رئيس التحرير
عصام كامل

لا تفزعوا الناس.. طمنوهم!


استطرد رئيس الوزراء كثيرا في الحديث عن المشكلات الاقتصادية التي تواجهنا، وشرح بالتفصيل أسباب وأبعاد هذه المشكلات، لكنه أوجز في الحديث عن حلول لها، وبالتالي لم ينجح في بث الأمل في نفوس عموم الناس بإمكانية التخلص من هذه المشكلات والضغوط الاقتصادية التي يتعرضون لها، منذ أن انفلت عيار التضخم وارتفعت الأسعار، خاصة أسعار السلع الغذائية، حيث سجل معدل التضخم طبقا للتقديرات الرسمية ٣٣٪ في الشهر السابق.


هذا ما اتفق عليه عدد من الأصدقاء وهم يتناولون الحديث الذي أدلى به المهندس شريف إسماعيل، ومشاركة عدد من الوزراء مؤخرا لجريدة المصري اليوم ونشرته على يومين متتاليين.. وهنا الأمر بات يقتضي من الحكومة مراجعة أسلوب خطابها مع الرأي العام.

الناس سمعوا الكثير عن مشاكلنا الاقتصادية.. وعن أسبابها.. وعن أيضا خطر تركها دون علاج.. ولكنهم يحتاجون الآن أن يسمعوا أكثر عن علاج هذه المشكلات.. وجدوي هذا العلاج.. ومتي سيؤدي هذا العلاج للتخلص من هذه المشكلات أو على الأقل التقليل من حدتها.. فالمريض لايحتاج فقط تشخيصا جيدا ودقيقا لمرضه.. ولكنه يحتاج لعلاج سليم وصحيح وفوري لمرضه.. وأن يعرف من الطبيب متي تتحقق نتائج هذا العلاج.. وأيضا كيف يتم تدارك الآثار الجانبية لهذا العلاج.

وإذا لم يحدث ذلك سيفقد المريض ثقته في الطبيب، أي سيفقد ثقته في العلاج الذي قرره له.. وبالتالي لن يتقبل هذا العلاج.. وسوف يسعي للبحث عن طبيب آخر.. الثقة بين المريض والطبيب مهمة لنجاح أي علاج للأمراض.. وبالطريقة التي تخاطب بها الحكومة الناس فإنها لا تحوز ثقتهم بل على العكس تهز هذه الثقة.. مع الحديث عن المشكلات تحدثوا أيضا عن إمكانية علاجها، ومتي ينجح هذا العلاج.. طمأنوا الناس ولا تكتفوا فقط بإثارة فزعهم!
الجريدة الرسمية