رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. كيف شكل «طبيب الزيتون» خلية تفجير الكنائس

فيتو

من بين كل الأسماء التي أعلنت الأجهزة الأمنية تورطها في تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، كان لافتا للانتباه وجود اسم طبيب شاب يدعى مهاب مصطفى ضمن أعضاء الخلية الإرهابية المسئولة عن تنفيذ تفجير الكنيسة المرقسية ، المعلومات المتاحة عن مهاب وفقا لبيانات وزارة الداخلية لم تكن كافية للتعرف على خلفياته الثقافية وطريقة تجنيده وإقناعه بالأفكار التكفيرية، "فيتو" انتقلت إلى المنطقة التي كان يقيم بها واستمعت إلى شهادات مختلفة لجيرانه وأصدقائه (الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم)، عن التحول الذي حدث في حياته، وكيف أسس خلية تفجير الكنائس التي نفذت من قبل حادث تفجير الكنيسة البطرسية.


في أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة، بالتحديد في شارع محمد زهران المعروف بـ"شارع الغيط" بمنطقة الزيتون، كانت هناك نواة خلية تكفيرية تنمو وتكبر ما لبثت أن تبلورت مع مرور الأعوام. 

ولد مهاب مصطفى لأسرة متدينة معروفة بالالتزام، والده الشيخ مصطفى يعمل موظفا، أحد هؤلاء الرجال ممن يرتدون الجلباب ويطلقون اللحى ويصاحبهم هدوء يكسو كافة معاملاتهم وتحركاتهم، ووالدته امرأة كسائر الأمهات قليلا ما تخرج من المنزل أو تختلط بجيرانها، وشقيق يدعى محسن وشقيقة لم يستدل على اسمها. 

كان مهاب شابا انطوائيا صامتا، قليل الكلام والمعارف، لا يخالط أبناء منطقته الشعبية كثيرا، لا يوجد في طفولته ما يدعو لخيبة أمل أو انكسارات تدعو لتفخيخ العالم من حوله انتقاما أو إثباتا لشيء، كان طالبا مجتهدا في دراسته، قدرته على التحصيل ساعدته لأن يلتحق بإحدى كليات القمة "الطب" هكذا وصفه أحد جيرانه.

كان كثير التردد على مسجد الظواهري الذي يبعد شارعين عن منزله، وهناك يزعم أحد معارفهم بأنه تم تجنيد "مهاب" مثله مثل الكثير من أبناء المنطقة التي ابتليت بوباء الإرهاب، خاصة لوجود ما تسمى بدورات فقهية يتم الإعلان عنها من حين لآخر.

حسب شهادة عدد من الجيران وما تيسر من المعارف، فان التغيير الحقيقي الذي لحق بـ"مهاب" كان مع خلع الرئيس الاخوانى محمد مرسي من الحكم وهو ما وصفه مهاب في إحدى مناقشاته مع البائع في أحد الأكشاك القريبة من منزله بـ"محاربة للمشروع الإسلامي"، ليبدأ بعدها تحركات مريبة وغياب على فترات متباعدة.
 
اعتمد مهاب على البسطاء في طريقه لتكوين خليته، فكان أول اختياراته شقيقه "محسن" الذي مثل نقطة ارتكاز لنقل التحركات والتكليفات، وأعقبه صاحب صالون الحلاقة الملاصق لمنزل مهاب، وكان يدعى محمد حمدي وشهرته "حمادة" وهو رجل صاحب خط سير مشين، فطالما عرف عنه في المنطقة بحبه للنساء وملاحقته الدائمة لهن، وآخر يدعى "أ. عاطف" يبتعد منزله عن منزل مهاب بضع منازل ويصفه البعض بأنه "هوائي" لا تعرف له ملة وصوته كان دوما عاليا.

ومن خلال "حمادة الحلاق" تمكن من تجنيد ابن عمه رامي عبد الحميد الذي كان كثير التردد عليه وكذا زوجته التي تدعى "علا" وصديقين آخرين من خارج المنطقة لم يستدل على اسميهما. 

اتخذوا صالون الحلاقة الذي يحمل اسم "حمدي" مقرا لإجراء اجتماعاتهم ووضع مخططاتهم، يقول أحد الجيران: "دائما ما كانوا يجلسون داخل صالون الحلاقة ويغلقون على أنفسهم الباب الزجاجي، وكنا نشعر أن هناك شيئا ما يحدث لكن كنا نردد بين أنفسنا أبناء الشيخ مصطفى مؤدبين".

الجريدة الرسمية