رئيس التحرير
عصام كامل

أصداء محاكمة مبارك فى الإعلام الأجنبى.. مبارك أكثر تفاؤلا.. والقاضى يتنحى لاستشعاره الحرج.. المحاكمة رمز لانتصار الشعب على الديكتاتورية.. النظام الحاكم يستخدم القضية لصرف انتباه الشعب عن مشاكل الحكومة

جانب من محاكمة مبارك
جانب من محاكمة مبارك

اهتمت وسائل الإعلام العالمية والصحف الأجنبية بقرار القاضى مصطفى حسن عبد الله بتنحيه عن قضية إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك.

وذكرت صحيفة تايمز لايف، أن الرئيس السابق حسنى مبارك بدا اليوم أثناء إعادة محاكمته أكثر تفاؤلا، ولوح بيده لمؤيديه وهو يرتدى نظارة بنية ملونة، مشيرة إلى أنه تم نقله جوا بطائرة هيلكوبتر عسكرية من سجن طرة إلى المحكمة وتم نقله على نقالة إلى داخل قفص الاتهام وكان بجواره نجليه علاء وجمال وفريقه السابق ووزير الداخلية حبيب العادلى، موضحة أنه أول رئيس عربى يعاقب بالسجن.

وأشارت الصحيفة إلى قيام أحد المحامين مطالبا بتنحى القاضى عن القضية، وقال له القاضى مصطفى حسن عبد الله "اجلس حتى تسمع قرار المحكمة"، ثم أعلن القاضى تنحيه عن القضية، وأن القضية سترسل لمحكمة الاستنئاف، ما جعل بعض المحامين يهتف بـ"الشعب يريد تنفيذ حكم الإعدام فى المخلوع".

وأضافت الصحيفة أن محاكمة مبارك رمز لانتصار الشعب على الديكتاتورية، حيث حضر محاكمته الأولى مئات الأشخاص، بينما محاكمته الثانية لم يحضرها سوى بضع عشرات من مؤيديه ومعارضيه.

ذكرت وكالة رويترز أن الدائرة العاشرة بمحكمة جنايات القاهرة التى كانت تنظر إعادة محاكمة الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، اليوم السبت، تنحى قاضيها عن نظر الدعوى خلال الدقائق الأولى من بدء إعادة المحاكمة.

وقال رئيس الدائرة المستشار مصطفى حسن عبد الله إن المحكمة قررت إرسال الأوراق "إلى محكمة استئناف القاهرة لاستشعار رئيس الدائرة الحرج".
وتعاد محاكمة مبارك (84 عاما) بتهم تتصل بقتل المتظاهرين خلال الثورة التى أطاحت به عام 2011، وتهم استغلال النفوذ خلال حكمه، وكان عوقب بالسجن المؤبد بتهم تتصل بقتل المتظاهرين فى المحاكمة، ومن شأن التنحى تأجيل نظر الدعوى إلى أن تتخذ محكمة استئناف القاهرة قرارها بشأنه.

وتكهن محامون بأن يكون السبب فى استشعار رئيس المحكمة الحرج هو ردود فعل غاضبة فى وسائل الإعلام على حكم أصدرته دائرة برئاسته فى أكتوبر ببراءة المتهمين فى قضية قتل متظاهرين بميدان التحرير خلال ما عرف إعلاميا بقضية موقعة الجمل لاستخدام جمال وخيول فى مهاجمة المعتصمين بالميدان.

ومن بين من نالوا البراءة فى قضية موقعة الجمل رئيس مجلس الشعب السابق فتحى سرور، ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف، الذى كان يشغل منصب الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى الذى كان يحكم مصر ووزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادى بجانب 21 متهما آخرين.

وأشارت صحيفة "زى نيوز" الهندية إلى تنحى المحكمة عن الحكم فى قضية مبارك لشعورها بالحرج وإحالتها إلى محاكمة الاستئناف، نظرا للمشاهد الفوضوية التى اجتاحت المحكمة، حيث قرر القاضى مصطفى حسن عبد الله بعد ثوان فقط من الجلسة التنحى عنها وإحالتها إلى محكمة جديدة.

وقال هيلر، المحلل فى معهد بروكينجر: "إنه من المحتمل أن يستخدم الحزب الحاكم فى مصر، المحاكمة لصرف الانتباه عن المشاكل التى تواجهها مصر".

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه من غير المعروف بعد تنحى القاضى مصطفى حسن عبد الله عن قضية الرئيس السابق حسنى مبارك، من المستفيد من هذا القرار.

وأوضحت الصحيفة أنه إذا أدين مبارك مرة أخرى، وتم تأييد عقوبة السجن مدى الحياة التى صدرت بحقه هو والعادلى فلن يتمكن من تخفيض عقوبتهم أو تبرئتهما ومن غير المحتمل أن يتم الحكم بإعدامهما.

بينما اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك اليوم فى قضية قتل متظاهرين إبان فترة ثورة 25 يناير التى أجبرته على التنحى، لن تشكل سوى تكرار محبط للقضية نفسها بالنسبة للكثيرين.
الجريدة الرسمية