رئيس التحرير
عصام كامل

«أجنحة وأرجل الدجاج».. طعام فقراء أسيوط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كغيرها من محافظات الجمهورية لم تكن محافظة أسيوط بعيدة عن مرمى نيران الأزمة الاقتصادية، الأمر الذي أدى ببعض الأهالي إلى اللجوء إلى بدائل أرخص لتوفير احتياجاتهم من الأكل والملابس وما إلى ذلك.


وتشهد المحافظة خلال هذه الأيام حالة من الغليان لارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والأسماك، فقد قفز سعر اللحوم بالعظم حاجز الـ150 جنيها في المدينة، وفي القرى إلى 120 واللحوم البرازيلي المستورد وصل إلى 70 جنيها، بينما يتباين سعر كيلو الفراخ من 30 إلى 40 جنيها في بعض المناطق، والبانيه بـــ50 جنيها، وسعر كيلو الأسماك البلطى ارتفع لـ40 جنيها، والمزارع إلى 30 جنيها.

في مقابل الزيادة تلك لجأ بعض أهالي القرى في جنوب أسيوط كقرية النواورة بمركز البدارى وأخرى بأبوتيج إلى تدشين حملة مقاطعة اللحوم للحد من ارتفاع الأسعار، والتي ساعدت بالفعل في أول يومين على تخفيض الأسعار من 120 إلى 100 جنيه، لكنها ما هي إلا أيام وعاودت بعدها الأسعار ارتفاعها، وذلك لعدم وجود بدائل كاللحوم المستوردة أو المذبوحة برعاية القوات المسلحة ورئاسة المدينة مخفضة الأسعار.

ولهذا لجأ الأهالي وخاصة الفقراء من مواطني محافظة أسيوط لحلول بديلة عقب هوجة ارتفاع الأسعار، إلى "هياكل الدجاج" بدلا من كيلو اللحوم والدجاج، فبعضهم اتجه إلى شراء الأجنحة والأرجل، وآخرون استبدلوها بالهياكل وهى جناح الدجاجة ومعه عظام الصدر والرقبة بعد إخلاء اللحوم منها والتي وصل سعرها إلى 9 جنيهات للكيلو، بينما تراوح سعر كيلو الأرجل بين 2 و3 جنيهات للكيلو، وزاد الإقبال عليها بشكل كبير بعد رفع أسعار الدجاج، وهناك الأجنحة بمفردها دون الرقاب والهيكل العظمى، إلا أن سعرها مرتفع على بقية القطع، حيث يصل متوسط سعر الكيلو إلى 16 جنيهًا، وهى بديل أيضا للبعض عن لحوم الدجاج.

من جانبها قالت فاتن عبد الرحيم، عاملة بمجلس المدينة: أشترى هياكل الدجاج لعمل شوربة للأولاد "وأهو كله بروتين"، وذلك أفضل من لا شيء، كما أننا أصبحنا نسعى لتقليل احتياجاتنا حتى نتمكن من العيش والمرور من الظروف الصعبة التي تواجهنا، والأسعار التي لم تعد في متناولنا.

"هياكل الدجاج" لم تكن الحل الوحيد الذي اتجه إليه "فقراء أسيوط" فهناك من لجأ إلى الاعتماد على «عفشة المواشي» وهى عبارة عن "فشة وكرشة وممبار وغيرها من أحشاء المواشى، وقد وصل سعر كيلو «الكرشة» إلى 25 جنيها، و«الفشة» 30، و«الممبار» 35، ورجل الماشية الواحدة بـ50 جنيها، ولحمة الرأس الكيلو بـ60 جنيهًا.

التقت «فيتو» مع أحد المواطنين لرصد سبل تغلبه على غلاء المعيشة رغم أن أسرته مكونة من 8 أفراد ويتقاضى راتبا بــــ1000 جنيه.

من جانبه قال، جمال راضى، "عامل" بجامعة أسيوط: أعيش مع زوجتى وأولادي الستة، 4 أولاد وبنتين أكبرهم في المراحل الابتدائية، في حالة من الضنك والفقر، ووصل بنا الأمر إلى أننا نتناول نفس الوجبة بصفة يومية.

وأكمل: زوجتى تساعدنى بكل الطرق على تربية أولادى براتبى المحدود فتقوم بإعداد الطعام بأقل التكلفة، والأسرة لا تتناول اللحوم قط فهي ممنوعة في منزلنا منذ أكثر من عام لارتفاع أسعارها على طاقتي، ولكن يمكن أن أشترى "الفراخ" مرة واحدة في الشهر وفى المواسم الأعياد، فراتبي أقسمه 100 جنيه للكهرباء والمياه وأحيانا تزداد بقليل، و100 جنيه مصاريف الأولاد اليومية في المدرسة و200 جنيه مواصلات، و100 جنيه تموين وعيش وما يتبقى يتم استهلاكه ما بين العلاج والطعام ووجبات الأسرة.

وعن وجبات الطعام التي تتناولها العائلة، قال: الأسرة تعتمد بشكل أساسى على الجبنة "قريش أو قديمة" في وجبة الغداء مع كوب الشاي، والعشاء ما بين الفول المدمس أو أحيانا "قرنبيط" أو العدس، لكن بعد زيادة أسعاره امتنعنا عنه.
الجريدة الرسمية