رئيس التحرير
عصام كامل

أمير قطر ينهي جولة «الكيد لمصر» في أفريقيا

أمير دولة قطر الشيخ
أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

أنهى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأربعاء، جولة أفريقية شملت ثلاث دول "مؤثرة" سياسيًا واقتصاديًا في القارة السوداء، ولها حضورها القوى على مستوى محيطها الإقليمي والدولي أيضًا.


وأوضحت وكالة "الأناضول" التركية، أن "تميم" بدأ الجولة بأديس أبابا، التي تميزت باهتمام إثيوبي لافت، قابله اهتمام قطري مماثل، بهذا البلد الغني بثرواته ومياهه وأراضيه الشاسعة والخصبة، ما جعلها قبلة لرجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين وخاصة القطريين في السنوات القليلة الماضية، حين دشن الأمير الوالد حمد بن خليفة العلاقات الثنائية بين البلدين في أبريل 2013.

وذكرت الوكالة أن هدف زيارة "تميم" هي تفعيل دبلوماسية الجسور، ولكن الحقيقة هي لتفعيل دبلوماسية «الكيد للقاهرة» خاصةً في إثيوبيا التي اقتربت من افتتاح "سد النهضة"؛ وهو ما حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من تأثيره فى حصة مياه نهر النيل، وتراجع مساحة الأراضي الزراعية في مصر.

وفي محاولة لبسط المزيد من نفوذ قطر في أفريقيا، كانت نيروبي محطة الأمير القطري الثانية، عاصمة كينيا، وهي دولة ذات نفوذ مؤثر في محيطها الإقليمي بشرق ووسط أفريقيا للتداخل الجغرافي الحدودي والقبلي بين هذه الدول.

وبحسب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فإن زيارة الشيخ تميم دفعة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين نحو آفاق أوسع، على جانب ترسيخ العلاقات السياسية لخدمة الطرفين.

وخلال المباحثات، التي جرت بين الوفدين القطري والكيني، أشار تميم إلى العلاقات التي تربط المنطقة بالقارة الأفريقية ووصفها بأنها "تاريخية"، داعيًا إلى أهمية السعي لتطويرها وتعزيزها باستمرار.

ومن المرافقة، عبر أمير دولة قطر، خلال مخاطبته الرئيس الكيني، عن أهمية نبذ الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ورفض العنف والتطرف أيًا كان مصدرهما، وكأن جماعة الإخوان التي يدعمها في مصر حمامة سلام لا علاقة لها بأي هجمات إرهابية كالتي ضربت كنيستي "مارجرجس" في طنطا و"مارمرقس" في الإسكندرية في عيد السعف.

أما جنوب أفريقيا، التي كانت المحطة الأخيرة في الجولة، فهي دولة ذات "وزن ثقيل" في القارة السمراء، بثرائها وقوتها الاقتصادية، وبمواقفها الثابتة والواضحة في كثير من القضايا السياسية الأفريقية، وبتميز علاقاتها الدبلوماسية بالتوازن وعدم الشطط أو التدخل في شئون الغير.

ووصف رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما؛ زيارة أمير قطر بـ"التاريخية"؛ مشيدًا بجهود أمير دولة قطر في حل النزاعات في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.

ورأت وسائل إعلام محلية أن الزيارة "تفتح آفاقًا جديدة وواسعة بين البلدين"، معتبرة أنها وضعت رؤية واضحة لحل كل القضايا العالقة في محيطهما خاصة التطورات السياسية في أفريقيا والشرق الأوسط، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه هاتين المنطقتين، بما في ذلك الصراعات.

وأضافت أن البلدين جددا دعمهما لعدالة القضية الفلسطينية، وأكدا أهمية تحقيق الاستقرار في ليبيا، والاتفاق على حل النزاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وزعمت الأناضول، أن المساعي القطرية ظلت تمثل حضورًا فاعلًا في شمال القارة الأفريقية، في محاولات لوضع حد للنزاعات المسلحة والصراع في ليبيا -حيث انتشر إرهابيو تنظيم داعش الإرهابي- ومالي والنيجر والسودان، مضيفًا أنها انتقلت حاليًا لممارسة دبلوماسية "بناء الجسور" مع دول شرق وجنوب القارة وشرقها.
الجريدة الرسمية