رئيس التحرير
عصام كامل

دموع "كريمة"!!


دائما يقولون "دموع الرجال عزيزة"..
فما بالنا بدموع العلماء؟!.. لا بد أن تكون دموعهم لأمر جلل.. وفجيعة نادرة..
ولعل ذلك ما جعل دموع الدكتور «أحمد كريمة»، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، تنهمر كمدًا وحزنا على ما آل إليه الإسلام وأحوال المسلمين على يد بعض "الشيوخ" والدعاة.

فى حواره مع منى الشاذلى.. أحزننى "كريمة" بكلامه.. وزلزل كيانى بدموعه، وصوته المتشرج وهو يُحَوقل ويُحَسْبِن ويفوض أمره إلى الله فيمن يسىء إلى الإسلام والأزهر الشريف، ممنْ أسماهم "خوارج" العصر، وجعل الإعلام منهم "دعاة".

هؤلاء الدعاة أطلوا علينا فى غفلة من الزمن، ثم ما لبثوا أن نصّبوا أنفسهم "أصحاب التوكيل الحصرى للإسلام".. صكوك الجنة والنار بأيدهم.. شهادة الإيمان والكفر من خلالهم.

وللأسف، كثير من الفضائيات الدينية أفسحت الطريق لهؤلاء، ومعظمهم من أنصاف المتعلمين، بل إن بعضهم لم يحصل إلا على "دبلوم فنى"، لكنه يمتلك لسانا سليطا.. وقاموسا قذرا.. وقلة أدب متناهية.. وقادر على السب والشتم والإهانة والتجريح والتحريض على الهواء مباشرة.. وكله باسم الدين.

وجدى غنيم، إسلام هاشم، سعيد عبد العظيم، محمد الزغبي، عبد الله بدر، خالد عبد الله، صفوت حجازى، أبو إسلام، أبو يحيى، محمود شعبان، ياسر البرهامى، عبد المنعم الشحات.. وغيرهم العشرات من الذين يحرضون على الفتنة الطائفية، وقتل المخالفين لهم فى الرأى.. وهم يوهمون البسطاء بأنهم يدافعون عن الشريعة..!

فعن أى شريعة يتحدثون؟ وعن أى دين يدافعون؟ هل نزلت عليهم "رسالة" غير التى نزلت على "محمد" صلى الله عليه وسلم؟ هل نزل عليهم "كتاب" غير "القرآن"؟ هل يسيرون على سُنة غير التى سَنَّها رسولنا الكريم؟ هل يتبعون "منهجا" غير الذي نتبع؟ هل استمدوا علمهم من الصحابة والأئمة والعلماء والسلف الصالح والشيوخ العظام، أم تتلمذوا على يد عصابات الكاوبوى والجماعات الإرهابية والمسجلين خطر؟!

يتهم كثيرٌ من شيوخ الفتنة ومدعى العلم علماءَ الأزهر بأنهم السبب فيما وصل إليه الحال الآن بفتاواهم التى كانت تخدم النظام السابق.. وهو قول اختلط فيه السم بالعسل.. صحيح بعض الأزهريين أساءوا للدين وللمؤسسة الأزهرية، لكن هؤلاء قلة، لو قارناهم بمن أساءوا للإسلام وحولوا حياة المسلمين إلى جحيم لا يطاق، ووصل الحال إلى تمنى البعض الخروج من عباءة هذا الدين الحنيف.

نعم بعض علماء الأزهر أطلقوا الفتاوى "المسيسية"، لكن دعاة "الفتنة" مازالوا يطلقون الفتاوى "المفخخة".. الأزهريون حديثهم يتسم بـالسماحة والمودة والوداعة.. والمتأسلمون لا يخلو حديثهم من الوقاحة والقسوة والفظاظة.. عالم الأزهر "حلو الكلام".. وداعية الشهرة "سليط اللسان".. الأزهرى تخرج فى مؤسسة عريقة.. ومدعى التشيخ المدعوم بأموال النفط الخليجى يبدو وكأنه خريج "شارع الهرم" والجيارة والباطنية وسوق السلاح.

هذا هو الفرق بين العالم الداعية ومدعى العلم والدعوة.. وأيا كانت دموع الشيخ "كريمة".. حقيقة أم تمثيل.. فإنها رسالة لا يجيد قراءتها إلا كل مهموم بأمر هذا الدين وصالح هذا الوطن!

الجريدة الرسمية