كان الله فى العون
سافرت الأسبوع الماضى إلى الدار البيضاء بالمغرب، لحضور فعاليات معرض الكتاب السنوى والاشتراك فى ندوتين. المغرب تعنى لى عالما من الجمال والبهجة. سافرت إليها كثيرا من قبل. زرت مدنا لها جمالها الخاص مثل مراكش والرباط وطنجة وأغادير وفاس ومكناس.
الحديث عن مظاهر الجمال فى هذه المدن وغيرها لا ينتهى. لكن هنا سأتحدث عن شىء لابد أن يلمسه كل مصرى سافر إلى هناك فى الفترة الأخيرة. من قبل كنت حين تتكلم باللهجة المصرية تنسكب الحفاوة حولك من كل من يسمعك. وتشيع البسمات على وجوه النساء أكثر من الرجال، ويبدأ الرجال يسألونك عن نجوم السينما والكرة من إسماعيل ياسين رحمه الله إلى "أبو تريكة" أطال الله فى عمره . وإذا كنت فى مقهى فخدمتك تكون أفضل وأيضا إذا كنت فى مطعم..
أما اذا كنت فى تاكسى فلا يتوقف السائق عن الكلام عن مصر ونجومها حتى لو لم تفهم لغته المغربية الدارجة.
فى زيارتي الأولى منذ حوالى عشرين سنة كانت دهشتى من الحفاظ على البيئة والنظافة وطريقة رصف الشوارع والمقاهى الواسعة فرنسية الطراز وخبز المغرب الذى أحرص على العودة دائما من هناك ومعى بعض أرغفة منه. وفكرت مرة أن أذهب وأقف أمام مجلس الوزراء أصرخ هذا هو الخبز يا بشر.
وتندهش حين تصل لأول مرة من الخضرة فى البلاد لتكتشف أن قطع الأشجار أمر ممنوع، ولا يتم قطع أى شجرة إلا بمرسوم سلطانى. والمدن يغلب عليها اللون الواحد. فالدار البيضاء بيضاء وسط الخضرة ومراكش حمراء وهكذا.
وتندهش حين تصل لأول مرة من الخضرة فى البلاد لتكتشف أن قطع الأشجار أمر ممنوع، ولا يتم قطع أى شجرة إلا بمرسوم سلطانى. والمدن يغلب عليها اللون الواحد. فالدار البيضاء بيضاء وسط الخضرة ومراكش حمراء وهكذا.
يا إلهى! سأتحدث عن المغرب بالتفصيل ولا أريد الآن لأنى كتبت كثيرا عنها من قبل.
طيب ماذا اختلف هذه المرة؟ استقبال الناس لى كمصرى ظل جميلا كما هو حقا لكن بعد أول انطباع تسمع من أمامك يقول لك الله يكون فى العون، ويسألك أولا مصرى؟ تقول نعم. فيقول: الله يكون فى العون. يحدث ذلك إذا ركبت "تاكسى" أو جلست فى مقهى أو مطعم. ونادرا ما يتحدث معك أحد عن نجوم السينما والكرة بنفس إيقاع وانفعال الزمن السابق.
يحدث هذا فى الوقت الذى يدير الوزارة فيه هناك حزب العدالة والتنمية وهو حزب إسلامى. لكن هذه الإدارة لم تتدخل قط فى مكتسبات المغرب التاريخية. حرية التعبير التى دفع المناضلون المغاربة الغالى والرخيص من أجلها أيام الحسن الثانى حتى إذا جاء محمد السادس تغيرت أمور كثيرة. وكثير من هؤلاء المناضلين صاروا فى مراكز سياسية مرموقة، وتم تعويض كل من أضير يوما ميتا أو حيا. المقاهى على حرياتها والمطاعم والملاهى والأزياء للرجال والنساء. التعليم والانفتاح على الآخر.
باختصار لا شىء يتغير إلى الوراء. ولما سألت أحد الحقوقيين الكبار قال لى إن الملك هو المرجع الدستورى فى شئون الدين. ولذلك لا يوافق أبدا على أى قانون يشتم منه رائحة التخلف باسم الدين. وبصرف النظر عن هذا بدا لى من ضيوف معرض الكتاب أن وزارة الثقافة لم تتغير فى اتجاهاتها، فوزيرها محمد أمين الصبيحى من حزب التقدم والاشتراكية، ودكتور فى العلوم الرياضية وله تاريخ فى العمل الأهلى لذلك أعطى مقاليدها للكتاب المعروفين من قبل باتجاهاتهم التقدمية.
يا إلهى مرة أخرى سأعود للحديث عن المغرب ولا أريد. فقط أريد أن أعيد أننى سمعت الدعاء بعون الله لنا كمصريين عشرات المرات فى خمسة أيام. وكنت أرى ملامح الإشفاق على وجوه من يكلموننى إشفاقا حقيقيا كبيرا.
طيب ماذا اختلف هذه المرة؟ استقبال الناس لى كمصرى ظل جميلا كما هو حقا لكن بعد أول انطباع تسمع من أمامك يقول لك الله يكون فى العون، ويسألك أولا مصرى؟ تقول نعم. فيقول: الله يكون فى العون. يحدث ذلك إذا ركبت "تاكسى" أو جلست فى مقهى أو مطعم. ونادرا ما يتحدث معك أحد عن نجوم السينما والكرة بنفس إيقاع وانفعال الزمن السابق.
يحدث هذا فى الوقت الذى يدير الوزارة فيه هناك حزب العدالة والتنمية وهو حزب إسلامى. لكن هذه الإدارة لم تتدخل قط فى مكتسبات المغرب التاريخية. حرية التعبير التى دفع المناضلون المغاربة الغالى والرخيص من أجلها أيام الحسن الثانى حتى إذا جاء محمد السادس تغيرت أمور كثيرة. وكثير من هؤلاء المناضلين صاروا فى مراكز سياسية مرموقة، وتم تعويض كل من أضير يوما ميتا أو حيا. المقاهى على حرياتها والمطاعم والملاهى والأزياء للرجال والنساء. التعليم والانفتاح على الآخر.
باختصار لا شىء يتغير إلى الوراء. ولما سألت أحد الحقوقيين الكبار قال لى إن الملك هو المرجع الدستورى فى شئون الدين. ولذلك لا يوافق أبدا على أى قانون يشتم منه رائحة التخلف باسم الدين. وبصرف النظر عن هذا بدا لى من ضيوف معرض الكتاب أن وزارة الثقافة لم تتغير فى اتجاهاتها، فوزيرها محمد أمين الصبيحى من حزب التقدم والاشتراكية، ودكتور فى العلوم الرياضية وله تاريخ فى العمل الأهلى لذلك أعطى مقاليدها للكتاب المعروفين من قبل باتجاهاتهم التقدمية.
يا إلهى مرة أخرى سأعود للحديث عن المغرب ولا أريد. فقط أريد أن أعيد أننى سمعت الدعاء بعون الله لنا كمصريين عشرات المرات فى خمسة أيام. وكنت أرى ملامح الإشفاق على وجوه من يكلموننى إشفاقا حقيقيا كبيرا.
وحين أقول إن الثورة قادرة على العودة لطريقها الصحيح كنت أرى الصمت، ويقولون إن شاء الله لكن بارتياب كأنهم يعرفون أكثر منا ما ينوى عليه هذا النظام من خراب للبلاد.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com