رئيس التحرير
عصام كامل

إعلامنا يغضبنا!


بعد ساعات قليلة فقط من أداء رئيس وأعضاء المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة والأخري للإعلام القسم أمام البرلمان، أذاعت محطة تليفزيونية حوارا مع شقيق المشتبه فيه بتفجير كنيسة الإسكندرية، وأذاعت محطة أخرى حوارا آخر مع زوجة المشتبه فيه.. وقد أثار الحواران غضبًا واسعا لدى العديد من الأسر المسيحية المكلومة التي قررت ألا تحتفل بعيد القيامة المجيد، وأن تكتفي بالصلوات في كنائسها، خاصة وأنه في الحوار الأول أبدي الإعلامي الذي قام بالحوار تعاطفا كبيرا مع شقيق المشتبه به، بينما أبدي الإعلامي الذي قام بالحوار الثاني أنه يصدق كلام زوجة المشتبه به، بل ويشيد بها وثقافتها التي لا تراها تحت النقاب!


أعرف أن من حق الصحافة والإعلام أن تسأل وأن تتحري وأن تقترب كثيرا من المصادر لتعرف الحقيقة، وتجمع المعلومات.. ولكن كلا الحوارين سواء مع شقيق المشتبه فيه أو مع زوجته لا يخرج المشاهد به من معلومات تفيده سوي أن ما فعله الانتحاري المشتبه به ألحق الأذي بأسرته.. أما الأذي الذي لحق بالمجتمع كله فلا حديث عنه ولو من باب تقديم العزاء لنا.

ولذلك سوف يحتاج المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام لجهد كبير لإعادة الاعتبار للمعايير المهنية في إعلامنا حتى يتوقف عن إغضابنا «وبالمناسبة أنا لم أتغيب عن جلسة أداء القسم لأعضاء الهيئات الإعلامية، لانني كنت مريضا كما قال أحد أعضاء الهيئة الوطنية للإعلام صباح اليوم في إحدي الفضائيات، وإنما لأنني اعتذرت عن عضوية الهيئة الوطنية للصحافة.. وبالمناسبة أيضا اعتذاري ليس تهربا من المسئولية كما كتب أحدهم أمس على مقالي، وإنما لأنني أري أن الإنسان مجموعة من المواقف».
الجريدة الرسمية