«صاعقة القلوب».. تقنيات الجزيرة القطرية تكشف وضع داعش بسيناء
انتهت اللعبة الداخلية وبدأت المواجهة الحقيقية مع أجهزة استخبارات إقليمية تعمل جاهدة لهدم الدولة المصرية وتفتيت أراضيها، هذه المواجهة تمخضت خلال هذا الأسبوع بتفجير كنيستي ماري جرجس والمرقسية، وما تبعها من بيانات لتنظيم «داعش» الإرهابى تهدف لخلخلة الثقة وزرع الفتنة، عقبها ترويج مقطع مصور حمل اسم «عاصفة القلوب» يظهر عمليات قنص بحق جنود الجيش في سيناء.
الفيديو الذي تبنت ترويجه قناة الجزيرة والأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان، على أنه حصاد 100 يوم من العمليات كشف مع اللحظة الأولى من تشغليه أكاذيب التنظيم بظهور عناصر وأيضا رجال الجيش المصري بملابس صيفية رغم فصل الشتاء البارد الذي تعرضت له جميع المحافظات المصرية وما زالت تداعياته ممتدة حتى اليوم.
إضافة إلى ذلك ظهرت في الفيديو بصمات تقنيات عالية في الإخراج تمتع بها التنظيم في سوريا والعراق وحتى ليبيا بسبب الدعم الاستخباراتى ووجود عناصر أوروبية تجيد إخراج هذه الأفلام وسط صفوفها، وهو الأمر الذي لا يتوفر لما يسمى «بيت المقدس» فرع التنظيم الإرهابى في سيناء، ما يعني أن عملية إخراج المشاهد بهذه التقنية وأعمال المونتاج تمت خارج البلاد بعد استغراقها شهورا طويلة في التصوير الداخلي التي لم تتخط أربع عمليات تم تكرارها من زوايا مختلفة بتقنية عالية تحترفها أفرع التنظيم الرئيسية وقناة الجزيرة القطرية.
أيضا أظهرت المشاهد ارتباك العناصر الإرهابية التي قامت بعمليات القنص وعدم دقة التصويب التي يتمتع بها نظراؤهم في سوريا والعراق طبقا لمتابعة «فيتو» لمقاطع فيديو مشابهة صادرة عن التنظيم خلال السنوات الماضية، وهو ما كشف استحالة تنفيذ هذه العصابة الإرهابية عمليات نوعية متعددة مثلما زعم فيديو الواقعة.
تبقى هنا بعد القراءة الأولية لمشاهدة الفيديو ومقارنته بإنتاج التنظيم الإرهابي في أماكن تمركزه الرئيسية في المنطقة «سوريا والعراق»، الأهداف الخفية التي حملها «عاصفة القلوب» وما يمكن استنتاجه لوضع التنظيم في سيناء، نسردها في الـ5 نقاط التالية.
أولا، حرص التنظيم على تكثيف الدعاية بهذا الشكل من خلال عمليات مقطع الفيديو، ولجوئه إلى ذئاب منفردة لتنفيذ تفجيرات كنيستي مارجرجس والمرقسية، يعكس الاهتراز بين صفوفه وربما فرار عناصره ويهدف لاستقطابهم مجددا بدعاية وهمية اتبعها مؤخرا في الموصل بعد الهزائم التي لحقت به على يد القوات العراقية وقوات التحالف الدولية وتسبب في هروب زعيمهم أبو بكر البغدادي لجهة غير معلومة ويخشى الخروج من جحره.
ثانيا، يبدو أن التنظيم تكبد خسائر كبيرة لوجيستية على صعيد التسليح والتمويل، وأظهرت نوعية بنادق القنص القديمة التي يستخدمها في مقطع الفيديو ذلك بقوة، ويسعى لمغازلة جهات اعتادت على تمويله ومدها بالسلاح والعتاد على مدى السنوات الماضية، وكانت الأنفاق رئة عناصره لتنفس مال أجهزة الاستخبارات الإقليمية التي تعمل ضد الدولة المصرية.
ثالثا، استهداف الأقباط بشكل خاص والتركيز على دعاية مضادة لهم، دليل آخر على هزيمة التنظيم وسعيه لإحداث فتنة داخلية على أمل تصاعدها لدرجة الحرب الأهلية بهدف تسهيل اندساس عناصره داخليا، وإرباك المؤسسات الأمنية المعنية بمراقبة الحدود على أمل فتح ممرات للهروب أو الإمداد.
رابعا، يغازل التنظيم بهذه العمليات «فلول الإخوان»، بخطاب يغازل عواطفهم حول كراهية الجيش وضرورة هدم النظام والدفاع عن السجناء من التيارات الإسلامية.
خامسا، اتبع تنظيم "داعش" إستراتيجية قديمة في سوريا والعراق لخلخلة الجيوش الوطنية باللعب على وتر الطائفية، وفي ظل غياب هذه الظاهرة في مصر على المستوى الشعبي أو الأمني وبعدها عن المسميات المذهبية «الشيعة والسنة»، يعمل التنظيم على أمل بث الخوف في صفوف قوات الأمن بهدف تفريغ المناطق الملتهبة من القوات وهي الإستراتيجية التي لعبت عليها الإخوان بدعوات مغرضة لرفض التجنيد الإجباري وساندها في الأمر قناة الجزيرة بفيلمها المشبوه عن التجنيد بالجيش المصري، ومثل رد الفعل الشعبي على الفيديو لطمة جديدة للتنظيم وداعميه البعيدين عن فكر الدول الوطنية وعقيدة الجيوش التاريخية.