصابين في كل مكان وقد تباينت الإصابات ما بين حروق من الدرجة الثالثة وتهتكات بالأنسجة وإصابات شريانية استدعت معظمها تدخلا جراحيا عاجلا، واستقبال مستشفى الدمرداش كان مزدحما للدرجة التي يستحيل معها أن تجد مكانا تضع فيه قدمك ورائحة الدماء في كل مكان بالإضافة إلى صريخ وبكاء بمن فيهم الفريق الطبي.
وعندما عاد إلى المنزل وصل إليه خبر كصاعقة أخرى وهو وفاة زميلته الدكتورة نيفين عادل التي كانت إحدي أفراد دفعته، كانت ذاهبة للصلاة وتوفت في التفجير.