رسالة إلى العالم الآخر!
لن أمل من تكرار رأيي هذا، ستظل مُشكلة شهداء الجيش والشرطة في السنوات الغبراء الأخيرة، هى أنهم يضحون بأرواحهم من أجل وطن عزيز يحمل فوق أرضه شعبًا يستحق التضحية، جنبًا إلى جنب مع آخرين من الخونة والمُتآمرين وكلاب آخر الزمان، الذين لا يستحقون أن يفقد المرء ولو "تفَّة" في سبيلهم بطبيعة الحال!
وفي الحقيقة معنديش فكرة -للأسف -عن إحساس الضابط المُقبل على الشهادة والتضحية، في لحظة يُقرر فيها فجأة أن يرتضي بالموت في سبيل أداء الواجب، مُتجاهلًا أسرته وأولاده الصغار، مثلما فعل الشهيد البطل (عماد الركايبي)، ومُفضلًا عليهم وطن- أكرر أنه يحمل فوق أرضه الطيب بجوار الخبيث، والمُخلص جنب الخائن للأسف- ليحمي الجميع فيه سواسية، وهل لو فكَّر الضابط لوهلة قبل أن يخطو للموت بإرادته أنه لن يسلَم-حتى بعد وفاته- من طعنات هؤلاء، فهل يُمكن أن يتراجع أم لا؟!
هُم الخبثاء الذين ملئوا الدُنيا قرف مُنذ انفجرت ماسورة المجاري الأكبر في التاريخ بعد ثورة يناير، والثورة بريئة منهم رغم أنهم هُم من طفوا على سطحها، وأجبروا الكثيرين على أن يسبوا الثورة البريئة إلا من هؤلاء، هُم مَن شككوا في كُل شيء، وسبُّوا الجميع، وصنعوا قاعدة لعينة تدعو لمُحاربة كُل رجال الجيش والشرطة، تحت ادعاء أن جميعهم سيئين، وهى قاعدة فاسدة خبيثة، إذ إن كُل مجال بلا استثناء فيه الطيب والشرس والجميل والفاشل، حتى مجال الطب اللى بيدخلوه بـ99% فيه فشلة ومتآمرين وفاسدين ولصوص، لكن هؤلاء زرعوا في عقول الكثيرين من السُذَّج أن المُشكلة في الـ50% بتاعة الضُباط!
بمُناسبة الـ50%.. فربما لو كان الضابط جاب 102% لفكَّر كثيرًا قبل أن يتصدى للموت، ويحتضنه في صدره، ربما كانت الخمسين بالمائة أكثر نجاحة في هذه الحالة، ولولاها لكان كلاب العصر من الدواعش والمتأسلمين موجودين في منازلنا الآن.. طبعًا الحكاية مش 50% ولا 70 ولا أي رقم، فالرقم المُتاح لدخول الكليات العسكرية كُل الغرض منه أن يسمح لأكبر شريحة بامتلاك فرصة الانتماء لتلك الكليات بعد اجتياز اختباراتها اللازمة، وللعلم مش كُل الضباط جايبين المجموع دة في الثانوية، فيه ناس جايبة أكتر من بتوع طب وهندسة، لكن للأسف، وكما اعتدنا، فإن سلوك قطيع فيس بوك وتويتر ويوتيوب صوته أعلى، وكذبه مستشرى ومحبوك واحترافي أكثر!
من ضمن الكذب، تلك المقولة الحقيرة المُتعلقة بنساء مصر، والتي يُكررها كُل الحزانى من أرامل ثورة يناير-المظلومة بيهم- من أن النساء اللائي رقصن بعفوية أمام اللجان الانتخابية مثلًا هُم نموذج وحيد لنساء مصر، وأن كُل نساء بلدنا راقصات، مع إن نساء مصر بهن مَن هُن أرجل مليون مرَّة من كُل هؤلاء، مثل الشهيدة العميدة (نجوى الحجار)، التي قدَّمت روحها فداءًا للوطن- والناس اللي يستاهلوا الحياة واللي يستاهلوا ضرب القديمة جنبًا إلى جنب للأسف - بعدما قدَّمت قبل عام للوطن أيضًا ما هو أغلى من روحها، ابنها الشهيد (مهاب عزت)!
كذلك الشهيدة (أمينة رشدي) التي لا يُمكن أن نقارنها بشرشوحات الثورة مثلًا، وناشطات الجماعات المشبوهة، ولا الأشكال اللي زي (أم مش عارف مين)، وهؤلاء هُم أبطال مصر التي يحلو للمُغيَّبين والسُذَّج والخونة-على حدٍ سواء- الإساءة إليهم عمَّال على بطَّال، لدرجة إنهم بيشتموهم لما يحصل عمل إرهابي في بلدنا، وبيشتموهم لو أحبطوا عمل إرهابي، وبيشتموهم لما بيحصل عمل إرهابي في الخارج، متفهمش إزاي!
هذه نماذج عظيمة لأبناء الوطن، لا النماذج المُقرفة اللي على تويتر في العالم الآخر حيث البوب، وتُجار الدين، وبتوع حزب الموز، ونشطاء الغبرة، واللي عايز انتخابات مُبكرة بسرعة علشان يلحق ياخد المركز التالت تاني، وبتوع حقوق الإنسان اللي قرفونا بالخيام المتعمَّرة بما لذ وطاب من شُغل حريم السلطان، هذه هى مصر الحقيقية بأبنائها الذين أُهيل التراب عليهم في سنوات غبراء علت فيها أصوات عواء (المتحمز) و(المتمطر) و(المتسلطن) و(المتبدع) و(المتنور) و(المتأسحق) و(المتأسون) و(المتحزم) و(المتأفتح) و(المتقرَّض) و(المتأسمعيل)، وكُل حرامية السياسة والفلوس والسُلطة والغسيل في العالم، والرسالة لهم في العالم الآخر مطرح ما هُما متلقحين سواء في سجن أو في قطر أو في تُركيا أو حتى في مصر للأسف: اتلهوا وحُطوا ديولكم بين رجليكم.. مصر ستنصر!