إحسان عبد القدوس يكتب: محفوظ خان الأمانة
في مجلة روز اليوسف عام 1956 كتب الأديب إحسان عبد القدوس مقالا قال فيه:
خان زميلى وصديقى نجيب محفوظ أمانة الزمالة والصداقة وأعلن أن بطلة قصتى "أنا حرة " هي أنا شخصيا.
وقد نشأت مع نجيب محفوظ في حى واحد ــــ العباسية الغربية ــ وهو يكبرنى بعشر سنوات على الأقل، ولم يكن زميلا لطفولتى، لكنه كان صديقا لابن عمتى الكبير.. وهو بهذا يعرف الكثير عن ظروف طفولتى وصباى..وقد رأى هذه الظروف كلها في قصة أنا حرة.
والواقع أني وضعت أمينة - بطلة القصة - في نفس الظروف التي مررت بها أنا شخصيا وأحطتها بنفس الجو ونفس العقبات.. لكنها ليست أنا.
إن شخصيتها مقتبسة من شخصية بنات العباسية، وهن بنات كثيرات يعرف نجيب محفوظ معظمهن.
ثم ما رأى نجيب محفوظ في بطل القصة عباس.. هل يعرفه؟ إنه أيضا شاب من شباب العباسية له الآن ذكر كبير.. فلماذا لم يكشف عنه أيضا مثلما كشف عن سر البطلة؟
وهل يحب نجيب محفوظ أن أكشف وأعلن للناس الشخصية الحقيقية لبطل قصة "السراب".. إنني أسمعه الآن يرجونى أن أسكت.
ورواية السراب هي إحدى روايات الأديب نجيب محفوظ وهى رواية نفسية تربوية يعانى فيها البطل من مشكلات نفسية نتيجة تعلقه الشديد بأمه المطلقة، وقد عاش في بيت جده لأمه وقد أفرطت أمه في تدليله حتى أصيب بالخجل والانطواء، وعندما أحب وتزوج أصيب بالعجز الجنسى الذي أرجعه الطبيب إلى سبب نفسى لا عضوى.