ستيفان روستي يكشف «افتكاسة» طلب إحاطة الجزار عن الأسعار

*لا أدري من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟
دعوني أبدأ بالدهشة.. ذلك أن الكلام الذي قيل تحت قبة البرلمان عن الأسعار جاء بعد أكثر من شهرين على اشتعال حرائق الأسعار.. أما كيف أبدأ؟ فقد بدأت بالفعل وقد صدَرَت عنِّي بعفوية تامة نغمة احتجاج لا أحبها.

بعد الاحتجاج أقول ليتك ما تكلمت يا سيادة النائب.. ألم تلسعك نيران الأسعار إلى الآن؟!.. ثم ما سر الحالة العنترية التي انتابتك عندما ذكرت ــ دونما خوف ــ أن الناس تموت بشكل بطيء بسبب زيادة أسعار الغذاء والكهرباء والمواصلات.. ألا تخشى قرار إحالتك إلى لجنة القيم وتبعاته المهينة؟ أم أنك تعلم أنها مجرد افتكاسة؟ .

الكلام السابق وأبشع منه قاله النائب أحمد الجزار في طلب الإحاطة العاجل الذي قدمه الخميس الفائت "6 أبريل".. ولا أدري هل اختيار تاريخ تقديم طلب الإحاطة من باب المكايدة لرافضي أو ناكري ثورة 25 يناير 2011 ؟! .

لا تعليق لي على سيادة النائب سوى القول "قلبك أبيض وكتر خيرك على البؤين الجامدين".. لكن أود أن ألفت انتباهك إلى أمر في غاية الأهمية وهو أن الشعب المصري لا يأكل "الأونطة" إلا بمزاجه.

شعب "لئيم" إذا استدعت الظروف.. لم نسمع عن شعب قال "اتمسكن لحد ما تتمكن" إلا الشعب المصري.. ولم نسمع عن شعب قال: "إن كان لك عند الكلب حاجة قول له يا سيدي" إلا الشعب المصري.. ولم نسمع عن شعب غنى يا سيدي أمرك يا سيدي/ ولجل خاطرك يا سيدي/ مقدرش أخالفك لإني عارفك/ تقدر تحط الحديد في إيدي.. إلا الشعب المصري.. وأرجوك ركز معايا من فضلك.. بعد كل هذا الخنوع والانبطاح، لو واتته الفرصة وتَمَكَّن من رقبة الذي ظلمه وأدخل في قلبه الرعب، وقال له بالأمس يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي.. لو واتته الفرصة لن يتردد في تعليق سيده من ودانه! .

تتداعى تلك الخواطر حينما يتسلل بداخلي إحساس بأن كثيرا مما أسمعه من النواب يقال على سبيل الاستعباط والاستخفاف بالمواطن.. ويطيب لي ــ على سبيل الاستعباط أيضا ــ أن أقدم المشهد التالي، ربما يعين السادة النواب على التوصل إلى أسلوب تفكير المواطنين.

* ــ المذيعة لمواطن: الاقتصاد تعبان، والديون الخارجية والداخلية وصلت مليارات الدولارات.